الفراغ الأمريكي.. عودة التنظيمات الإرهابية من جديد
الخميس / 28 / ذو القعدة / 1442 هـ الخميس 08 يوليو 2021 00:02
عبدالعزيز إبراهيم آل غنيم الحقباني aialghunaim@
بعد الانقلاب الذي يسمى بـ«انقلاب أبريل»، عام حكم محمد داود خان أول رئيس لأفغانستان وزعيم الحزب الوطني الثوري، المعادي للاشتراكية وتحديدا لحزب الشعب الديمقراطي الأفغاني ١٩٧٨، أحدث ذلك توابع عصيبة على أفغانستان، وذلك باستغلال السوفييت الفراغ والضعف لتسده بغزوها أفغانستان عام ١٩٧٩، بعد أن سمحت الحكومة الأفغانية للسوفييت بالتدخل عسكريا في البلاد، مما جعل واشنطن تقلق من نفوذ موسكو في المنطقة، وفي ظل أزمة هي الأخطر في (الحرب الباردة)، إذ بدأت بدعم المجاهدين وحركات سنية وشيعية، لوجستيا واستخباراتيا، وبالسلاح حيث ذكرت مصادر مطلعة أن أمريكا وفرت للمجاهدين نظام الصواريخ المضاد للطائرات FIM-92، بهدف إيقاف التمدد السوفييتي في المنطقة، وأكد ذلك مدير المخابرات الأمريكية روبرت غيتس.
بعد انقلاب أبريل، زاد التوتر بين أفغانستان وباكستان بعد تدخل باكستان في الحرب ودعمها لطالبان والجماعات الإسلامية، واستمرت الحرب الأهلية الأفغانية إلى أن وصل «غورباتشوف» إلى منصب السكرتير عام ١٩٨٥، إذ كان يتميز بفكر هادئ محب للسلام، وقاد المفاوضات غير الرسمية للانسحاب السوفيتي من أفغانستان (١٩٨٢ ـ ١٩٨٨)، ووقعت حكومتا باكستان وأفغانستان، مع الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كضامنين، ولحق ذلك الاتفاق على الانسحاب، وتم الاتفاق، وفي ١٥ فبراير ١٩٨٩، غادرت القوات السوفيتية الأخيرة في الموعد المحدد من الأفغان.
لكن ما تبع تلك الحرب هو الأسوأ، إذ استولى بن لادن عام ١٩٨٨ على قاعدة البيانات التي تحوي أسماء المجاهدين وأسس «القاعدة»، واستوحى اسمه من قاعدة البيانات التي تركتها أمريكا، ولم تكترث لها فكان همها فقط إسقاط السوفييت ووقف تمدده، وهذا أكبر الأخطاء التاريخية التي نرى تبعاتها إلى اليوم، ولم تكترث لأفكارهم المتطرفة، فقام بن لادن بدعم طالبان، إلى أن أصبحت حكومة عام ١٩٩٦، وأعلن الجهاد على أمريكا، وقام بعدة تفجيرات في المملكة وسحبت جنسيته السعودية، ورفضت حكومة طالبان طلبات كلينتون تسليم بن لادن، إلى أن وصل «جورج بوش» سدة الحكم عام ٢٠٠١، ونعلم ما حدث في سبتمبر من نفس العام، وهذا ما دعا حكومة بوش لاحتلال أفغانستان لإسقاط حكومة طالبان لرفضها تسليم بن لادن، واستمرت تلك الحرب إلى يومنا هذا، ما جعل كل مرشح رئاسي في الانتخابات الأمريكية يعلن مخططاته لسحب قواته إن فاز بالرئاسة.
في 2014 استغلت الصين وروسيا الفراغ الذي تركته أمريكا في الشرق الأوسط فدخلت روسيا سورية وبنت قاعدة «حميميم» التي تحمل رؤوسا نووية روسية، وفي العراق عند انسحاب أمريكا ٢٠١١ والفراغ الذي سدته إيران وتركيا ظهور «داعش».
