كتاب ومقالات

حار.. جاف.. صيفاً !

ريهام زامكه

كانت هناك جملة تتردد على مسامعنا منذ الطفولة، درسناها وحفظناها عن ظهر قلب، وإن لم تخني ذاكرتي بحكم أني قد تخرجت من المرحلة الإعدادية قبل عامين لا أكثر، كانت موجودة في الصفحة 17 في كتاب الجغرافيا، وتقول كتعريف مُختصر لأحوال الطقس لدينا:

«حار جاف صيفًا، دافئ ممطر شتاءً»، على من يجدها أن يُمزق الصفحة مشكوراً!

بالطبع قد تغير الأمر تماماً، مع تطور الزمن وحدوث التغييرات المناخية، ولا أدري إن كان التعريف نفسه لا يزال صامداً ولم يتغير حتى الآن، فعندما يحل فصل الصيف كضيف (ثقيل الطينة) تأتي الموجات الحارة معه (فتطبخنا) جميعاً على نار هادئة حتى نكاد أن نخرج (من هُدومنا)!

ومما لا شك فيه أن درجة الحرارة تؤثر وتتحكم بالشخص ومزاجه ونفسيته و(أخلاقه)، وإذا أردتم أن نتكلم بالعِلم حتى نُرضي (جماعة إحنا ايش استفدنا من هذا المقال) علمياً الجهاز العصبي في الإنسان هو المتحكم في ضبط حرارة جسده وإبقائه في حالة صحية طبيعية بعيدة عن (الصنقرة) والغضب.

وعلى سبيل (الجمال) غنت فيروز وقالت: (حبيتك بالصيف) وأنا متأكدة أنها قد استسلمت لعواطفها ومشاعرها وهي (تحت تأثير التكييّف) وإلا ما كانت حبته أو جابت خبره.

وغنى أيضاً الموسيقار محمد عبدالوهاب عندما قالت له محبوبته (الحرانة): «كم كلمة يشبهوا النسمة في ليالي الصيف»، أيام ما كان فيه نسمة!

ولخص الحياة في فصل الصيف وجاب المُفيد صديقي العندليب الأسمر عندما نصحنا وقال:

دقوا الشماسي، دقوا الشماسي

دقو الشماسي عالبلاج دقوا الشماسي

دقوا الشماسي، دقوا الشماسي

دقوا الشماسي من الضحى لحد التماسي.

ومن يومها يا أصدقاء وأنا ما عندي شغلة في فصل الصيف غير إني (أدق الشماسي) وأدق معها (رقبة) حسب المود والمزاج.

المُهم اتركونا من طقوس هؤلاء المُغرمين و(الحَبّيبة الحرانيّين) واسمحوا لي أن أزف إليكم هذه البشرى التي سوف (تبرد على قلوبكم) وخصوصاً للعاملين الميدانيين تحت أشعة الشمس التي لا ترحم.

عزمت شركة يابانية على صُنع وتطوير (سُتر مكيفة) يرتديها العامل (لتغير جوّه) وتُبرد عليه، وليس هذا فحسب، بل إنهم بصدد صُنع منتجات أخرى كذلك مثل السراويل المُكيفة وقبعات مُزودة بمراوح تبريد، وهذا لتوسيع فكرة استخدام الملابس المُكيفة لتخدم شريحة الموظفين الذين يعملون في الميدان وترحمهم قليلاً من حرارة الجو والشمس.

ومن مميزات تلك الملبوسات المكيفة أنها خفيفة الوزن ولا تشكل أي عبء على من يرتديها، وهي تعمل بالطاقة الشمسية ومزودة بمروحتين لتوزع الهواء على مختلف أنحاء الجسم.

بصراحة أستحق الشكر على هذا الخبر، وسوف أحاول أن آخذ تصريحا ووكالة لبيع منتجاتهم لدينا، وسأوزع لكل مشترٍ (صحن ورق عنب) مع هذا المُنتج الرائع.

صحيح لستُ موظفة ميدانية، لكني قد بادرت وطلبت منهم منتجاتهم وسوف أرتديها حتى وأنا (مُنثبرة) في بيتي.