السم في عبوات العسل !
عكاظ ترصد حكايات الخداع وتكتب عن بطولات المكافحة والعيون اليقظة
الجمعة / 22 / ذو القعدة / 1442 هـ الجمعة 02 يوليو 2021 04:38
عدنان الشبراوي (جدة)Adnanshabrawi@
عقب إعلان وزارة الداخلية إحباط محاولة تهريب 14.4 مليون قرص مخدر في شحنة ألواح حديدية قادمة من لبنان، يجمع مختصون بأن حرب المخدرات هي حرب إبادة تستهدف المجتمع من خلال إغراقه بالسموم. وتفتح «عكاظ» ملف تهريب وترويج المخدرات من خلال وقائع وقصص تعكس يقظة رجال الأمن ورجال الجمارك في كافة المواقع وقدرتهم على التصدي لحيل المهربين.
وتعكس المشاهد المتتابعة التي ترصدها الجهات المختصة في حالات القبض على المروجين والمهربين حملة الاستهداف التي يتعرض لها الوطن للنيل من الشباب والشابات بآفة المخدرات التي تصيب الإنسان في مقتل. وكشفت تقارير إعلامية عن أنواع متعددة وطرق مبتكرة لتهريب السموم يحاول المجرمون ابتكارها، يقابلها تصدٍّ باسل وعيون يقظة في إدارة مكافحة المخدرات وحرس الحدود ورجال الجمارك.
وتستذكر «عكاظ» واقعة محاولة تهريب مخدرات قبل سنوات بطائرات شراعية داخل سجن في جدة اتهم فيها لبناني ببيع الطائرات إلى عصابة. ودلت تقارير الضبط على استخدام المروجين عبوات حليب الأطفال والفواكه والمعلبات الغذائية وحشوها بالمخدرات لتمريرها كما يتم حشو المخدرات أحياناً بالأسماك والمركبات الغذائية وعبوات العسل وشحنات الحديد والخشب والألمنيوم وألعاب الأطفال وطفايات الحريق، فضلاً عن استخدام بعض المهربين إحشاءهم بوضع مسحوق المخدرات في مغلف نايلون وابتلاعه، ومن ثم إخراجه من الأمعاء بعد عبور الحدود وهو أسلوب يعد في قمة المخاطرة، ومن القصص التي اطلعت عليها «عكاظ» ضبط حبوب مخدرة في مواسير، وعصابات تستغل منصات التواصل الاجتماعي لبيع سمومها وتعددت طرق المهربين حتى المصحف الطاهر لم يسلم من استغلاله في التهريب.
ونقل أحد القضاة السابقين لـ«عكاظ» قصصاً عايشها قبل سنوات بينها مهرب وضع الهيروين في أحشائه وآخر دسها في أماكن حساسة بزوجته وأمه وأخته وآخرون استخدموا الأطفال لتمرير نشاطهم الإجرامي إذ لا يتورع المهربون والمروجون عن استخدام أي طريقة لإيصال ونقل السموم المخدرة.
مدمن يقتل زوجته وآخر يساوم على شرفها!
الأخصائي الاجتماعي والباحث المتخصص في قضايا الإدمان الدكتور عادل علي الغامدي (صاحب مؤلفات وبحوث علمية في مجال المخدرات وقصص التائبين) أكد أن المخدرات تدمر حياة متعاطيها إذ يصل المدمن درجة الجنون بسبب تعاطي الهيروين والكبتاجون والكوكايين وغيرها من السموم التي تتلف خلايا المخ. ولفت إلى أن تقارير كشفت أن تعاطي المخدرات يؤدي إلى العجز الجنسي فضلاً عن أمراض عضوية متعددة وأمراض نفسية.
وطبقاً للدكتور الغامدي ثمة قصص ولدت من رحم الإدمان، وفصول من المآسي والضياع وحالات التشرد فضلاً عن حالات عقوق الوالدين والتعدي عليهما بسبب المخدرات. وروى عن أحد المدمنين تعاطيه المخدرات التي استنزفت كل شيء وجعلته يسرق أمه وزوجته لتأمين جرعة قاتلة.
