أخبار

«دلتا بلَسْ».. الرعب الآتي ؟

الهند تؤكد 22 إصابة بسلالة جديدة.. والعلماء يعكفون على فك أسرارها الجينومية

الهند تواجه خطر تحور مزيد من السلالات على رغم تسارع حملات التطعيم.(وكالات)

ياسين أحمد (لندن)، «عكاظ» (نيودلهي) OKAZ_online@

قبل أن يفيق العالم من الرعب الذي أحدثه استيلاء سلالة دلتا الهندية المتحورة وراثياً على المملكة المتحدة، ومضيها صوب الهيمنة على الولايات المتحدة؛ أعلنت الحكومة الهندية أمس (الثلاثاء) أن علماءها اكتشفوا 20 إصابة جديدة بسلالة متحورة من دلتا، أطلقوا عليها «دلتا بلَس»؛ ثماني حالات منها في ولاية مهاراشترا، وعاصمتها مومباي. وزاد ذلك القلق من مخاوف من أن تكون الهند على أبواب موجة ثالثة من الهجمة الفايروسية التي ارتقت بإصاباتها إلى نحو 30 مليوناً خلال أشهر فحسب. وقال مدير المركز القومي الهندي للحد من الأمراض الدكتور سوجيت سينغ لصحيفة «تايمز أوف إنديا» أمس: عثرنا على 15-20 إصابة بسلالة «دلتا بلس»، في ولايات تاميل نادو، ومهاراشترا، والبنجاب، وماديا، وبراديش. ويقوم علماء تحالف الجينوم الهندي بدرس السلالة المتحورة الجديدة لمعرفة قدرتها المحتملة على التفشي بسرعة أكبر، ومدى قدرتها على افتراس مرضاها. وأعلنت الهند في 7 يونيو الجاري أنها رصدت 6 إصابات بدلتا بلس. وقالت إن ولاية مهارشاترا أبلغت عن تسجيل خمس إصابات بهذه السلالة الجديدة في مايو الماضي. وأمكن بفضل الفحوص الكشف عن ثلاث إصابات جديدة بدلتا بلس. وأطلق العلماء على السلالة الجديدة مصطلحيْ AY.1 وB.1.617.2.1. وذكرت صحيفة «هندوستان تايمز» أمس أن دلتا بلس تعتبر أخطر السلالة الأشد خطورة ضمن متحورات كوفيد-19. وقال وزير الصحة بولاية مهاراشترا راجيش توبي أمس إن عدد الحالات التي تم اكتشافها في ولايته يبلغ 21 إصابة، سبع منها في العاصمة مومباي. وأضاف أن الولاية كلفت علماء التسلسل الجينومي ومجلس الأبحاث العلمية بتحليل 7500 عينة من الدم في 15 مايو الماضي، وجاءت النتيجة لتؤكد اكتشاف 12 إصابة بسلالة دلتا بلس الجديدة. وأعلنت ولاية كيرالا اكتشاف ثلاث إصابات بالمتحور الجديد. غير أن المركز الهندي للحد من الأمراض أعلن أن «دلتا بلس» لا تزال مصنفة باعتبارها «سلالة مثيرة للاهتمام»، وليست «سلالة مثيرة للقلق». وأوضح أن السلالة الفايروسية تصبح «مثيرة للقلق» إذا اكتشف العلماء قدرتها على التفشي المتسارع، أو تفاقم الوضع الصحي للمصابين بها. وذكرت «تايمز أوف إنديا» أمس أن علماء التسلسل الجينومي في الهند تلقوا تقارير تفيد بأن متحورة «دلتا بلس» توجد حالياً في 10 دول أخرى. وأضافت أن مسؤولي وزارة الصحة في بريطانيا أبلغوا عن اكتشاف 63 تسلسلاً جينومياً لسلالة دلتا يحوي التحور الوراثي الذي تم اكتشافه في «دلتا بلس» في الهند. وأضافت أن العلماء الهنود يعتقدون أن الخطر من دلتا بلس لا يتركز على الهند، بل على التسلسل الوراثي المكتشف في أوروبا، وآسيا، والولايات المتحدة.

