أخبار

لا شرعية.. لانتخابات المجرم بشار.. الخلافات بين الدول أثّرت على ثورتنا

السعودية عمقنا الاستراتيجي.. رئيس الائتلاف السوري لـ «عكاظ»:

حاوره: عبدالله الغضوي GhadawiAbdullah@

بينما يتزايد التذمر الشعبي من أداء الائتلاف الوطني السوري المعارض، يأتي الرئيس الجديد للائتلاف سالم عبدالعزيز المسلط ليقدم وعودا جدية بإعادة الثقة الشعبية للائتلاف وتوسيع دائرة المشاركة السورية.

المسلط الرجل التوافقي الذي تسلم رئاسة الائتلاف الشهر الماضي، خص صحيفة «عكاظ» بحوار صحفي موسع ومفصل حول العلاقة مع الداخل والخارج، خصوصا العلاقة مع الدول العربية وتركيا والغرب، ليؤكد رغبة الائتلاف بالتوازن في العلاقة بين تركيا ودول الخليج، مؤكدا أن دول الخليج، خصوصا المملكة هي الرافعة الحقيقية للشعب السوري وقضيته العادلة. وكشف عن زيارة قريبة للائتلاف إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه لم يحدد موعد هذه الزيارة، مشيرا إلى وجود ملفات عديدة وحيوية لمناقشتها مع الجانب الأمريكي، على رأسها المسار السياسي والمعطل حتى الآن. وإلى نص الحوار:

• ما أولوية الائتلاف في هذه المرحلة، وما أول ملف على طاولة «عبد العزيز المسلط»؟

•• الائتلاف مؤسسة لكل السوريين، وهذا يفرض علينا تعزيز هذا التوجه بمشاركة كل أطياف الشعبي السوري، فهو غير مقتصر على 84 عضواً، ونحن حريصون كل الحرص على أن نبدأ بداية صحيحة، نستمع من خلالها لأصوات الناس ومطالبهم من الائتلاف وملاحظاتهم على أدائه، لكن في الوقت ذاته نميّز بين النصح الذي غايته تصحيح المسار، وإشاعة الفوضى وإثارة الخلافات التي لا طائل منها.

وبالطبع لا يوجد مؤسسة سواء من مؤسسات المعارضة أو غيرها خالية من الأخطاء، لكن أول خطوة في تصحيح المسار تتمثل في تمكين وتقوية أرضية الائتلاف، وقاعدة الائتلاف الأولى ومرجعيته هي القرب من الشعب السوري، أما الأمر الثاني فهو إجراء تعديلات على النظام الداخلي للائتلاف، عبر صياغة الرؤية السياسية التي تتماشى مع المستجدات، فالرؤية السياسية القديمة المعمول بها صيغت عام 2015، لم تعد صالحة بعد 6 سنوات، حيث طرأت الكثير من المتغيرات على الملف السوري، كما تم إقرار الخطاب الوطني الجامع، وهو قيد العمل.

وهنا لا بد من القول، إنه من الضروري -وهذا ما نعمل عليه- تعزيز الائتلاف بشخصيات اعتبارية من كافة المكونات السورية، وتعزيز مكانة الائتلاف في محيطه العربي.

• لكن في كل مرحلة رئاسية يتحدث الرؤساء الجدد بنفس اللغة، ويقولون يجب أن نكون قريبين من الشعب السوري، وأن نعيد ترتيب صفوفنا وتوسيع قاعدتنا الشعبية، ولا يتحقق شيء؟

•• نحن نتكلم عن القرب من الحاضنة الشعبية بمفهوم جديد يمكن الناس من المشاركة في الائتلاف، ورؤية سياسية تضمن كافة الحقوق لجميع مكونات الشعب السوري، والخطاب الوطني الجامع هو الخطوة الأولى في إقامة حوار مع الشعب السوري.

