أخبار

كوفيد.. ليس «مرَض مستشفى».. قريباً

بريطانيا تكثف الجهود الدوائية.. وجامعة أكسفورد تتصدى للمهمة

ليس بالتطعيم وحده ينجو الإنسان. (وكالات)

«عكاظ» (لندن) OKAZ_online@

توقعت صحيفة «صانداى تلغراف» البريطانية أمس أن يصبح مرض كوفيد-19 داء يقوم بمعالجته أطباء الأحياء، من دون أن تكون غالبية المصابين به في حاجة إلى الذهاب لتلقي العلاج في المستشفيات. وأشارت الى ريادة بريطانيا في اكتشاف عدد من العقاقير التي ساعدت في إنقاذ حياة المصابين بكوفيد، الذين كانوا يشرفون على الموت. وذكرت على جهة الخصوص عقار ديكساميثازون، وعقار التهاب المفاصل توسيلليزوماب، بعد إجراء سلسلة من التجارب السريرية. فقد تأكد أن هذين الدواءين يقومان بتقليص احتمالات وفاة مرضى كوفيد-19 بنسبة تصل الى 40%. وفيما وافقت اليابان الأسبوع الماضي على استخدام كوكتيل الأجسام المضادة الذي ابتكرته شركة ريجينيرون الأمريكية لعلاج كوفيد-19؛ في دليل على أن أدوية كوفيد تتجه من المستشفى الى عيادات أطباء الأحياء؛ أشارت الصحيفة الى أن أوساط شركة غلاكسوسميثكلاين الدوائية البريطانية العملاقة تشعر بالارتياح من النتائج الطيبة التي حققها مزيج من الأجسام المضادة توصل اليه علماؤها. وتشير نتائج التجارب السريرية لعقار سوتروفيماب البريطاني الى أنه منع تنويم المصابين بأمراض مزمنة الذين أصيبوا بكوفيد. وأعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل الأسبوع الماضي أنها قررت شراء 200 ألف جرعة من هذا الدواء، بعدما وافقت وكالة الأدوية الأوروبية على استخدامه. وأشارت التجارب الى أن هذا الدواء يقلص احتمالات وفاة المرضى ذوي الحالات الخطرة، بنسبة تصل الى 79%. وهي نسبة مرتفعة سيكون لها تأثير كبير في الحرب على الوباء العالمي. وسيوفر خياراً أفضل للأشخاص غير الراغبين في الخضوع للتطعيم باللقاحات المضادة لكوفيد-19، أو من يصعب تطعيمهم بسبب حالاتهم الصحية. ويعمل هذا العقار بمهاجمة البروتين المسماري الذي يغطي سطح فايروس كورونا الجديد، ما يحدّ من قدرته على اختراق خلايا الجسم. وتم تصميم هذا الدواء بحيث يظل قادراً على إطلاق مفعوله في حال تدهور صحة المصاب. كما أن التجارب المخبرية أثبتت قدرته على التصدي لسلالة دلتا المتحورة وراثياً، التي ظهرت أصلاً في الهند في ديسمبر 2020.

وذكرت «التلغراف»، في عددها الأسبوعي أمس، أن علماء جامعة أكسفورد يعملون على محاولة إعادة توجيه بعض الأدوية من أهدافها الأصلية التي صنعت من أجلها لتكون قادرة على دحر كوفيد-19. ويأتي في هذا السياق اكتشافهم أن بخاخ الربو المعروف بوديسونايد يمكن أن يسرّع التعافي من الإصابة بالوباء بنحو ثلاثة أيام لدى المصابين الذين تزداد مخاطر تردي صحتهم بسبب أمراض أخرى يعانون منها. كما يدرس علماء جامعة أكسفورد إمكان استخدام دواء إيفرميسين، المصمم أصلاً في هيئة أقراص لإزالة القمل، ويستخدم على نطاق واسع ضمن مكونات سوائل غسل الشعر (الشامبو). وكانت أبحاث أجراها علماء جامعة مونساه في أستراليا أشارت في مايو 2020 إلى أن من شأن هذا العقار أن يخفض قدرة فايروس كورونا الجديد على استنساخ نفسه بنسبة تفوق 5 آلاف ضعف. وبدأت الهند تصفه فعلياً لمواطنيها باعتباره دواء واقياً، مؤكدة أنه أدى الى خفض عدد الإصابات الجديدة. بيد أن ضعف إعداد بيانات التجارب السريرية الخاصة بهذا الدواء حمل منظمة الصحة العالمية على التحذير من استخدامه. وأصدرت لجنة مراجعة طبية الأسبوع الماضي تقريراً جاء فيه أنه لا توجد أدلة كافية على جدوى دواء إنفيرميسين ضد كوفيد-19. لكن علماء جامعة أكسفورد قالوا إنهم يأملون بالتوصل الى الجدوى المنشودة بحلول السنة القادمة. وقال الرئيس المشارك لفريق الدراسة المتعلقة بهذا العقار البروفيسور كريس بتلر إن هذا العقار معروف في المجال الطبي منذ عقود، لعلاج عدد من الحالات المُعدية، ولديه سجل أمان جيد. وبسبب النتائج المشجعة السابقة من خلال بعض الدراسات بدأ يستخدم على نطاق واسع في عدد من البلدان باعتباره دواء لعلاج كوفيد-19.