النعش الأخير للإخوان
الأحد / 22 / ذو الحجة / 1442 هـ الاحد 01 أغسطس 2021 23:16
عبدالرحمن الطريري
لم يظن البوعزيزي وهو يحرق جسده أن تونس ستسلم روحها للإخوان المسلمين، وستكون تونس ذات الإرث العلماني العريق إحدى أكبر الدول المصدره للمقاتلين إلى داعش، وأن الفساد الذي ضاق به التونسيون في عهد بن علي سيصير مضاعفا في عهد الغنوشي.
لحظة الربيع العربي بلا شك مثلت ارتباكا في التحليل لدى الكثيرين، وخلط المتابعين بين تونس النموذج في التغيير السلمي، وبين تميز إخوان تونس أو سلميتهم، وبعد عقد من الزمن تبين أن ما يجمع الإخوان كفكر في بلاد العالم، يتجاوز المشترك من الصفات بين أبناء وطن واحد.
تكدست المشاكل في تونس جراء سيطرة الإخوان على البرلمان، وقيادتهم للحكومة من المقعد الخلفي، تراجعت القدرات الزراعية والسياحية، وأصبحت أرقام الفساد مهولة، وفاقم ذلك تضخم حالات كورونا في البلاد.
فما كان من الرئيس قيس سعيد إلا أن استعان بالمادة ثمانين من الدستور ليوقف هذا النزيف، وليقوم بحركة تصحيحية تستند إلى صوت الشارع ومصلحة البلاد، فكانت أول مؤشرات ذلك تلويح الإخوان بالعنف ومحاولتهم الاعتصام في البرلمان، إذن هذا وجه إخوان تونس لا يختلف كثيرا عن إخوان مصر بعد عزل مرسي.
كما تباكى الإخوان بعد قرارات الرئيس على الديموقراطية، واستعانوا بالعبارات الشعبوية ذاتها التي راجت في الربيع العربي، من شاكلة الانقلاب ومحاولة إسقاط لقب الديكتاتور على الرئيس سعيد، ولا بأس إن كانوا ينعتونه بعمر بن الخطاب قبلها بأيام، فالرهان دائما على الذاكرة القصيرة للناس.
وفي نحيب الديموقراطية نتذكر اعتداء النائب صحبي سمارة المنتمي سابقا لائتلاف الكرامة الجناح العنيف لحركة النهضة على النائبة عبير موسى، تلاه اعتداء آخر من رئيس كتلة الائتلاف سيف الدين مخلوف على النائبة حنقا من تصديها لمشروع النهضة، وارتباطه بأجندات الدعم الإقليمي.
وعبير موسى مثلت في زاوية ما حالة تصدي تونس لكل ما يمثله فكر الإخوان، وقد قام الغنوشي بعد أن ضاق ذرعا بها بمنع حراستها من دخول البرلمان، مما اضطرها للحضور بخوذة وقميص واق من الرصاص، وإعلانها عن مخطط اغتيال يدبره لها «الإخوان المسلمين».
تونس تسهم اليوم في ترسيخ الفهم حول فكر الإخوان المسلمين، حيث تسقط كذبة الإسلام السياسي المعتدل، هي حركات نصفها يمارس السياسة بربطة عنق، والنصف الآخر بحزام ناسف، هما وجها عملة لا يختلفان بتاتا حول الأهداف إلا في الطريقة.
بدت لهم حالة الربيع العربي والحالة الأمريكية الداعمة آنذاك فرصة لإظهار الوجه الناعم، وأخذ تذكرة ذهاب بلا عودة عبر صناديق الاقتراع، والكثير من الاستهلاك الإعلامي على مستوى الشكليات، لإخفاء الأجندة الحقيقية والعلاقات الإقليمية الوثيقة.
تونس بإرثها العريق وعمقها الثقافي تعيش لحظة تاريخية نحو مستقبل تستحقه، وتقدم خدمة للعالم العربي عبر رفع النعش الأخير للإخوان المسلمين، حيث لم يكن لنا أن نعرف كذب شعاراتهم لو لم يحكموا فينكشفوا.
لحظة الربيع العربي بلا شك مثلت ارتباكا في التحليل لدى الكثيرين، وخلط المتابعين بين تونس النموذج في التغيير السلمي، وبين تميز إخوان تونس أو سلميتهم، وبعد عقد من الزمن تبين أن ما يجمع الإخوان كفكر في بلاد العالم، يتجاوز المشترك من الصفات بين أبناء وطن واحد.
تكدست المشاكل في تونس جراء سيطرة الإخوان على البرلمان، وقيادتهم للحكومة من المقعد الخلفي، تراجعت القدرات الزراعية والسياحية، وأصبحت أرقام الفساد مهولة، وفاقم ذلك تضخم حالات كورونا في البلاد.
فما كان من الرئيس قيس سعيد إلا أن استعان بالمادة ثمانين من الدستور ليوقف هذا النزيف، وليقوم بحركة تصحيحية تستند إلى صوت الشارع ومصلحة البلاد، فكانت أول مؤشرات ذلك تلويح الإخوان بالعنف ومحاولتهم الاعتصام في البرلمان، إذن هذا وجه إخوان تونس لا يختلف كثيرا عن إخوان مصر بعد عزل مرسي.
كما تباكى الإخوان بعد قرارات الرئيس على الديموقراطية، واستعانوا بالعبارات الشعبوية ذاتها التي راجت في الربيع العربي، من شاكلة الانقلاب ومحاولة إسقاط لقب الديكتاتور على الرئيس سعيد، ولا بأس إن كانوا ينعتونه بعمر بن الخطاب قبلها بأيام، فالرهان دائما على الذاكرة القصيرة للناس.
وفي نحيب الديموقراطية نتذكر اعتداء النائب صحبي سمارة المنتمي سابقا لائتلاف الكرامة الجناح العنيف لحركة النهضة على النائبة عبير موسى، تلاه اعتداء آخر من رئيس كتلة الائتلاف سيف الدين مخلوف على النائبة حنقا من تصديها لمشروع النهضة، وارتباطه بأجندات الدعم الإقليمي.
وعبير موسى مثلت في زاوية ما حالة تصدي تونس لكل ما يمثله فكر الإخوان، وقد قام الغنوشي بعد أن ضاق ذرعا بها بمنع حراستها من دخول البرلمان، مما اضطرها للحضور بخوذة وقميص واق من الرصاص، وإعلانها عن مخطط اغتيال يدبره لها «الإخوان المسلمين».
تونس تسهم اليوم في ترسيخ الفهم حول فكر الإخوان المسلمين، حيث تسقط كذبة الإسلام السياسي المعتدل، هي حركات نصفها يمارس السياسة بربطة عنق، والنصف الآخر بحزام ناسف، هما وجها عملة لا يختلفان بتاتا حول الأهداف إلا في الطريقة.
بدت لهم حالة الربيع العربي والحالة الأمريكية الداعمة آنذاك فرصة لإظهار الوجه الناعم، وأخذ تذكرة ذهاب بلا عودة عبر صناديق الاقتراع، والكثير من الاستهلاك الإعلامي على مستوى الشكليات، لإخفاء الأجندة الحقيقية والعلاقات الإقليمية الوثيقة.
تونس بإرثها العريق وعمقها الثقافي تعيش لحظة تاريخية نحو مستقبل تستحقه، وتقدم خدمة للعالم العربي عبر رفع النعش الأخير للإخوان المسلمين، حيث لم يكن لنا أن نعرف كذب شعاراتهم لو لم يحكموا فينكشفوا.