• ما الجديد في الرؤية السياسية التي يقدمها الائتلاف؟

•• نحن حريصون على أن تكون لغة الائتلاف هي لغة الشعب في الداخل السوري، لكن مهمة الائتلاف مهمة سياسية، ما يجعل تصحيح مسار الائتلاف أولوية لتحقيق ذلك، والتصحيح من خلال ترسيخ ثوابت الثورة، والالتزام بالحل الإستراتيجي وهو المسار السياسي ومواكبة التطورات.

• ولكن الحاضنة الشعبية بحاجة لمجريات عملية وترميم الفجوات، فماذا ستقدمون؟

•• نسعى لتعزيز تمثيل هذه المكونات في الائتلاف، ودمج المكونات من خارج الائتلاف داخله، فهناك هيئات سياسية ممثلة لبعض المحافظات، سنعمل على دمجها بالائتلاف وتمثيلها في الائتلاف قريبا.

• تتحدث كثيرا عن الداخل.. ولكن البعض يرى أنكم منفصلون عن الداخل؟

•• على العكس نحن على تماس مباشر مع الداخل السوري، وفي بعض الأحيان وجودك خارج سورية يسهل عليك إيصال الرسالة للمجتمع الدولي، وأيضا لدينا أكثر من 18 عضوا يتواجدون بشكل كامل في الداخل، ولكن ما زلنا نواجه تحديات كثيرة، وهنا لا بد من القول نحن نحتاج إلى العمق العربي والإقليمي وخصوصا المملكة العربية السعودية التي لم تتأخر عن دعم تطلعات الشعب السوري منذ بداية الثورة.

• هل سيكون توسيع قاعدة الائتلاف باتجاه الداخل أكثر أم باتجاه التيارات السياسية؟

•• نحتاج إلى التيارات السياسية والتيار الداخلي، وبعض السياسيين خارج سورية لكنهم يحملون الهوية والهم السوري، بغض النظر عن مكان إقامتهم.. الداخل وتعزيزه مهم لنا بالنسبة للائتلاف، والشخصيات الاعتبارية ذات المكانة نحاول التقارب معها، وقريبا سيظهر ذلك للعلن، فنحن نحتاج بعض الشخصيات الكبيرة كمرجعية ومستشارين لتوجيهنا وتصويبنا.

• من الانتقادات ضد الائتلاف، نظام المحاصصة، هل تتدخل في هذا الأمر؟

•• هناك مبالغة في بعض الأمور تطال الائتلاف، وقد طوينا سلبيات صفحة الأمس، وأنا أتحمل مسؤولية كلامي وأعد بنقلة إيجابية في مسار الائتلاف داخليا ودوليا، التي تأتي بالشفافية أولاً.

• فرنسا من الدول اللاعبة في الأزمة السورية.. ولكنها ابتعدت عنكم، وهي أكثر قربا من الإدارة الذاتية، ما السبب؟

•• هناك موضوع الخلافات بين الدول وهذه الخلافات أثرت على الائتلاف، ووضع الداخل السوري وما جرى شرق الفرات، ووجود الـpyd أثر على علاقة الائتلاف بالدول، وتقديم المساعدات الإنسانية لمناطق معينة، ودعم مكونات معينة من المعارضة.

• كيف تتعاملون مع التغير في موقف الإدارة الأمريكية مع الائتلاف؟

•• تغيرت الإدارة الأمريكية بشكل كامل، ولكن مصالحهم الأمنية تظل ثابتة، فالشق الأمني لم يتغير في سورية، ولكن الموقف السياسي تغير، وقد حدث لقاء مع الوفد الأمريكي، هناك تغير في المكلفين بالملف السوري، ولمسنا اهتماما حاليا منهم.

• وهل جرت اتصالات مهمة مع واشنطن؟

•• هناك تواصل، نأمل أن يكون إيجابيا، والمعطيات مشجعة، نتمنى ترجمتها على أرض الواقع، والمشكلة مع الولايات المتحدة دعمها اللامحدود لقسد، وهاجسهم الأول «داعش» والقضاء عليه، وقد طلبنا زيارة للولايات المتحدة ونتوقع أن تحدث قريبا.

