يوم آخر من أيام كوفيد.. بامتياز. يوم آخر من الأرقام البائسة التي تؤكد أن نازلة فايروس كورونا الجديد لم ولن تنتهي قريباً، كما يعتقد كثيرون من الخبراء وعامة الناس في أرجاء المعمورة. يتحدثون عن تحصين 2.92 مليار نسمة، في 180 بلداً ومنطقة، بلقاحات كوفيد-19، وعن تلقيح 323 مليون أمريكي.. لكن الأرقام اليومية تقول شيئاً مختلفاً تماماً. فها هو عدد المصابين بالفايروس في العالم يقترب من 182 مليوناً (181.87 مليون نسمة أمس الإثنين). وها هو ذا عدد الأموات بكوفيد يداني الـ 4 ملايين متوفَّى (3.94 مليون وفاة أمس الإثنين). وفي معظم بلدان العالم تتزايد الحالات الجديدة، بسبب التفشي المتسارع لسلالة دلتا المكتشفة في الهند. وتستحق دلتا أن توصف بأنها «سوبر سلالة»؛ فقد قضت على سلالة دلتا البريطانية في وطنها. وهيمنت على المشهد الوبائي في جنوب أفريقيا على أنقاض السلالة الجنوب أفريقية التي صالت وجالت، وهددت اللقاحات الجديدة المناوئة للوباء. ولعل أفضل مثال للبؤس الذي تحدثه «الهندية» في الأمم هو بريطانيا. فقد أعلنت وزارة الصحة أمس (الإثنين) أنها سجلت 14876 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، و11 وفاة بكوفيد-19. وعلى رغم أن تسريع التطعيم في بريطانيا أدى إلى انكسار الصلة بين العدوى الفايروسية وإحداث الوفاة، إلا أن 20 وفاة على الأقل يتم قيدها كل يوم في بريطانيا بالوباء. وأشارت صحف لندن أمس إلى أن عدد الحالات الجديدة ظل يفوق 10 آلاف إصابة لليوم السابع على التوالي، بزيادة نسبتها 60.2% عن الأحد الماضي. ورافق ذلك ارتفاع طفيف في عدد المنومين في المشافي من جراء إصاباتهم. وذلك على رغم أن عدد المحصّنين باللقاحات في بريطانيا ارتفع أمس إلى 44.1 مليون نسمة، منهم 32.2 مليون نسمة محصّنون بالكامل، أي أنهم حصلوا على جرعتي اللقاح. ويماثل ذلك العدد نحو 61.6% من البالغين في البلاد.

ولم يكن نصيب الهند أقل بؤساً أمس. فقد سجلت الدولة الثانية في العالم من حيث عدد السكان 50040 إصابة جديدة (الأحد)، علاوة على 1258 وفاة، منها 511 وفاة في ولاية مهراشترا، التي تعتبر عاصمتها مومباي العاصمة المالية والاقتصادية للبلاد. وترزح الهند تحت بطش سلالة دلتا التي اكتشفت هناك أصلاً، في حين لم تزد نسبة من تم تحصينهم باللقاحات المضادة لكوفيد-19 على 6% من نحو 1.3 مليار نسمة. وتواجه الهند أيضاً محنة ظهور سلالة جديدة أطلق عليها «دلتا بلس»، يخشى أن تتسم بالقدرة على التفشي السريع. ومن مِحَن الهند الأخرى أن عدد وفياتها يقترب من 400 ألف وفاة (396761 وفاة حتى أمس الإثنين). وعلى رغم هذا الوضع الصحي البائس فإن حكام الولايات مقبلون بحماسة على تخفيف التدابير الوقائية، خشية تعمُّق الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الإغلاق. وفي ظل تباطؤ حملة التطعيم، يعتقد العلماء الهنود أن تفشي سلالتيْ دلتا ودلتا بلس لا بد من أن يقود إلى موجة فايروسية أخرى تزيد شبه القارة الهندية نكبةً. وهل الهند وبريطانيا تواجهان المخاطر الصحية وحدهما؟ ففي الولايات المتحدة- الدولة الأولى في العالم من حيثُ عددُ الإصابات والوفيات في آنٍ معاً (34.49 مليون إصابة، و616424 وفاة بحسب إحصاءات أمس)؛ حذر المفوض السابق لهيئة الغذاء والدواء الدكتور سكوت فوتليب الليل قبل الماضي، في مقابلة تلفزيونية، من أن بقاعاً في الولايات المتحدة ستواجه اندلاع هجمات فايروسية كثيفة، جراء تفشي سلالة دلتا الهندية. وأشار بوجه الخصوص إلى الولايات التي تمنّع عدد كبير من سكانها عن التطعيم. وتتركز هذه الولايات في مناطق الجنوب الأمريكي، حيث توجد كثافة من الأمريكيين الأفارقة. وأعرب حاكم ولاية أركنسو آسا هتشنسون أمس عن قلقه من ارتفاع حالات التنويم في ولايته بنسبة 60%. وتتفشى سلالة دلتا حالياً في 49 ولاية إلى جانب العاصمة واشنطن. وتقول المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إن دلتا ستهيمن على المشهد الوبائي الأمريكي خلال أسابيع. واعتبر خبير أمريكي أن أمريكا ليس أمامها سوى شهر واحد لتفلت من قبضة دلتا. وقال خبير الصحة العامة الدكتور فيجل دينغ إنه يتعين فرض ارتداء الكمامات، والبدء في تطعيم الأطفال إذا أريدت لأمريكا النجاة من مخاطر هيمنة سلالة دلتا الهندية.

• أعلنت سلطنة عمان أمس الأول أكبر عدد من الحالات الجديدة، وهو 5517 إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضية. ورافقت ذلك 119 وفاة. وقالت وزارة الصحة العمانية إن 3 مصابين بالفايروس أصيبوا أيضاً بـ «الفطر الأسود». وحذرت الوزارة من وجود نقص شديد في أسرّة المشافي وسط تسارع التفشي الوبائي، وعدم التزام الأفراد بالتدابير الوقائية، وتباطؤ حملة التطعيم في البلاد.

• ذكرت وزارة الصحة الإندونيسية الليل قبل الماضي أنها سجلت (الأحد) أكثر من 21 ألف إصابة جديدة. وقالت إن المشافي في جاكرتا وأرجاء الجزر الإندونيسية بدأت تفيض بالمرضى. ويقترب عدد وفيات إندونيسيا بالوباء من 60 ألفاً. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ستي ناديا ترمذي إن الحكومة تتوقع بلوغ الذروة الوبائية خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

• في جنوب أفريقيا؛ أعلن الرئيس سيريل رامافوزا أمس الأول حظر بيع المشروبات الكحولية، والتجمعات الحاشدة. كما أمر بإغلاق المدارس، في مسعى لكبح تسارع تفشي السلالة الهندية في بلاده. وقال إن الإغلاق سيستمر 14 يوماً. وتقترب جنوب أفريقيا من تسجيل مليوني إصابة منذ بدء النازلة (1.93 مليون حتى أمس الإثنين). كما تقترب من قيد 60 ألف وفاة بسبب الوباء (59900 وفاة حتى الإثنين).