أمريكا يحكمها ساستها.. وبريطانيا علماؤها !
سجالات بعد تأجيل «يوم الحرية».. والصين تعترف بشدة وطأة «الهندية» على مواطنيها
الأربعاء / 06 / ذو القعدة / 1442 هـ الأربعاء 16 يونيو 2021 08:29
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
بالنسبة للمواطن البريطاني؛ الضباب يهيمن على الموقف، على رغم أننا في عزّ الصيف، الذي يوصف بأنه «صيف هندي»، حين ترتفع درجة حرارته إلى مستوى لا يطاق. فكيف به الآن صيفٌ هنديٌّ.. وبريطانيا تكتوي بالسلالة الهندية المتحورة وراثياً؟ لا شك في أن قرار رئيس الوزراء بوريس جونسون الليل قبل الماضي تأجيل «يوم الحرية»، أي إزالة ما تبقى من تدابير الإغلاق شهراً إضافياً حتى 19 يوليو القادم، أثار شعوراً يراوح بين الغضب، والقلق، والغموض بالنسبة إلى مستقبل الأزمة الصحية التي تجتاح بريطانيا. وقارن توم ليونارد بين الوضع في بريطانيا وأمريكا، مشيراً إلى أن بريطانيا عادت لقيودها الصحية، بينما عادت الولايات المتحدة لحياتها الطبيعية، حيث تم التخلي عن إرشادات ارتداء الكمامة، وفتحت الملاعب الرياضية للحشود الهادرة، وبدأت المراقص وقاعات الموسيقى تمتلئ بمرتاديها من دون قيد. وخلص ليونارد، في مقال نشرته صحيفة «ديلي ميل» أمس، إلى أن الفرق بين البلدين هو أن أمريكا يحكمها ساستها؛ بينما يحكم بريطانيا علماؤها! وهي إشارة إلى نفوذ العلماء على رئيس الوزراء جونسون. ولكن هل من المنطقي أن يتجاهل جونسون تقارير العلماء ونصائحهم؟ وهل إذا تلقى الرئيس الأمريكي جو بايدن تقريراً خطيراً من مستشاره الصحي الدكتور أنطوني فوتشي سيهمله؟ وفي سياق يتعلق بنصائح العلماء البريطانيين؛ حذر عضو اللجنة العلمية التي تقدم المشورة للحكومة البروفيسور غراهام ميدلي أمس من أنه على رغم تمديد قيود الإغلاق شهراً إضافياً؛ فإن بريطانيا يمكن أن تشهد مئات الوفيات يومياً بكوفيد-19. وأوضح أن الأيام القادمة ستشهد ارتفاعاً مثيراً للقلق في الوفيات، جراء تسارع تفشي السلالة الهندية من فايروس كورونا الجديد؛ الذي قال إنه أدى إلى ارتفاع حالات تنويم المصابين في المستشفيات. وأشار ميدلي إلى أن الغموض لا يزال يلف ما يسمى «الموجة الثالثة»، التي توقع علماء آخرون أن تجتاح بريطانيا قريباً. لكنه شدد على أن تفشي «الهندية» قد يؤدي في قادم الأيام إلى آلاف الوفيات.
واستمر أمس الخصام على أشده بين القوى السياسية البريطانية بشأن قرار جونسون تمديد التدابير الوقائية شهراً آخر. فقد اتهم قادة حزب العمال المعارض حكومة جونسون بالتقاعس حيال إغلاق الموانئ الجوية والبحرية، ما أدى إلى تفشي السلالة الهندية. وبرزت مجموعة من نواب حزب المحافظين الحاكم الناقمين على قرار رئيس الحكومة، معتبرين أنه يعني أن قيود الإغلاق ستظل تكبل بريطانيا إلى الأبد.