والآن بانسحاب أمريكا سينتج عودة طالبان للصورة من جديد، حرب أهلية متعددة الأوجه ستتدخل بها روسيا والصين وإيران بمليشيا شيعية بقيادة اتباع مزاري، ودعم مباشر من نظام ملالي طهران، وتعاون طالبان حالياً مع إيران سيشكل خطراً كبيراً، وسيتبع ذلك انتهاك طالبان للمباحثات والاتفاقيات، وسنرى نظاماً آخر راعياً للإرهاب في المنطقة مثل إيران، وسنرى تنظيم إرهابياً أفغانياً جديداً.
بعد انقلاب أبريل، زاد التوتر بين أفغانستان وباكستان بعد تدخل باكستان في الحرب ودعمها لطالبان والجماعات الإسلامية، واستمرت الحرب الأهلية الأفغانية إلى أن وصل «غورباتشوف» إلى منصب السكرتير عام ١٩٨٥، إذ كان يتميز بفكر هادئ محب للسلام، وقاد المفاوضات غير الرسمية للانسحاب السوفيتي من أفغانستان (١٩٨٢ ـ ١٩٨٨)، ووقعت حكومتا باكستان وأفغانستان، مع الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كضامنين، ولحق ذلك الاتفاق على الانسحاب، وتم الاتفاق، وفي ١٥ فبراير ١٩٨٩، غادرت القوات السوفيتية الأخيرة في الموعد المحدد من الأفغان.
لكن ما تبع تلك الحرب هو الأسوأ، إذ استولى بن لادن عام ١٩٨٨ على قاعدة البيانات التي تحوي أسماء المجاهدين وأسس «القاعدة»، واستوحى اسمه من قاعدة البيانات التي تركتها أمريكا، ولم تكترث لها فكان همها فقط إسقاط السوفييت ووقف تمدده، وهذا أكبر الأخطاء التاريخية التي نرى تبعاتها إلى اليوم، ولم تكترث لأفكارهم المتطرفة، فقام بن لادن بدعم طالبان، إلى أن أصبحت حكومة عام ١٩٩٦، وأعلن الجهاد على أمريكا، وقام بعدة تفجيرات في المملكة وسحبت جنسيته السعودية، ورفضت حكومة طالبان طلبات كلينتون تسليم بن لادن، إلى أن وصل «جورج بوش» سدة الحكم عام ٢٠٠١، ونعلم ما حدث في سبتمبر من نفس العام، وهذا ما دعا حكومة بوش لاحتلال أفغانستان لإسقاط حكومة طالبان لرفضها تسليم بن لادن، واستمرت تلك الحرب إلى يومنا هذا، ما جعل كل مرشح رئاسي في الانتخابات الأمريكية يعلن مخططاته لسحب قواته إن فاز بالرئاسة.
في 2014 استغلت الصين وروسيا الفراغ الذي تركته أمريكا في الشرق الأوسط فدخلت روسيا سورية وبنت قاعدة «حميميم» التي تحمل رؤوسا نووية روسية، وفي العراق عند انسحاب أمريكا ٢٠١١ والفراغ الذي سدته إيران وتركيا ظهور «داعش».
والآن بانسحاب أمريكا سينتج عودة طالبان للصورة من جديد، حرب أهلية متعددة الأوجه ستتدخل بها روسيا والصين وإيران بمليشيا شيعية بقيادة اتباع مزاري، ودعم مباشر من نظام ملالي طهران، وتعاون طالبان حالياً مع إيران سيشكل خطراً كبيراً، وسيتبع ذلك انتهاك طالبان للمباحثات والاتفاقيات، وسنرى نظاماً آخر راعياً للإرهاب في المنطقة مثل إيران، وسنرى تنظيم إرهابياً أفغانياً جديداً.