بين شقي الرحى
الجمعة / 05 / محرم / 1443 هـ الجمعة 13 أغسطس 2021 00:02
محمد مفتي
عقب انهيار الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العظمى وتخاذل المجتمع الدولي عن كبح جماح التهور الإيراني في المنطقة، غدت المنطقة بأكملها بين شقي الرحى، فمن المؤكد أنه من غير المنطقي ولا المتصور أن تقف دول المنطقة ساكنة ترتقب بقلق بالغ سعي إيران المحموم لحيازة أسلحة نووية فتاكة، فالتهديد الأمني الذي تتعرض له المملكة وغيرها من دول المنطقة يفرض عليهم جميعاً عدداً من الخيارات المحتملة، ولعل أولها وأكثرها احتمالاً بطبيعة الحال هو سعيهم لامتلاك السلاح النووي الذي ستلجأ إليه كل دولة منهم على حدة مضطرة للدفاع عن نفسها ضد الاستفزازات الإيرانية المستمرة، ولا شك أن انطلاق هذا السباق النووي لا يعني أنه نقطة النهاية، بل هو بالأحرى نقطة البداية، فالسلاح النووي بحد ذاته ليس سلاحاً مكتملاً مستقلاً بذاته، بل هو منظومة تسليحية مبنية على عدد من منظومات التسلح الرديفة أو الداعمة إن صح التعبير.
عادة ما تكون منظومة السلاح النووي بحاجة إلى قاذفات إستراتيجية كمنظومة تسليح أخرى مكملة لها، والقاذفات الإستراتيجية هي طائرات لها قدرة على حمل القنابل النووية أو غيرها، ويمكنها التحليق بعيداً عن أجهزة الرصد والتتبع التابعة لمحطات الدفاع الجوي، وتستطيع إلقاء الرؤوس النووية من علو شاهق، وقادرة على تجنب الصواريخ المضادة للطائرات، وتعد أيضاً الصواريخ الإستراتيجية بعيدة المدى العابرة للقارات، والقادرة أيضاً على حمل رؤوس نووية، أحد أركان منظومة التسليح المكملة لمنظومة السلاح النووي، وإحدى أدواتها المهمة والأساسية.
تخطئ الدول العظمى -وإيران أيضاً- إذا اعتقدوا أن المملكة ستظل في حالة انتظار وترقب لما تجود به قريحة الدول العظمى والمؤسسات الدولية الرسمية للكيفية التي يمكنهم من خلالها تحجيم الدور الإيراني؛ سواء من خلال إصدار بعض التصريحات والتهديدات البراقة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، أو من خلال التلويح بتطبيق ما يسمى بالمبادئ والقوانين والأعراف الدولية التي يعلم الجميع دون مواربة بأنها أقرب إلى الشعارات التي تزين بها المؤسسات الدولية أوراقها الرسمية فحسب، فالمملكة لها مقدراتها وخططها التنموية التي لا يمكن أن تضعها رهينة للعبث الإيراني وتخاذل المجتمع الدولي.
وفي المقابل، فإن هناك عدداً من السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تطبقها الدول العظمى -لكبح جماح التسلح النووي- وهو أن تسعى إلى تدمير -أو إلى تخريب- المفاعلات النووية الإيرانية سراً، من خلال عملائها المنتشرين داخل الدولة الفارسية، دون الإعلان بشكل رسمي عن ضربات تقودها أي مؤسسة دولية من أي نوع، وذلك لتصفية النشاط النووي الإيراني وشل أجنحته وتكبيده الكثير من الخسائر الفادحة، مع تجنب تلقي أية اتهامات إيرانية رسمية بشأن ضلوعها في الهجوم على المنشآت الإيرانية النووية، وهذا السيناريو السري تطبقه طهران أساساً في كل حروبها في المنطقة.
أما السيناريو الآخر -وربما الأكثر ترجيحاً- هو أن تقوم إحدى الدول القلقة من التسلح النووي الإيراني كإسرائيل، بتنفيذ هجوم سريع وضارٍ على أحد الأهداف الإيرانية، مثل قصف منشأة نووية أو ضرب وحدة من المفاعل النووي، أو اغتيال شخصية مرموقة تمثل أحد أركان المنظومة النووية الإيرانية، وذلك تحت حماية أمريكية من شأنها شلّ القدرات الإيرانية على الرد على مثل هذا الهجوم أو حتى الانتقام، لأن أي رد من أي نوع ستكون له عواقب وخيمة لا يزال النظام الإيراني غير قادر على تحملها حتى اللحظة الراهنة.
