في..

قرية «حليوة» السودان «الجزيرة»

بوتقة كل الأعراق والألسن

الرمزية الموحية لكل السودانيين

خرج للدنيا واكتسب مفرداته

وحين..

حمل طِيبة أهل «الجزيرة»

وارتباطهم بالأرض وحبهم للطرفة

احتفظ بانتمائه للقرية وقيمِها

فتنوعت علاقاته بغمار الناس

ومن..

بيئة لغوية داخل «الجزيرة»

أظهر نبوغاً شعرياً مبكراً

ومن أجل «القصيدة» وصبابتها

هجر «الطب» تفرغاً لنظمها..

***

الشاعر محمد طه القدال

عمود الشعر السوداني

صاحب الملاحم داخل

ضمير الأدب الإنساني

ذلك المدافع عن الحريات

بمشروعه الشعري الروحي..

عند..

مسيرة بدأت نهاية الستينات

أشرقت قريحته بداية الثمانينات

معبراً عن صوت الشارع

شاعراً تراثياً وثورياً مُلهماً

ولما..

تفرَّد بروح مسكونة بالوجْد

صاغت قصائده وجدان «الغلابة»

أما «الخير» والمديح النبوي

فتأثيرهما إيجابياً لتجربته الشعرية

وعندما..

صدح بترانيم الحب والجمال

غرَّد بأنغام الحرية والوطنية

ولما غنَّى بالمعاني والقيم..

تغنَّى الفنانون بأشعاره الخلاَّبة

***

بين..

مرحلة المراهقة ومحطة النضج

كتب بلغة «القرويين» أمثاله

أول دواوينه «غنوات لحليوة»

فظهرت قصيدته «كلام الرتينة»

وبين..

مرحلة «الرومانسية» وحس الواقعية

كتب بمنهج متباين الخيال

جمع الشعر الشعبي ونقضيه

بـ«حقيبة الفن» المحببة للسودانيين

وبين..

مرحلة «الحضر» وشعر «الريف»

اتخذ طريقاً شعرياً خاصاً

فارتجل الشعر وتفتحت مداركه

على «الرباعيات» والمسرح الشعري

***

ذلك هو..

«الفينيق» بجلبابه ناصع البياض

المزين بسديريته المزدانة أناقة

الذي خطط لمكتبة مدرسية

بقريته «حليوة».. لكنه رحل.