• ما الملف الذي يحمله الائتلاف لواشنطن في حال تمت الزيارة؟

•• ملفات كثيرة.. ملف هيئة التفاوض واللجنة الدستورية.. المسار السياسي.. الملف الإنساني وتحسين الأوضاع المعيشية.. البنى التحتية.. الملف الصحي والتعليمي.. وأهمها دفع المسار السياسي.

• هل جرى تواصل مع الجانب الروسي؟

•• في هذه الفترة لم يجر تواصل مع الجانب الروسي، ولكن وفد أستانة قام بتزويدنا بتقريره، دون تواصل مباشر بين الائتلاف وروسيا.

• مسار أستانة وجنيف متباعدان إلى حد ما.. وهناك تصعيد في درعا وإدلب.. كيف يسير الائتلاف في مسار يشارك به القتلة، على حد تعبير الائتلاف نفسه؟

•• مسار أستانة صناعة روسية، واستحدث لسحب البساط من مسار جنيف، ولكنه كان مسارا عسكريا، لوقف العنف، إلا أن روسيا أقحمت فيه الملفات السياسية كاللجنة الدستورية التي أقرت بسوتشي، ولكن الائتلاف يولي مسار جنيف الاهتمام، بغض النظر عن تجاوز السلة الأولى نزولا عند رغبة روسيا، والائتلاف داعم لهيئة التفاوض واللجنة الدستورية.

وفي المحصلة، الائتلاف مع النتائج، مثلا إذا كانت مخرجات أستانة تعني وقف القتال فنحن ندعمها، والاتفاق الذي حصل بين تركيا وروسيا خدم الداخل السوري، فنحن معنيون بنتائج الاتفاق، ولو لم يحدث الاتفاق لكان الوضع كارثيا، وفي الواقع النقاشات في أستانة بين الدول الضامنة والوفد السوري المعارض تنقل الصورة ومتطلبات الشعب ورؤيتهم للحل، ولأن الوفد عسكري بالأصل.

• الائتلاف يرغب بالتوجه للدول العربية، وهناك خلافات واضحة بين الدول العربية وتركيا.. كيف يتصرف الائتلاف وفق هذه المعادلة الصعبة؟

•• تركيا لا شك داعمة لمواقفنا، وهي أيضا تدعم عودة العلاقات بين الائتلاف والدول العربية، ونحن حريصون على أن تكون العلاقات جيدة بين تركيا والدول العربية، وهذه المعادلة (العربية – التركية) من شأنها وقف مخطط إيران في حال وجود تحالف خليجي تركي، ونحن نعتبر أمن دول الجوار وأي دولة عربية من أمن سورية، ونرى التوغل الإيراني في سورية والعراق واليمن واستهداف السعودية بسبب الخلافات بين الدول الذي منح إيران فرصة التمدد.

ودعني أقول إن المملكة العربية السعودية لم تتأخر يوما عن دعم الشعب السوري على المستوى الإغاثي والسياسي، ودعت إلى مؤتمري الرياض 1 والرياض 2، كما ترتبط سورية مع المملكة العربية السعودية بعلاقات عائلية وأخوية تاريخية، ونحن نرى أن المملكة هي العمق الإستراتيجي لسورية، لذا من الطبيعي أن تكون تحركاتنا الخارجية باتجاه السعودية ودول الخليج.. وهذا لا يمكن أن يخالف مصالح أي دولة داعمة للشعب السوري.

• هل يمكن للائتلاف الاختيار بين العمق العربي والدعم التركي الذي تفرضه الجغرافية؟

•• البيئة الصالحة للثورة السورية هي التوافقات بين الدول كما كانت في بداية الثورة، أما الخلافات السياسية الحالية فهي قابلة للزوال، ومصلحة تركيا تقتضي العلاقات الجيدة مع الدول العربية، والمحيط مهم بالنسبة لنا، ونحن الآن أمام إيران الراعية الأولى والأخيرة للإرهاب في المنطقة، وكل التنظيمات أذرع لها.. المعارضة الآن بحاجة لجميع الدول وتوافق الدول من مصلحة الائتلاف والشعب السوري، وكل هذه الخلافات الإقليمية والدولية انعكست على الملف السوري.

