كتاب ومقالات

اعقل يا ولد !

خالد السليمان

الإدانات الدولية لمسيرات وصواريخ الحوثي هي أشبه بتوبيخ الكبار المنشغلين بأمورهم للصغار عند شغبهم: اعقل يا ولد، اجلس يا ولد، كفايه يا ولد، إرضاء للأطراف المتضررة من الشغب دون حتى الالتفات لهم!

آخر ما أصابته مفخخات الحوثي مدرسة ابتدائية، ولو أن مدرسة أصيبت على حدود فرنسا أو بريطانيا أو ألمانيا أو أميركا أو حتى لوكسمبورغ بهجوم إرهابي لقامت الدنيا ولم تقعد، ولانعقد مجلس الأمن لاتخاذ قرار حاسم وصارم تجاه المعتدي!

تخيلوا جماعة إرهابية متمردة تستولي على عاصمة إحدى جزر الكاريبي وتبدأ بمهاجمة حدود الولايات المتحدة بالصواريخ والطائرات المسيرة، ماذا سيكون رد الفعل؟!

ما يحتاجه الحوثي رسالة واضحة وصارمة من المجتمع الدولي بأن استمراره في ممارساته المرتهنة للسياسات الإيرانية لا يمكن أن يستمر، وهي بكل تأكيد رسالة لن توصلها بيانات وزارات الخارجية أو تغريدات السفراء، بل يوصلها تحرك حازم وفاعل على أرض الواقع يجعل ثمن هذا العبث باهظا!

وهناك من يرهن ضعف تحرك المجتمع الدولي بمحدودية تأثير هجمات الحوثي الصاروخية وقدرة الدفاعات السعودية على إفشالها، لكن الحقيقة أن الضحية هنا هم اليمنيون وليس السعوديون الذين يعيشون حياتهم الطبيعية و لولا نشرات الأخبار لما عرفوا بوجود الحوثي، فالحوثيون يدمرون اليمن ويقتلون شعب اليمن ويقصفون بصواريخهم ومسيراتهم المفخخة المدن اليمنية وقتلاهم هم المدنيون اليمنيون وليس السعوديون!

باختصار.. العالم لا يخذل السعودية في اليمن، بل يخذل اليمنيين!