وأعلنت الحكومة البريطانية أمس أن السلالة الهندية العادية (دلتا) أضحت مهيمنة على أكثر من 300 من مناطق المملكة المتحدة. وأضافت، طبقاً لتقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل» أمس، أن دلتا غدت مهيمنة أكثر من سلالة كنت البريطانية في 303 مناطق إدارية بريطانية منذ 12 يونيو الجاري، بعد شهرين فقط من اكتشاف وجودها في بريطانيا. وكانت 29 منطقة بريطانية فقط أبلغت عن تسجيل إصابات بالسلالة الهندية في منتصف أبريل 2021. ويعتقد العلماء البريطانيون أن دلتا أقدر على التفشي السريع بنحو 80% من سلالة كنت البريطانية. كما أنها قادرة على التفشي بسهولة وسط الأشخاص المحصنين باللقاحات المناوئة لكوفيد-19. لكن الخدمة الصحية في إنجلترا تقول إن جرعتين من اللقاحات المضادة للوباء تجعلان سلالة دلتا غير قادرة على الانتهاء بمن تصيبه إلى مرحلة التنويم، أو خطر الوفاة. وأشارت إحصاءات الصحة البريطانية أمس إلى تسجيل 10633 إصابة جديدة بالسلالة الهندية، أدت إلى تنويم 226 مصاباً، ووفاة خمسة أشخاص منهم.

وفي الولايات المتحدة، ذكرت بلومبيرغ أمس أن سلالة دلتا الهندية تتفشى بشكل متسارع في الجيوب التي تشهد فيها حملة التطعيم تباطؤا ملحوظا. وحذرت من أن من شأن ذلك أن يسمح لهذه السلالة المتحورة بالتفشي بسرعة، وربما إحداث مزيد من التحور الوراثي في تركيبتها الجينومية.. وزادت أنه كلما زادت فرص تفشيها سهل عليها إيجاد طرق تتيح نفاذها إلى خلايا الإنسان، والتحول إلى سبب للموت. ويقول العلماء الأمريكيون إن دلتا تتفشى بضعف سرعة تفشي سلالة غاما البرازيلية، خصوصاً في المناطق التي لم تتسارع فيها حملة تطعيم السكان. ومن مِحَن أمريكا، بحسب بلومبيرغ أمس، أن علماءها قالوا إن سلالة غاما البرازيلية، المعروفة بقدرتها على إبطال مفعول اللقاحات المضادة لكوفيد-19، مهيمنة بقدر كبير في المناطق التي اشتد فيها عود حملة التطعيم! ويذكر أن أمريكا حصنت بالكامل حتى الآن أكثر من 45% من سكانها، طبقاً لبيانات المراكز القومية للحد من الأمراض ومكافحتها.

أشارت بيانات المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إلى أن الوفيات الناجمة عن وباء كوفيد-19 انخفضت إلى أقل من 300 وفاة يومياً للمرة الأولى منذ مارس 2020. وشملت الأخبار السارة للأمريكيين أمس ارتفاع عدد من تم تحصينهم بالكامل، أي بجرعتي اللقاحات المضادة لكوفيد-19، إلى 150 مليون أمريكي. وفيما كان فايروس كورونا الجديد السبب الثالث الأكبر للوفيات بالولايات المتحدة خلال العام 2020؛ بعد مرض القلب والسرطان؛ انخفض في ترتيب أسباب الوفاة إلى مراتب أكثر تدنياً. وتفيد البيانات بأن الأمريكيين يموتون كل يوم جراء الحوادث، والذبحات، وألزهايمر أكثر ممن يموتون بكوفيد-19. وقالت عميدة جامعة دريكسيل للصحة العمومية الدكتورة أنّا دياز روكس، إنه على رغم أن انخفاض وفيات كوفيد في أمركيا خبر سار، إلا أنه ينبغي الحذر من أن تحورات فايروس الكورونا الجديد يمكن أن تتسبب في مزيد من الأضرار، خصوصاً في الولايات التي لم تتمكن من تطعيم غالبية سكانها، وهي ولايات الميسيسيبي، ولويزيان، وألاباما، وويمينغ، وايداهو.

أمريكا: أخبار سارة عن الوفيات والتطعيم