وروى المؤلف قصة مدمن آخر وما انتهى إليه من تدمير شامل.. بدأت قصته بـ«جرعة هيروين» مجانية لتتطور إلى مدمن محترف باع كل ما يملك وسرق ذهب زوجته ووالدته ليوفر لنفسه قيمة المخدر فضاعت أسرته وذهبت إلى المجهول. وقصة آخر ترك زوجته وأطفاله وعق والديه بسبب تعاطيه وإدمانه المخدرات حتى تحول إلى هيكل عظمي فضلاً عن تورطه في ضرب والدته ما تسبب في نزفها. وهناك قصة مدمن في الخمسين من عمره قضى نصف عمره مدمناً وعلى مدى 25 عاماً عاش متبلد الإحساس ومن أصعب المواقف أن والده توفي ولحقته بعده بأشهر والدته ولم يشعر أو يدرك فقدهما إلا بعد أن فاق من إدمانه بعد 25 عاماً.
ومن القصص مدمن حاول نحر زوجته نتيجة شكه في خيانتها له في ظل شكوكه في نسب ابنه. وروى قصة أخرى منها شكوى امرأة من إدمان زوجها الذي كان يحاول عرضها على مروجين لانتهاك عرضها مقابل جرعة!
25 مادة مشتقة من الكبتاجون
الكاتب والروائي وائل عبدالعزيز يرى أن طرق التهريب تتعدد وتستفيد بالطبع من التقنيات ويقابل هذه الحيل ذكاء حاد وخبرات تراكمية تتمتع بها الجهات المختصة التي ترصد وتتابع المخدرات وأثبتت بقدرتها أن كل طرق الجناة ستنكشف أمامهم لا محالة. فيما تقول عضو جمعية طيبة سابقاً رانيا عقاد إن مشاهد تهريب المخدرات بأنواعها تجاوزت الحدود بين حملات الاستهداف والحرب المعلنة لاستنزاف الطاقات والموارد.. والمحصلة الأخيرة واحدة؛ الإضرار بالوطن وشبابه، ونتطلع جميعاً إلى مواصلة الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه محاولة المساس بأمننا المجتمعي والاقتصادي والوطني. أما استشاري طب الأسرة الدكتور أحمد عبدالمنعم فقال إن تعاطي المخدرات مثل الهيروين والكوكايين وغيرها من السموم يسبب زيادة العصبية والعنف وينتج عنه خلل عقلي ويفقد الشخص الاتصال بالواقع ويتعرض لهلوسات سمعية وفقدان السيطرة على حركة الجسم فضلاً عن خطورة السكتة القلبية أو تعطل الجهاز التنفسي فحبوب الكبتاجون توصف بأنها مادة محضرة كيميائياً على شكل حبوب واسمها العلمي الفنيثيلين وتعمل على تغيير مستويات معينة في الدماغ تسبب الإدمان والهلوسة والكثير من المضار وصنعت حبوب الكبتاجون لأول مرة في عام 1919 ويوجد منها ما يقارب 25 مادة مشتقة، وأدرجت حبوب الكبتاجون كمواد ممنوعة خاضعة للرقابة ما يجعلها غير قانونية طبقاً لمنظمة الصحة العالمية.
تعرف على الفرق بين المهرب والمروج والمتعاطي
قال المحامي سعيد المالكي والمحامية سمية الهندي إن هناك فرقاً في العقوبات بين المهرب والمروج والمتعاطي وفق نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، إذ قرر النظام على المهرب أشد العقوبات (القتل تعزيراً)، ويلحق بالمهرب مستورد المخدرات من الخارج الذي يتلقى المخدرات من الخارج فيوزعها على المروجين. وأوضح المالكي والهندي أن النظام يفرّق بين من يروج المخدرات للمرة الأولى وبين العائد بعد سابقة الحكم عليه بالإدانة. ففي الحالة الأولى تراوح عقوبة المروج بين سنتين سجناً و15 سنة، حسب ما يقتضيه النظر القضائي، وفي حال العودة إلى الترويج وتكرار الجريمة تشدد العقوبة، لتصل إلى القتل تعزيراً طبقاً للنظام، أما المتعاطي أو المستخدم فيعاقب بالحبس من 6 شهور إلى سنتين بحسب النظام، ويبعد عن البلاد إذا كان أجنبياً، ولا تقام الدعوى على من يتقدم من تلقاء نفسه للعلاج.
