أخبار

للمرة الأولى.. 3 خطب خلال 72 ساعة.. الشيخ بندر بليلة.. قصة نجاح

الشيخ بندر بليلة يلقي خطبة الجمعة.

كتب: فهيم الحامد @Falhamid2

التقيته في العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي عدة مرات ؛ ونحن نتوجه لأداء الصلوات في المسجد الحرام غدوا ورواحا ؛ إلا أن لقائي به في ختام ليلة السابع والعشرين بحضور فضيلة الشيخ ياسر الدوسري كان مختلفا ؛ حيث تعرفت على شخصيته البسيطة ودماثة أخلاقه وحسن سريرته وسعة علمه وثقافته..

إنه الشيخ الدكتور بندر بليلة عضو هيئة كبار العلماء، خطيب وإمام المسجد الحرام، الذي أكرمه الله بأن يحظى بثقة القيادة الرشيدة التي وافقت على إلقائه خطبة يوم عرفة قبل عدة أيام. الشيخ الدكتور بندر بليلة يعتبر من الأئمة القلائل الذين حظوا ليس فقط بإلقاء خطبة عرفات ؛ بل خطبة عيد الأضحى المبارك وخطبة الجمعة في آخر أيام التشريق (اليوم) بمعنى 3 خطب إسلامية في ٣ أيام.. الشيخ الدكتور بندر بليلة ثمّن لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز موافقته على تكليفه خطيباً ليوم عرفة؛ لما يمثله منبر الحرمين الشريفين من مكانة دينية لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم. لم يكن يعلم الدكتور بندر بليلة أنه سيصبح خطيبا بالمسجد الحرام..

وفي الرابع عشر من شهر صفر من عام 1441 صدر الأمر الملكي الكريم بتعيينه خطيباً بالمسجد الحرام. وفي شهر ربيع الأول من عام ١٤٤٢ صدر أمر ملكي كريم باختيار فضيلته عضواً في هيئة كبار العلماء..

بندر بن عبد العزيز بن سراج بن عبد الملك بليلة، هو ابن هذه الأرض المباركة ولد في مهبط الوحي مكة وفيها درس جميع المراحل الدراسية، من مدرسة عثمان بن عفان، مرورًا بمدرسة العاصمة النموذجية، ومدرسة طلحة بن عبيد الله، وانتهاءً بجامعة أم القرى التي درس بها العلوم الشرعية وتخرج فيها عام 1417.

لم يكتف الطالب بندر بليلة بالبكالوريوس فقط بل أكمل دراسته العليا بالجامعة نفسها، وكان موضوع رسالته لنيل درجة الماجستير: «المسائل التي حكى فيها ابن قدامة الإجماع، والتي نفى علمه بالخلاف فيها في كتابه المغني من أول كتاب الصلاة، وحتى آخر كتاب السهو، جمعا ودراسة».

بعد ذلك انتقل إلى طيبة مدينة الرسول بحثا عن درجة الدكتوراة ونالها بجدارة من الجامعة الإسلامية، وكان موضوع رسالته عن دراسة كتابة أبي نصر بن الصباغ «الشامل في فروع الشافعية»، وكما حصل على درجة ممتاز في مرحلة الماجستير نالها في الدكتوراه.

وبدأت قصة الشيخ بندر بليلة مع المسجد الحرام مدرسا متعاونا للفقه في معهد الحرم المكي الشريف عام 1431، وعضوا بلجنة إصلاح ذات البين، وعضوا لمندوبية الدعوة والإرشاد في حي الرصيفة بمكة، وعضوا بلجنة العناية بالمساجد ومنسوبيها بمنطقة مكة. وتولى الإمامة والخطابة في عدد من المساجد بمكة المكرمة.

تلقى العلم الشرعي من نخبة من العلماء، كإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد، وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمد المختار الشنقيطي، وغيرهما.

ومن أبرز المواقف التي تعرض لها بليلة محاولة مواطن في العقد الرابع من العمر اقتحام منبر الحرم المكي في مايو الماضي، أثناء إلقاء الشيخ بليلة خطبة الجمعة، زاعمًا أنه المهدي المنتظر، إلا أن الجهات الأمنية أوقفته ومنعته من الصعود..

3 خطب إسلامية.. في 3 أيام

إنها قصة نجاح للشيخ بندر بليلة.