بصفة شخصية لا أعتقد أن طهران لديها القدرة على مواجهة دولية في حال تدمير مفاعلاتها النووية، فمنذ أن ذاقت إيران مرارة الهزيمة ودفعت الثمن الباهظ لحرب الخليج الأولى التي خاضتها ضد العراق وهي تعرف جيداً أن خوضها لأي حرب أخرى يعني النهاية الحتمية لنظامها الهش، والذي يبدو أنه في أواخر مراحل صموده بعد العصف الكاسح الذي تعاني منه البلد نتيجة العقوبات الاقتصادية والعزلة السياسية والمقاطعة الإقليمية، ومن المؤكد أن إيران تذكر جيداً مغامرة العراق النووية، التي بدأت في السبعينات بتطوير المفاعل النووي، وانتهت بمجرد قرب اكتمال المشروع عندما أعطت الدول الغربية الضوء الأخضر لأقرب حليف لها في المنطقة لدكه بالكامل، ولعل الدول الغربية أرادت تلقين العراق درساً مؤلماً بتدمير المفاعل عقب قرب اكتماله، لأنها كانت مدركة جيداً أن تدميره في البداية لن يجعل العراق يخسر كثيراً، فالمشروع كان لا يزال في بدايته واحتمالية نجاحه لم تكن مؤكدة بعد.
عادة ما تكون منظومة السلاح النووي بحاجة إلى قاذفات إستراتيجية كمنظومة تسليح أخرى مكملة لها، والقاذفات الإستراتيجية هي طائرات لها قدرة على حمل القنابل النووية أو غيرها، ويمكنها التحليق بعيداً عن أجهزة الرصد والتتبع التابعة لمحطات الدفاع الجوي، وتستطيع إلقاء الرؤوس النووية من علو شاهق، وقادرة على تجنب الصواريخ المضادة للطائرات، وتعد أيضاً الصواريخ الإستراتيجية بعيدة المدى العابرة للقارات، والقادرة أيضاً على حمل رؤوس نووية، أحد أركان منظومة التسليح المكملة لمنظومة السلاح النووي، وإحدى أدواتها المهمة والأساسية.
تخطئ الدول العظمى -وإيران أيضاً- إذا اعتقدوا أن المملكة ستظل في حالة انتظار وترقب لما تجود به قريحة الدول العظمى والمؤسسات الدولية الرسمية للكيفية التي يمكنهم من خلالها تحجيم الدور الإيراني؛ سواء من خلال إصدار بعض التصريحات والتهديدات البراقة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، أو من خلال التلويح بتطبيق ما يسمى بالمبادئ والقوانين والأعراف الدولية التي يعلم الجميع دون مواربة بأنها أقرب إلى الشعارات التي تزين بها المؤسسات الدولية أوراقها الرسمية فحسب، فالمملكة لها مقدراتها وخططها التنموية التي لا يمكن أن تضعها رهينة للعبث الإيراني وتخاذل المجتمع الدولي.
وفي المقابل، فإن هناك عدداً من السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تطبقها الدول العظمى -لكبح جماح التسلح النووي- وهو أن تسعى إلى تدمير -أو إلى تخريب- المفاعلات النووية الإيرانية سراً، من خلال عملائها المنتشرين داخل الدولة الفارسية، دون الإعلان بشكل رسمي عن ضربات تقودها أي مؤسسة دولية من أي نوع، وذلك لتصفية النشاط النووي الإيراني وشل أجنحته وتكبيده الكثير من الخسائر الفادحة، مع تجنب تلقي أية اتهامات إيرانية رسمية بشأن ضلوعها في الهجوم على المنشآت الإيرانية النووية، وهذا السيناريو السري تطبقه طهران أساساً في كل حروبها في المنطقة.
أما السيناريو الآخر -وربما الأكثر ترجيحاً- هو أن تقوم إحدى الدول القلقة من التسلح النووي الإيراني كإسرائيل، بتنفيذ هجوم سريع وضارٍ على أحد الأهداف الإيرانية، مثل قصف منشأة نووية أو ضرب وحدة من المفاعل النووي، أو اغتيال شخصية مرموقة تمثل أحد أركان المنظومة النووية الإيرانية، وذلك تحت حماية أمريكية من شأنها شلّ القدرات الإيرانية على الرد على مثل هذا الهجوم أو حتى الانتقام، لأن أي رد من أي نوع ستكون له عواقب وخيمة لا يزال النظام الإيراني غير قادر على تحملها حتى اللحظة الراهنة.
بصفة شخصية لا أعتقد أن طهران لديها القدرة على مواجهة دولية في حال تدمير مفاعلاتها النووية، فمنذ أن ذاقت إيران مرارة الهزيمة ودفعت الثمن الباهظ لحرب الخليج الأولى التي خاضتها ضد العراق وهي تعرف جيداً أن خوضها لأي حرب أخرى يعني النهاية الحتمية لنظامها الهش، والذي يبدو أنه في أواخر مراحل صموده بعد العصف الكاسح الذي تعاني منه البلد نتيجة العقوبات الاقتصادية والعزلة السياسية والمقاطعة الإقليمية، ومن المؤكد أن إيران تذكر جيداً مغامرة العراق النووية، التي بدأت في السبعينات بتطوير المفاعل النووي، وانتهت بمجرد قرب اكتمال المشروع عندما أعطت الدول الغربية الضوء الأخضر لأقرب حليف لها في المنطقة لدكه بالكامل، ولعل الدول الغربية أرادت تلقين العراق درساً مؤلماً بتدمير المفاعل عقب قرب اكتماله، لأنها كانت مدركة جيداً أن تدميره في البداية لن يجعل العراق يخسر كثيراً، فالمشروع كان لا يزال في بدايته واحتمالية نجاحه لم تكن مؤكدة بعد.