وتعكس المشاهد المتتابعة التي ترصدها الجهات المختصة في حالات القبض على المروجين والمهربين حملة الاستهداف التي يتعرض لها الوطن للنيل من الشباب والشابات بآفة المخدرات التي تصيب الإنسان في مقتل. وكشفت تقارير إعلامية عن أنواع متعددة وطرق مبتكرة لتهريب السموم يحاول المجرمون ابتكارها، يقابلها تصدٍّ باسل وعيون يقظة في إدارة مكافحة المخدرات وحرس الحدود ورجال الجمارك.
وتستذكر «عكاظ» واقعة محاولة تهريب مخدرات قبل سنوات بطائرات شراعية داخل سجن في جدة اتهم فيها لبناني ببيع الطائرات إلى عصابة. ودلت تقارير الضبط على استخدام المروجين عبوات حليب الأطفال والفواكه والمعلبات الغذائية وحشوها بالمخدرات لتمريرها كما يتم حشو المخدرات أحياناً بالأسماك والمركبات الغذائية وعبوات العسل وشحنات الحديد والخشب والألمنيوم وألعاب الأطفال وطفايات الحريق، فضلاً عن استخدام بعض المهربين إحشاءهم بوضع مسحوق المخدرات في مغلف نايلون وابتلاعه، ومن ثم إخراجه من الأمعاء بعد عبور الحدود وهو أسلوب يعد في قمة المخاطرة، ومن القصص التي اطلعت عليها «عكاظ» ضبط حبوب مخدرة في مواسير، وعصابات تستغل منصات التواصل الاجتماعي لبيع سمومها وتعددت طرق المهربين حتى المصحف الطاهر لم يسلم من استغلاله في التهريب.
ونقل أحد القضاة السابقين لـ«عكاظ» قصصاً عايشها قبل سنوات بينها مهرب وضع الهيروين في أحشائه وآخر دسها في أماكن حساسة بزوجته وأمه وأخته وآخرون استخدموا الأطفال لتمرير نشاطهم الإجرامي إذ لا يتورع المهربون والمروجون عن استخدام أي طريقة لإيصال ونقل السموم المخدرة.
مدمن يقتل زوجته وآخر يساوم على شرفها!
الأخصائي الاجتماعي والباحث المتخصص في قضايا الإدمان الدكتور عادل علي الغامدي (صاحب مؤلفات وبحوث علمية في مجال المخدرات وقصص التائبين) أكد أن المخدرات تدمر حياة متعاطيها إذ يصل المدمن درجة الجنون بسبب تعاطي الهيروين والكبتاجون والكوكايين وغيرها من السموم التي تتلف خلايا المخ. ولفت إلى أن تقارير كشفت أن تعاطي المخدرات يؤدي إلى العجز الجنسي فضلاً عن أمراض عضوية متعددة وأمراض نفسية.
وطبقاً للدكتور الغامدي ثمة قصص ولدت من رحم الإدمان، وفصول من المآسي والضياع وحالات التشرد فضلاً عن حالات عقوق الوالدين والتعدي عليهما بسبب المخدرات. وروى عن أحد المدمنين تعاطيه المخدرات التي استنزفت كل شيء وجعلته يسرق أمه وزوجته لتأمين جرعة قاتلة.