• بين الحين والآخر تنتشر أنباء حول تواصل إخوان سورية مع إيران.. ما حقيقة ذلك؟

•• حسب معلوماتنا من تأسيس الائتلاف لم نشهد شيئا من ذلك من أي مكون من مكونات الائتلاف.

• لا تزال هيئة التفاوض تخضع لتجاذبات، أين وصلت هذه الأزمة؟

•• هناك لجنة معنية بالتواصل مع كافة الأحزاب السياسية سواء مكونات الائتلاف أو خارجه، ما يعزز دور السوريين، وهيئة التفاوض حرصت على العلاقات البينية الجيدة وفيها أحزاب لها تاريخ، ولكن هناك بعض المعوقات التي تعتريها، ونحن ندعم عودتها لنشاطها الطبيعي، والمملكة عقدت مؤتمرا لحل ذلك، لكن الفشل سيؤثر علينا جميعا.. ونسعى لتصحيح كافة المسارات والسماع للكل ونقدم دعمنا الكامل لهيئة التفاوض واللجنة الدستورية.

• ظهرت تشكيلات كالجبهة الوطنية وهيئة التنسيق.. هل تم التواصل بينكم؟

•• لم يتم التواصل مع هذا المكون، ولا أعتقد أن هناك تشكيلا سيكون بحجم الائتلاف وعدده وتمثيله، وأي شخص أو مكون قادر على رفع المعاناة عن السوريين أؤيده بقوة أيا يكن من داخل الائتلاف أو خارجه.

• كيف ينظر الائتلاف لتعدد التجمعات المعارضة؟

•• الائتلاف مفتوحة أبوابه أمام الجميع ضمن ضوابط محددة لأصحاب المواقف الوطنية والمتفقين على ترحيل النظام.

• هل يمكن أن تكون «جود» ضمن الائتلاف؟

•• لا أعرف كافة مكوناته، إذا كانت لا تؤمن بإسقاط النظام أو غير مؤمنة بوحدة سورية.

• العلاقة شبه منقطعة بين الائتلاف ومجلس سورية الديمقراطية، فما هي محددات العلاقة بين الائتلاف كمؤسسة معارضة ومسد؟

•• Pyd أو حزب الاتحاد الديموقراطي الذي يسيطر على مناطق شمال شرق سورية، حامل أجندة النظام وتسليحه من النظام في وقت من الأوقات، وهم الراعي الأساسي لمجلس سورية الديمقراطية، ونحن نرى أن مثل هذه الأحزاب الانفصالية كارثية على المنطقة.

• ولكنكم تتفاوضون مع النظام السوري ذاته؟

•• حين نفاوض تكون المفاوضات مع النظام عبر المنظمات الأممية، في حين المليشيات الانفصالية لا يمكن التعامل معها.. فالأمر مختلف في الحالتين.

• في حال تم التوافق على وجود بشار الأسد في الحكم، هل يقبل الائتلاف بوجوده في المرحلة الانتقالية أو ما بعدها؟

•• الائتلاف يرفض وجود بشار الأسد المجرم بحجم هذه الجرائم، كما أن انتخاباته لا شرعية، ولو سحب ت روسيا دعمها يسقط فورا، والدول ليست جاهلة بطبيعة هذا النظام لتدعم نظاما مستبدا فاشلا، وحين أشيعت إعادة العلاقات مع النظام من بعض الدول، طبقت الولايات والاتحاد عدة عقوبات، وبالتأكيد لا يوجد سوري عنده كرامة يقبل وجوده، ولا يقبل الائتلاف وجود حكومة تشاركية مع النظام، ومن يقبل بوجود بشار الأسد فوجوده كموال أنسب له، ونحن ملتزمون بالقرارات الداعية للتغيير السياسي والمفاوضات على مدى سنوات ولا يمكن العودة للمربع الأول.