حرب الأيام التسعة
الاثنين / 08 / محرم / 1443 هـ الاثنين 16 أغسطس 2021 01:16
عبدالرحمن الطريري
هل يصح أن نسمي ما يحدث في أفغانستان حربا؟ من زاوية لم يحارب أحد طالبان في سيطرتها على المحافظات على طريقة تساقط حبات الدومينو، وربما يكون الوصف الأقرب مسرحية هزيلة النص، من زاوية أن المخرج استعجل النهاية، وصدم حتى بعض الممثلين على المسرح والمتأهبين من حوله.
يأتي هذا الانسحاب بعد حوالى عشرين سنة من حادثة الحادي عشر من سبتمبر، وربما من المفيد سياسيا الحديث في الذكرى العشرين عن سحب القوات أخيرا بعد خسائر بشرية ومادية فادحة، حيث قدر البنتاغون الكلفة العسكرية للأعمال الميدانية بما يتجاوز ثمانمائة مليون دولار، وبمقارنة مع حروب أخرى خاضتها واشنطن في العراق وغيرها أعتقد أن الرقم يتجاوز ذلك كثيرا.
ولكن أي رسالة تمنحها طالبان للرئيس بايدن وهي تصر على التهام كابل قبل حلول الذكرى، أليست هذه الحركة التي دعمت وتحالفت من تنظيم القاعدة الذي تسبب في تلك الحادثة، الأمن ليس مضرا لصورة أمريكا القوية، وسمعتها كحليف غير موثوق به مقارنة بالنموذج الروسي في عدة مواقع.
بل ربما يسأل المتابع الأمريكي على ماذا كانت إدارة ترمب ومن بعده إدارة بايدن تفاوض طالبان، وهل طالبان لم تأخذ واشنطن بجدية، وعرفت أن فاتورة الخسائر قد حسمت قرار واشنطن بالمغادرة أيا كان رد فعل طالبان، أم أن اتفاق الإدارة الأمريكية في حقيقة الأمر كان وبلغة العقاريين «تسليم مفتاح».
وربما لو عدنا بالذاكرة إلى ما قبل 2001، أليست أفغانستان هذه التي أدركت واشنطن أنها مستنقع الطين، واستمتعت بسيقان الاتحاد السوفييتي وهي تغوص فيه، فلماذا اختارت الدخول المباشر وقد كانت تستطيع عبر قصف جوي تحقيق نتائج أكثر مما بقي اليوم.
يظل دخول أفغانستان لديه مسوغ أكثر من دخول العراق، نتفهم أن تنظيم القاعدة كان في أفغانستان، والألم الذي أصاب الفيل كبير، وكان يجب أن يطأ الجميع ليعيد لشعبه الشعور بالأمان، أما خطأ دخول العراق، وخطيئة هدم النظام وإعادة بنائه فخطيئة لا تغتفر.
في العراق قرر أوباما إعادة الجنود، وكما حصل في أفغانستان يتساقط الجيش المفترض أنه مدرب تدريبا احترافيا، ويصل السلاح الأمريكي بكل سهولة لمن يفترض أنهم خصوم واشنطن وحركات إرهابية، ثم يعود أوباما مجددا ليضطر لتشكيل تحالف دولي لمكافحة داعش، بعد أن وصفها يوما بأنها خطر بعيد عنه، وكذلك اضطر بايدن لإرسال 3000 جندي لإجلاء الدبلوماسيين، بعد أن شارفت كابل على السقوط في يد طالبان بعد تسعة أيام فقط.
وتظل القاعدة الأمريكية الثابتة في دخول الحروب وفي الانسحاب من المعركة، غياب خطة اليوم الثاني، مما يخلق ارتباكا لدى الحلفاء في البداية، وصدمة من مفاجآت العشاء الأخير.
يأتي هذا الانسحاب بعد حوالى عشرين سنة من حادثة الحادي عشر من سبتمبر، وربما من المفيد سياسيا الحديث في الذكرى العشرين عن سحب القوات أخيرا بعد خسائر بشرية ومادية فادحة، حيث قدر البنتاغون الكلفة العسكرية للأعمال الميدانية بما يتجاوز ثمانمائة مليون دولار، وبمقارنة مع حروب أخرى خاضتها واشنطن في العراق وغيرها أعتقد أن الرقم يتجاوز ذلك كثيرا.
ولكن أي رسالة تمنحها طالبان للرئيس بايدن وهي تصر على التهام كابل قبل حلول الذكرى، أليست هذه الحركة التي دعمت وتحالفت من تنظيم القاعدة الذي تسبب في تلك الحادثة، الأمن ليس مضرا لصورة أمريكا القوية، وسمعتها كحليف غير موثوق به مقارنة بالنموذج الروسي في عدة مواقع.
بل ربما يسأل المتابع الأمريكي على ماذا كانت إدارة ترمب ومن بعده إدارة بايدن تفاوض طالبان، وهل طالبان لم تأخذ واشنطن بجدية، وعرفت أن فاتورة الخسائر قد حسمت قرار واشنطن بالمغادرة أيا كان رد فعل طالبان، أم أن اتفاق الإدارة الأمريكية في حقيقة الأمر كان وبلغة العقاريين «تسليم مفتاح».
وربما لو عدنا بالذاكرة إلى ما قبل 2001، أليست أفغانستان هذه التي أدركت واشنطن أنها مستنقع الطين، واستمتعت بسيقان الاتحاد السوفييتي وهي تغوص فيه، فلماذا اختارت الدخول المباشر وقد كانت تستطيع عبر قصف جوي تحقيق نتائج أكثر مما بقي اليوم.
يظل دخول أفغانستان لديه مسوغ أكثر من دخول العراق، نتفهم أن تنظيم القاعدة كان في أفغانستان، والألم الذي أصاب الفيل كبير، وكان يجب أن يطأ الجميع ليعيد لشعبه الشعور بالأمان، أما خطأ دخول العراق، وخطيئة هدم النظام وإعادة بنائه فخطيئة لا تغتفر.
في العراق قرر أوباما إعادة الجنود، وكما حصل في أفغانستان يتساقط الجيش المفترض أنه مدرب تدريبا احترافيا، ويصل السلاح الأمريكي بكل سهولة لمن يفترض أنهم خصوم واشنطن وحركات إرهابية، ثم يعود أوباما مجددا ليضطر لتشكيل تحالف دولي لمكافحة داعش، بعد أن وصفها يوما بأنها خطر بعيد عنه، وكذلك اضطر بايدن لإرسال 3000 جندي لإجلاء الدبلوماسيين، بعد أن شارفت كابل على السقوط في يد طالبان بعد تسعة أيام فقط.
وتظل القاعدة الأمريكية الثابتة في دخول الحروب وفي الانسحاب من المعركة، غياب خطة اليوم الثاني، مما يخلق ارتباكا لدى الحلفاء في البداية، وصدمة من مفاجآت العشاء الأخير.