كتاب ومقالات

أهلا بجلالة السلطان

خالد السليمان

تستقبل السعودية اليوم السلطان هيثم بن طارق بذراعين لا تطوقان جسد جلالته بقدر ما تطوقان عمان شعباً وأرضاً وتاريخاً، فالعلاقة التي تربط السعوديين بالعمانيين علاقة تضرب جذورها في أعماق الجزيرة العربية.

تولى السلطان هيثم الحكم في مرحلة تاريخية هامة من عمر المنطقة، يشهد فيها العالم الكثير من المتغيرات ويعاني فيها الكثير من الأزمات والتقلبات، كما جاءت جائحة كورونا لتزيد من عبء المرحلة اقتصادياً وتنموياً واجتماعياً، وكان ترشيح السلطان الراحل قابوس له ليخلفه في الحكم اختياراً دقيقاً لما تتطلبه المرحلة الدقيقة من سمات القيادة والكفاءة والخبرة والرؤية والحكمة للعبور بسفينة عمان وسط الأمواج المتلاطمة كما عبرتها دائماً بفضل سياستها المحايدة التي جنّبت عمان الكثير من تقلبات وعواصف المنطقة.

ولعل السلطان هيثم الذي بدأ عهده بإعلان العديد من الإصلاحات السياسية والمالية والاقتصادية يدرك تطلعات شعبه والتحديات التي تواجه بلاده وهو العماني الذي عايش هذا الشعب وعرف آماله، وعاصر الأحداث الإقليمية والدولية وعرف تحدياتها الاقتصادية والسياسية، فكانت هذه الإصلاحات وسيلة لضمان استقرار بلاده واستمرار مسيرة نمائها وتحقيق تطلعات شعبها.

وعندما يختار السلطان هيثم بن طارق أن تكون المملكة العربية السعودية وجهته الأولى بعد تقلده الحكم فإنه يؤكد على الأهمية الإستراتيجية للعلاقات السعودية العمانية في ضمان الأمن الإقليمي وتحقيق التعاون المشترك وتعزيز العلاقات الاقتصادية بما يخدم توجهات البلدين لتحقيق رؤية «المملكة ٢٠٣٠» ورؤية «عمان ٢٠٤٠».

إن ما يجمع السعودية وعمان من روابط أخوية شعبية ومصالح سياسية واقتصادية يؤكد عمق هذه العلاقة ويعزز العمل المشترك.

باختصار.. قد تكون هذه الزيارة الرسمية الأولى للسلطان خارج عمان، لكنه في الحقيقة ما زال في بلده وبين أهله.