ولم يقتصر الفزع والقلق على بريطانيا وحدها أمس. فقد قال مدير منظمة الصحة العالمية تادروس غبريسيوس إن ارتفاع الإصابات الجديدة في القارة الأفريقية يثير قدراً كبيراً من القلق. وأوضح أن الفايروس يتحرك حالياً بخطى أسرع من توزيع اللقاحات. وأضاف أنه قد يتعين على السلطات الصحية فرض مزيد من التدابير الصحية والاجتماعية المشددة لفترات أطول، في المناطق التي تنخفض فيها معدلات التطعيم باللقاحات المناوئة لكوفيد-19. وفيما ارتفعت نسبة المطعّمين في بقية العالم إلى نحو 14.5%؛ لا يتجاوز عدد الأفارقة الذين طعّموا أكثر من 2.8%.
وفي الصين؛ التي تواجه اتهامات جديدة بإخفاء الحقائق المتعلقة بأصل فايروس كورونا الجديد؛ قال أطباء بمدينة غوانجو إن المصابين بالسلالة الهندية المتحورة تتدهور صحتهم خلال 4 أيام فقط من إصابتهم. وأضافوا أن نحو 12% من مرضاهم تتردى حالاتهم الصحية خلال 4 أيام من ظهور أعراض الإصابة لديهم.. وكانت تلك النسبة لا تزيد على 2%-3% لدى المصابين بالنسخة الأصلية من الفايروس الذي ظهر بمدينة ووهان الصينية، والسلالة التي ظهرت بمقاطعة كنت البريطانية، وأضحت مهيمنة على الإصابات في عدد كبير من دول العالم. وتمثل شهادة أطباء غوانجو دليلاً آخر على أن السلالة الهندية ليست أكثر تفشياً فحسب، بل أخطر صحياً من السلالات المتحورة الأخرى. ويقول علماء بريطانيون إن «الهندية» أقدر بمعدل الضعف على التسبب في تنويم المصاب بها، مقارنة بسلالة كنت المتحورة وراثياً. ويرى العلماء الأمريكيون أن سلالة «دلتا» الهندية تستهدف بوجه الخصوص الشبان الأصغر سناً، وتتسبب في إدخالهم للتنويم بالمشافي بنسبة أكبر من المصابين بالسلالات الأخرى. ونسبت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية إلى مدير الرعاية الطبية الحرجة بجامعة غوانجو غوان تشياندونغ قوله إن الحمل الفايروسي لدى المصابين بالسلالة الهندية أكبر كثيراً من المصابين بسلالات أخرى. كما أنه يتصاعد إلى مستويات عالية، وينحسر ببطء شديد.
سؤال أثاره في بريطانيا قرار السلطات الصحية المحلية في بلدة سانت إيفز، التي استضافت قمة زعماء الدول السبع الصناعية الكبرى نهاية الأسبوع الماضي، إغلاق أماكن تم تسجيل عدد من الإصابات الجديدة فيها. وتشمل ثلاثة فنادق، ومقهى. وكان زعماء أمريكا، وكندا، واليابان، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا توافدوا على سانت إيفز، وبلدة خليج كاربيس، برفقة مساعديهم، وفرقهم الأمنية، والوفود الصحفية المرافقة، ومئات المحتجين على سياسات الدول السبع. وأظهرت أرقام وزارة الصحة البريطانية أن 89 شخصاً تأكدت إصابتهم (الجمعة)، و45 شخصاً تم تشخيص إصابتهم (السبت) الماضي. وكان معدل الإصابات في هذه المنطقة لا يتعدى 5 إصابات يومياً عند مطلع يونيو الجاري. وتقول السلطات إنها تمكنت حتى الآن من تطعيم 76.8% من سكان مقاطعة كورنوال بالجرعة الأولى من اللقاحات؛ بينما تصل نسبة من تم تحصينهم بجرعتي اللقاح إلى 60.8% من الأهالي هناك.
واستمر أمس الخصام على أشده بين القوى السياسية البريطانية بشأن قرار جونسون تمديد التدابير الوقائية شهراً آخر. فقد اتهم قادة حزب العمال المعارض حكومة جونسون بالتقاعس حيال إغلاق الموانئ الجوية والبحرية، ما أدى إلى تفشي السلالة الهندية. وبرزت مجموعة من نواب حزب المحافظين الحاكم الناقمين على قرار رئيس الحكومة، معتبرين أنه يعني أن قيود الإغلاق ستظل تكبل بريطانيا إلى الأبد.