وروى المؤلف قصة مدمن آخر وما انتهى إليه من تدمير شامل.. بدأت قصته بـ«جرعة هيروين» مجانية لتتطور إلى مدمن محترف باع كل ما يملك وسرق ذهب زوجته ووالدته ليوفر لنفسه قيمة المخدر فضاعت أسرته وذهبت إلى المجهول. وقصة آخر ترك زوجته وأطفاله وعق والديه بسبب تعاطيه وإدمانه المخدرات حتى تحول إلى هيكل عظمي فضلاً عن تورطه في ضرب والدته ما تسبب في نزفها. وهناك قصة مدمن في الخمسين من عمره قضى نصف عمره مدمناً وعلى مدى 25 عاماً عاش متبلد الإحساس ومن أصعب المواقف أن والده توفي ولحقته بعده بأشهر والدته ولم يشعر أو يدرك فقدهما إلا بعد أن فاق من إدمانه بعد 25 عاماً.
ومن القصص مدمن حاول نحر زوجته نتيجة شكه في خيانتها له في ظل شكوكه في نسب ابنه. وروى قصة أخرى منها شكوى امرأة من إدمان زوجها الذي كان يحاول عرضها على مروجين لانتهاك عرضها مقابل جرعة!
25 مادة مشتقة من الكبتاجون
الكاتب والروائي وائل عبدالعزيز يرى أن طرق التهريب تتعدد وتستفيد بالطبع من التقنيات ويقابل هذه الحيل ذكاء حاد وخبرات تراكمية تتمتع بها الجهات المختصة التي ترصد وتتابع المخدرات وأثبتت بقدرتها أن كل طرق الجناة ستنكشف أمامهم لا محالة. فيما تقول عضو جمعية طيبة سابقاً رانيا عقاد إن مشاهد تهريب المخدرات بأنواعها تجاوزت الحدود بين حملات الاستهداف والحرب المعلنة لاستنزاف الطاقات والموارد.. والمحصلة الأخيرة واحدة؛ الإضرار بالوطن وشبابه، ونتطلع جميعاً إلى مواصلة الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه محاولة المساس بأمننا المجتمعي والاقتصادي والوطني. أما استشاري طب الأسرة الدكتور أحمد عبدالمنعم فقال إن تعاطي المخدرات مثل الهيروين والكوكايين وغيرها من السموم يسبب زيادة العصبية والعنف وينتج عنه خلل عقلي ويفقد الشخص الاتصال بالواقع ويتعرض لهلوسات سمعية وفقدان السيطرة على حركة الجسم فضلاً عن خطورة السكتة القلبية أو تعطل الجهاز التنفسي فحبوب الكبتاجون توصف بأنها مادة محضرة كيميائياً على شكل حبوب واسمها العلمي الفنيثيلين وتعمل على تغيير مستويات معينة في الدماغ تسبب الإدمان والهلوسة والكثير من المضار وصنعت حبوب الكبتاجون لأول مرة في عام 1919 ويوجد منها ما يقارب 25 مادة مشتقة، وأدرجت حبوب الكبتاجون كمواد ممنوعة خاضعة للرقابة ما يجعلها غير قانونية طبقاً لمنظمة الصحة العالمية.
تعرف على الفرق بين المهرب والمروج والمتعاطي
قال المحامي سعيد المالكي والمحامية سمية الهندي إن هناك فرقاً في العقوبات بين المهرب والمروج والمتعاطي وفق نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، إذ قرر النظام على المهرب أشد العقوبات (القتل تعزيراً)، ويلحق بالمهرب مستورد المخدرات من الخارج الذي يتلقى المخدرات من الخارج فيوزعها على المروجين. وأوضح المالكي والهندي أن النظام يفرّق بين من يروج المخدرات للمرة الأولى وبين العائد بعد سابقة الحكم عليه بالإدانة. ففي الحالة الأولى تراوح عقوبة المروج بين سنتين سجناً و15 سنة، حسب ما يقتضيه النظر القضائي، وفي حال العودة إلى الترويج وتكرار الجريمة تشدد العقوبة، لتصل إلى القتل تعزيراً طبقاً للنظام، أما المتعاطي أو المستخدم فيعاقب بالحبس من 6 شهور إلى سنتين بحسب النظام، ويبعد عن البلاد إذا كان أجنبياً، ولا تقام الدعوى على من يتقدم من تلقاء نفسه للعلاج.