أخبار

استشارية سكري لـ عكاظ: نجاح تجارب «جذعية الفئران» لا ينطبق على الإنسان

حذرت المرضى من الدعايات المضللة في «مواقع التواصل»

زينب العسكري

محمد الشهراني (الدمام) mffaa1@

حذرت استشارية الغدد الصماء وسكري الأطفال بالتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية الدكتورة زينب العسكري، مرضى السكري، بعدم الانسياق خلف الشائعات الأخيرة في ما يخص العلاج بالخلايا الجذعية. وأوضحت لـ«عكاظ» أنه لم يثبت علمياً أي نجاح لهذه التجارب، وأضافت أنه لا تخلو عيادة سكري في العالم من حوارات تدور بين طبيب السكري والمرضى ومرافقيهم حول إمكانية زراعة الخلايا الجذعية، كعلاج جذري يخلص المرضى من معاناتهم ومخاوفهم من مضاعفاته، حتى أضحت المؤتمرات العلمية في مجال السكري تخصص جزءاً من وقتها لإدارة النقاش حول التجارب الموثقة والبحوث المنشورة عن زراعة الخلايا الجذعية، غير أن المنظمات والمؤسسات العالمية في السكري لم تعتمد تطبيق أي شيء على مرضى السكري.

وأشارت استشارية الغدد الصماء إلى أن الدراسات العلمية ما زالت تبحث عن حل جذري للسكري، وبحسب إحصائيات منظمة الصحة ارتفع عدد المصابين من 108 ملايين في 1980 إلى 422 مليونا في 2014، كما ارتفع معدل الوفيات المبكرة بنسبة 5% في الفترة بين عامي 2000 و2016، وفي 2016 كان داء السكري سبباً مباشراً في حدوث ما يناهز 1.6 مليون حالة وفاة، وذكرت إحصائيات المنظمة أنه خلال 2012 نجم عن ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم 2.2 مليون حالة وفاة.

وبينت العسكري أن هذه الإحصائيات توضح مشاكل السكري ومضاعفاته، ومعاناة الأهالي بين البيت والمستشفيات والمدارس وتلهفهم الدائم للحلول الجذرية، حتى ظهرت الدعايات الترويجية التي تقدم على المنصات الرقمية من شركات النصب والاحتيال، فازدحمت حسابات التواصل الاجتماعي بالإعلانات المضللة عن مراكز تزرع الخلايا الجذعية وتعالج السكري نهائياً.

وأضافت أنه على الرغم من تأكيد الجهات الطبية المختصة بأن الأمر ما زال في نطاق البحوث والتجارب، إلا أن بعض الأهالي وقعوا ضحية الخداع والانسياق وراء الشائعات وتقدموا لتلك المراكز المزعومة في أوروبا أو آسيا وخسروا مبالغ طائلة.

وبينت العسكري أن الخلايا الجذعية لها القدرة على الانقسام والتكاثر وتجديد نفسها لتعطي أنواعاً مختلفة من الخلايا المتخصصة، وزراعة الخلايا الجذعية لشفاء مرضى السكري ربما تكون علاجا واعدا ويدعونا لأن نعلق عليه الآمال لكن الطريق إليه ليس معبداً بالورود بعد، بل إن الساحة العلمية لا تزال تحتاج إلى المزيد من التجارب والبحوث للوقوف على مدى فعاليتها. وأشارت إلى أن التذرع بنتائج التجارب التي أجراها العلماء قبل بضع سنوات على الفئران المخبرية لا يكفي في أن يكون العلاج واعدا، فالتجارب التي تصدرها البروفيسور دوغلاس ميلتون، مدير معهد هارفارد للخلايا الجذعية، لا تعدو بصيص أمل، بعد أن أفلح في تطوير التقنية التي تسمح بتكاثر خلايا بيتا البنكرياسية لصنع مئات الملايين في المختبر، كانت إصابة ابنه ولاحقاً ابنته بهذا المرض أحد دوافع اهتمامه العلمي بعلاج النوع الأول من السكري المعتمد على الإنسولين.

ونبهت العسكري مرضى السكري وذويهم بأن يأخذوا المعلومات من مصادرها الرسمية، ويطمئنوا بوقوف أطباء الغدد الصماء والسكري بجانبهم، فطبيب السكري يقوم بمهمة السفير في تمثيل تخصصه العلمي أمام المرضى خلال حياته المهنية، وينقل المستجدات ذات الصلة من تخصصه إلى المرضى ويشير دائماً إلى ما هو في مصلحة المريض، وعند اعتماد هذا النوع من العلاجات أو غيره مستقبلاً فسيكون البوابة التي يصل مريض السكري عبرها إلى المراكز الموثوقة.