أخبار

مسؤول تنظيمات نينوى لـ«عكاظ»: الطائفية دمرت العراق.. ومتعطشون لدور عربي

زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@

أكد مسؤول تنظيمات نينوى في حزب العراق متحدون عبدالله النجيفي في تصريحات إلى «عكاظ» أن العراقيين وتحديدا في الموصل متعطشون لدور عربي خليجي فاعل لمواجهة المشاريع التوسعية لبعض الدول الإقليمية.

وقال النجيفي: «عرب العراق عموما والموصل على رأسهم متعطشون لرؤية دور عربي في العراق، ومن يستعرض موازين قوة الدول العربية يجد أن دول الخليج العربي هي أقوى الدول المؤثرة في العالم العربي. ولهذا فإن الدور العربي الخليجي أصبح بالنسبة لنا دورا ضروريا يصعب الاستغناء عنه، والذي نأمله من هذا الدور هو المساعدة في إعادة بناء وتنمية مجتمعنا الذي ضربته الحروب والصراعات لفترة طويلة». وأضاف أن «مناطقنا التي تمتلك موارد كثيرة تحتاج إلى الخبرة والإمكانيات التي استطاعت دول الخليج بناءها في مجال الاستثمار والتطوير وإعادة بناء المجتمع»، موضحا «نحن ننظر إلى المصلحة العراقية المشتركة مع دول الخليج العربي على أنها مصلحة إستراتيجية مشتركة ولن تستقر المنطقة إلا بتعاون كبير بين العراق ودول الخليج».

وأكد أن العراق أمام مفترق طرق فإما النهوض بدولة ومؤسسات وطنية، أو التشظي والصراعات والخيارات واضحة لإنقاذ البلاد في استعادة الدولة المختطفة من أذرع الفساد والمليشيات.

وأوضح النجيفي، المليشيات استباحت مفاصل الدولة وأركانها وتمادت على قوت الناس وأرزاقهم، مبيناً أن الدولة لن تعود إلا بعودة رجالها وإبعاد رجال السلطة والمغانم عنها، وذلك يتطلب انتصار الإرادة الوطنية للشعب في نبذ الفاسدين وعدم الاستسلام واليأس أمام نفوذهم وتغولهم وعودة الدولة العراقية إلى قوتها كدولة مدنية تلتزم بالقانون، وتحسن بناء علاقات مع دول الجوار والعالم وهذا أمر ليس مستحيلا ولا مستبعدا. فعلى الرغم من تغول المليشيات ونفوذها إلا أن تلك المليشيات خسرت شارعها الشيعي الذي أصبح يبحث عن بديل بعد انتشار الفساد واستغلال الدين.

وفي ما يتعلق بدور المكونات السنية، قال: «المكون السني يعيش حالة انقسام عميقة تدرجت بنعومة حتى وصلت إلى ما أصبحت عليه اليوم من ضعف شديد، والسبب في ذلك غياب الرؤية الكاملة لدى ممثليه السياسيين وتحجيم أنفسهم وأدوارهم بمناصب تسلب منهم قوة مجتمعهم وتمنحهم فرصا للفساد، فما إن انخرطوا فيها حتى أصبحوا أسرى الفساد وساهموا في تدمير منظومة الدولة وهذا يحدث نتيجة صعود الانتهازيين والفاسدين إلى واجهة التمثيل السياسي، كذلك يعاني سنة العراق من سوء تراكمات الحروب التي خاضوها ومن محاولات عديدة لتغييب هويتهم ضمن منهج تقوده إيران في المنطقة، الذي جعل معظم سياسيي السنة يقبعون تحته حفاظا على مكتسبات آنية، متناسين أن الإستراتيجية هي الحفاظ على الهوية العربية السنية».

ولفت إلى أن العراق لن يخرج من خانة الطائفية أو المذهبية ما لم تستعيد الدولة كامل حكمها العادل بهوية وطنية جامعة لاتفرق بين مواطن وآخر، وما لم تضبط الدولة المليشيات المنفلتة والمال السياسي الفاسد لن يستقر حال البلاد، موضحاً أن الفكرة التي يحاول البعض ترويجها منذ عام ٢٠٠٣ بأن تقوم المكونات بحماية نفسها هي وصفة للنزاع الداخلي ولابد أن يخرج العراق منها، فالعراق يحتاج إلى قانون قوي يحمي حقوق جميع المكونات بلا تمييز.

وأشار إلى أن العدو الأكبر الذي يقف أمام إعمار الموصل حاليا هو الفساد وضعف الإدارة، فالمليشيات التي فتحت مكاتب اقتصادية في الموصل لم تكن لتفتح مكاتبها لولا ضعف الإدارة المحلية وخضوعها لأي سلطة حتى ولو كانت غير قانونية، ولم يعد الأمر مقصورا على المليشيات الشيعية، بل هناك كتل سياسية سنية أصبح لديها مكاتب اقتصادية وتستغل موارد المحافظة. والفساد الذي شاع في مؤسسات الدولة يستغل ضعف الإدارة ويغذيها في نفس الوقت بحصص تشارك فيها الكتل السياسية الداعمة للفاسدين، مبيناً أن هذا الضعف والفساد أضعف قدرة المحافظة على التخطيط السليم وتحديد الأولويات المطلوبة.