أخبار

كسر شوكة الطائفية.. العراق.. بين عصا الملالي.. وجزرة بايدن

هل يستدرج وكلاء إيران أمريكا إلى حرب استنزافية؟

مليشيات الحشد في عرض عسكري. (متداولة)

كتب: فهيم الحامد Falhamid2@

بدأت تلوح في الأفق مؤشرات على التغيير النسبي الأمريكي في سياسة الترغيب في الجزرة والتلويح بالعصا في التعامل مع وكلاء إيران في العراق، بعد الضربات الجوية لطائرات أمريكية دون طيار على مليشيات طائفية مرتبطة بإيران على الحدود العراقية السورية أمس. هذه الضربات العسكرية الأمريكية فاجأت المؤسسة العراقية، كونها جاءت في منطقة متاخمة للحدود العراقية واستهدفت مليشيات الحشد الشعبي. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يعكس الاستهداف الأمريكي مليشيات إيرانية على الحدود السورية العراقية توجها جديدا لدى إدارة الرئيس بايدن؟ أم أن الأمر له علاقة بقرب انهيار مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني؟ وسط حديث عن خلافات عميقة بين أطراف التفاوض. وتبدو الأزمة معقدة بين واشنطن وطهران رغم ما قد يطفو على السطح من تليين لبعض المواقف أو تقديم تنازلات من هذا الجانب أو ذاك، إنقاذا لمحادثات هي أقرب إلى الوصول إلى طريق مسدود منها إلى تحقيق اختراق استراتيجي يمكن البناء عليه في مستقبل العلاقة بين البلدين.

ربما فاجأت الولايات المتحدة الأمريكية حليفها العراق بالغارة الأمريكية، إلا أن اختيار هذا التوقيت لتنفيذ الضربات، بعد انعقاد القمة الثلاثية العراقية الأردنية المصرية في بغداد أمس الأول، قد يطرح تساؤلا إضافيا ما إذا كان الحشد الشعبي قد استجدى الضربة لتكريس فكرة «من هو البادئ؟»، بمعنى أنه قد يرغب في جر الأمريكيين إلى مواجهة.. لماذا؟ لأن الولايات المتحدة كما هو معروف غير مستعدة لمواجهة عسكرية مع المليشيات في العراق. ولم تتوقف ردود الفعل داخل العراق على قيام مقاتلات أمريكية بشن غارات على مليشيات عراقية، إذ قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، إن العراق سيبدأ تحقيقا في الضربات الأمريكية على حدوده مع سورية، التي وصفها بـ«انتهاك للسيادة العراقية».

وتطرح الغارات الأمريكية تساؤلات حول إمكانية أن يتحول العراق إلى ساحة تصفية للحسابات بين الولايات المتحدة ووكلاء إيران في العراق. ويعيش العراق وضعا حساسا لوقوعه بين التأثير السياسي الأمريكي، ونفوذ مليشيات ملالي طهران التي تمددت في مفاصل العراق مستفيدة من قيام إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن بالقضاء على عدوها اللدود صدام حسين، بما أتاح لأحزاب طائفية عراقية وثيقة الصلة بإيران أن تتولى السلطة. ولعبت المليشيات التابعة للنظام الإيراني في عدد من الدول العربية دورا في بث الفتن وسفك الدماء، وخاصة في سورية والعراق ولبنان واليمن، الأمر الذي يبرز خطورة عزم طهران إعادة ترتيب مليشياتها في العراق لمواجهة المتغيرات على الأرض.