كتاب ومقالات

أمم أوروبا للفائدة مع التحية!

بعد السلام

سلطان الزايدي

في هذا الصيف الساخن عاش المجتمع الرياضي السعودي مع بطولة أمم أوروبا كحدث رياضي مهم، يستحق المتابعة والاستمتاع بكل تفاصيله وأحداثه، في هذه البطولة تحديدا يستطيع المتابع لكرة القدم أن يقيّم أي عمل فني يخص الأندية أو المنتخبات أو الجهات المنظمة للبطولات، سواء كانت فنية أو إدارية أو حتى تنظيمية، ولا أخفيكم سرا، ربما من الأشياء الجميلة في هذه البطولة والتي قد يتفق عليها الجميع الحالة الفنية العالية للمنتخبات المشاركة، وقد يكون السبب واضحا، فمعظم هؤلاء اللاعبين محترفون في أهم الدوريات الأوروبية ذات الطابع التنافسي العالي، الذي يُفرض فيه على اللاعب أن يكون على قدرٍ كافٍ فنيا لمجاراة هذا النوع العالي من العمل الفني الكبير، ونحن كسعوديين تحديدا يهمنا أن ننظر بعين الاستفادة إلى ما يحدث في بطولة مهمة كهذه، حتى نرفع مستوى المنافسات الكروية؛ وبالتالي ينعكس هذا الأمر على منتخباتنا الوطنية.

اللافت للانتباه اعتماد كثير من المنتخبات على لاعبين لم تتجاوز أعمارهم الـ 22 عاما، وهذا أمر مبهر وجميل، حين تجد نجما بهذا العمر يشارك في بطولة مهمة بهذا الحجم، هذا الأمر من الأشياء المهمة التي يجب أن تؤخذ في الحسبان في ملاعبنا، فالأمر مزعج حين ترى إنفاق كل هذه الملايين على لاعبين أجانب ولا نشاهد أحدا منهم يلعب في بطولة مهمة كهذه، وقد يكون مؤشرا سيئا يضر بدورينا لما يملكه من الضخ المالي الكبير!

كذلك من الأشياء المهمة والتي ربما لاحظها كل متابع لهذه البطولة، وتحدثوا عنها في مجالسهم ومع أصدقائهم التحكيم الرائع الذي كان يدير البطولة بكل قوة وتمكن، فالاعتراضات على قرارات الحكام تكاد تكون غائبة؛ لأن جميع المنتخبات مشغولة بما يحدث في الملعب، وبطريقة الوصول إلى مرمى المنافس دون أن يلتفتوا لقرارات الحكم، أو أن يعتقدوا أن قراراته تعيق تقدمهم وتحقيق الانتصار، وحتى حكام المباريات يتعاملون مع أحداث المباراة بكل خبرة واحترافية، لا تجدهم يعودون للفار إلا في حالات قليلة جدا وفي نطاق ضيق، غير أنه حين يذهب لمشاهدة الحالة من خلال تقنية الفيديو لا يستغرق وقتا طويلا، بل مجرد بضع ثوانٍ ويعود بالقرار الصحيح الذي يصفق له الجميع.

الدروس كثيرة ويجب أن نتعلمها من بطولة أمم أوروبا، إذا أردنا أن نتغير ونتحسن في هذا المجال بكل مكوناته، فالنقل التلفزيوني عالي الجودة، يجعل المتابع يعيش حالة استمتاعٍ تفوق الوصف، كذلك جودة الملاعب، والحالة المبهرة التي يلمسها المتابع وهو يشاهد نجوما بهذا التفوق الفني، يؤدون أدوارهم الفنية بكل أريحية؛ مما يضفي متعة فنية فائقة الوصف داخل الملعب؛ لذا من المهم أن نكتسب الخبرة المناسبة من مثل هذه البطولات.

وقفة: منافسات كرة القدم القوية ليست في أن نحضر نجوما عالميين كبارا للعب في دورينا، بل إن كرة القدم عمل كبير مرتبط بمكونات كثيرة، يجب أن تكون جميعها ذات جودة عالية؛ حتى يكون المنتج ذا أهمية عالمية يستحق المتابعة.

ودمتم بخير،،،