كتاب ومقالات

مسيار أون لاين !

ريهام زامكه

السلام عليكم يا معشر الرجال، قل لي هل تريد فتاة لم يتجاوز عمرها 21 عام وتتزوجها مسيار ولا من شاف ولا من دري ؟!

هي صفراء فاقع لونها و(مربربة) تسر الناظرين، لا تدرس، ولا تعمل، وقاعدة في البيت (لا شغلة ولا مشغلة) وتبحث عن زوج وسيم أو وجهه (يقطع الرزق) لا يهم، المهم أن يكون كاش و(مريّش) عالآخر.

بسم الله؛ وقبل أن (يدرعم) عليّ المُدرعمين، هذا ليس كلامي أو إعلان زواج (رخيص) أعرضه لكم، فأنا لستُ (خَطّابة) ولا نصّابة أبحث عن الرجال واصطادهم وأغريهم لأوفق بين رأسين وأجمع منهم ألف وألفين !

هذا مع الأسف ما تشاهده وتقرأه في المواقع الخاصة بزواج المسيار والإعلانات المُهينة والمذلة للمرأة في برامج التواصل الاجتماعي.

كنت قد شاهدت أكثر من إعلان مُهين للمرأة ولكرامتها تنشره (خطّابات) ليبحث لهن عن أزواج (سيّارون) بالعلن أو بالسِر.

وما أثار اشمئزازي وقرفي هي الطريقة التي تعلن بها الخطابة عن الفتاة التي تريد الزواج، وتصورها وتعرضها وكأنها سلعة رخيصة في مزاد علني يأخذها من يدفع أكثر !

فتكتب عمرها كذا، ووزنها كذا، جميلة، ممشوقة القوام، وأشياء أخرى «ما أقدر أقولها»، ثم ترسل صورتها لعريس الغفلة، وإذا أراد رقم هاتفها فلابد أن يدفع مبلغ ألف ريال مقدم، يعني سَلم واستلم !

وبعد ذلك إذا قبل ودفع (الخمسيني الجاد) يتم التواصل مع الراغبة في الزواج ثم تطلب هيّ أيضاً مبلغاً مقدماً من مهرها، بحجة تجهيز نفسها للشوفة الشرعية التي تتم في (شقتها) وقد تكون بدون ولي ولا بطيخ !

بصراحة قرأت إعلانات كثيرة مقرفة، وما برّد قليلاً على كبدي التي حامت منها هو الخبر الذي قرأته عن استدعاء النيابة العامة لمجموعة من صاحبات حسابات امتهنّ الإساءة للمرأة عبر إعلانات الزواج في وسائل التواصل الاجتماعي بعرضهن لمحتوى وصور وأوصاف قذرة، وبطرق تمس كرامة المرأة وتهينها وتسيء لرابطة الزوجية التي يصونها الشرع والنظام.

هذا الخبر يبرد على القلب فعلاً، فما أصبحنا نراه من تجاوزات أخلاقية في عروض زواج المسيار يدعو للغثيان، سواء كان من قبل الخطابة نفسها، أو من قبل الفتاة التي تبحث عن زوج !

وما صدمني أكثر هو فيديو شاهدته لفتاة تعرض نفسها بنفسها (بكل رُخص) للزواج مسيار، وتنشر مواصفاتها كاملة لمن (ينهبل) ويريد التقدم لها.

وقد قالت (بعظمة لسانها) إنها موظفة ولديها سكن خاص، وهذا عرض مغري لمن يريد أن (يأكل فطير ويطير)، ما يعني أن الزوج أو (سبع البرمبه) سوف يدخل بمجهوده وأخلاقه فقط !

لكل امرأة لا تعرف قدر نفسها أقول؛ لا ترخصي نفسك بهكذا طريقة للارتباط، ولا تقبلي أن تكوني سلعة للعرض تُباع وتُشترى أو تكوني مجرد (إستبنه) في حياة أي رجل !

صدقيني بكره يشبع منك ويرميك ويقولك: (صاجك ما يقلي، وكفتيرتك ما تغلي، وأنا جيتك من قلة عقلي).