ولم يقتصر الفزع والقلق على بريطانيا وحدها أمس. فقد قال مدير منظمة الصحة العالمية تادروس غبريسيوس إن ارتفاع الإصابات الجديدة في القارة الأفريقية يثير قدراً كبيراً من القلق. وأوضح أن الفايروس يتحرك حالياً بخطى أسرع من توزيع اللقاحات. وأضاف أنه قد يتعين على السلطات الصحية فرض مزيد من التدابير الصحية والاجتماعية المشددة لفترات أطول، في المناطق التي تنخفض فيها معدلات التطعيم باللقاحات المناوئة لكوفيد-19. وفيما ارتفعت نسبة المطعّمين في بقية العالم إلى نحو 14.5%؛ لا يتجاوز عدد الأفارقة الذين طعّموا أكثر من 2.8%.
وفي الصين؛ التي تواجه اتهامات جديدة بإخفاء الحقائق المتعلقة بأصل فايروس كورونا الجديد؛ قال أطباء بمدينة غوانجو إن المصابين بالسلالة الهندية المتحورة تتدهور صحتهم خلال 4 أيام فقط من إصابتهم. وأضافوا أن نحو 12% من مرضاهم تتردى حالاتهم الصحية خلال 4 أيام من ظهور أعراض الإصابة لديهم.. وكانت تلك النسبة لا تزيد على 2%-3% لدى المصابين بالنسخة الأصلية من الفايروس الذي ظهر بمدينة ووهان الصينية، والسلالة التي ظهرت بمقاطعة كنت البريطانية، وأضحت مهيمنة على الإصابات في عدد كبير من دول العالم. وتمثل شهادة أطباء غوانجو دليلاً آخر على أن السلالة الهندية ليست أكثر تفشياً فحسب، بل أخطر صحياً من السلالات المتحورة الأخرى. ويقول علماء بريطانيون إن «الهندية» أقدر بمعدل الضعف على التسبب في تنويم المصاب بها، مقارنة بسلالة كنت المتحورة وراثياً. ويرى العلماء الأمريكيون أن سلالة «دلتا» الهندية تستهدف بوجه الخصوص الشبان الأصغر سناً، وتتسبب في إدخالهم للتنويم بالمشافي بنسبة أكبر من المصابين بالسلالات الأخرى. ونسبت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية إلى مدير الرعاية الطبية الحرجة بجامعة غوانجو غوان تشياندونغ قوله إن الحمل الفايروسي لدى المصابين بالسلالة الهندية أكبر كثيراً من المصابين بسلالات أخرى. كما أنه يتصاعد إلى مستويات عالية، وينحسر ببطء شديد.
سؤال أثاره في بريطانيا قرار السلطات الصحية المحلية في بلدة سانت إيفز، التي استضافت قمة زعماء الدول السبع الصناعية الكبرى نهاية الأسبوع الماضي، إغلاق أماكن تم تسجيل عدد من الإصابات الجديدة فيها. وتشمل ثلاثة فنادق، ومقهى. وكان زعماء أمريكا، وكندا، واليابان، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا توافدوا على سانت إيفز، وبلدة خليج كاربيس، برفقة مساعديهم، وفرقهم الأمنية، والوفود الصحفية المرافقة، ومئات المحتجين على سياسات الدول السبع. وأظهرت أرقام وزارة الصحة البريطانية أن 89 شخصاً تأكدت إصابتهم (الجمعة)، و45 شخصاً تم تشخيص إصابتهم (السبت) الماضي. وكان معدل الإصابات في هذه المنطقة لا يتعدى 5 إصابات يومياً عند مطلع يونيو الجاري. وتقول السلطات إنها تمكنت حتى الآن من تطعيم 76.8% من سكان مقاطعة كورنوال بالجرعة الأولى من اللقاحات؛ بينما تصل نسبة من تم تحصينهم بجرعتي اللقاح إلى 60.8% من الأهالي هناك.