كتاب ومقالات

التعليم.. كفاءات لا محسوبيات

شغب

هيلة المشوح

تحديات كبرى واجهها وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ منذ استهل عمله في الوزارة في ديسمبر ٢٠١٨م حتى اليوم، بدأها بعملية تطهير واسعة في الوزارة لاجتثاث المنهج الخفي وكوادره المتمرسة في قطاعات التعليم، ونفض أرشيف طويل من التشدد والاختراقات الفكرية، وعقود من التعبئة والمخرجات الخاطئة التي تم دسها في المناهج والمقررات، إضافةً إلى تطوير شامل في آلية عمل الوزارة انعكس على عملية تعليمية متطورة تنافس في تقنياتها أكثر الدول تقدماً وتطوراً، بل إننا دخلنا فعلياً التنافسية العالمية في اختبارات التيمز والبيزا والبيرلز،

وخرجنا بنتائج متفاوتة ومرضية.

دشنت وزارة التعليم قبل أسبوعين منصة جديدة غاية في الأهمية، وبتطلعات تضعنا أمام المستقبل بكل تجرد، ألا وهي منصة «قادة المستقبل»، وهي منصة واعدة وبرنامج متكامل يتيح الفرص لأبناء الوطن بالترشح للمناصب القيادية في قطاع التعليم ممن هم على رأس العمل من الأكاديميين والأكاديميات، والتربويين والتربويات، والإداريين والإداريات، وإعدادهم كصف ثانٍ لشغل المناصب القيادية دون محسوبيات أو إجراءات تقليدية تقيد الكفاءات وتقدم غيرها، بل إنها تمنح المتقدم فرصة التقدم مباشرة على المنصة للترشح للمناصب القيادية من خلال نافذة جديدة ستغلق معها أبواباًً كثيرة من أساليب الفرز التقليدية، ووفق معايير محددة تنطلق من مبدأ تكافؤ الفرص في اختيار واستقطاب الكفاءات الوطنية، وهذه المنصة تعد قفزة مهمة في إدارة العملية التعليمية، ونقلة نوعية باتجاه الشفافية والنزاهة الكاملة في السلم الإداري للوزارة ستلغي كل العوائق أمام كل مبدع ومتميز وطموح، وهي خطوة يثبت بها معالي وزير التعليم أن عملية النهوض بقطاع التعليم ليس لها حدود، وأن عجلة التطوير مستمرة بلا توقف، وأن المواقع القيادية في وزارة التعليم بكافة مسمياتها وسلمها الإداري كانت بحاجة إلى وسيلة اختبار وفق معايير عادلة لا تخضع للمحسوبية أو الشللية أو أي وصايات فكرية، أو توارث للبيروقراطية التي أنهكت المؤسسة الوطنية في إعداد وتأهيل الإنسان، حيث إن هناك الكثير من القيادات لم يبعدها عن المناصب سوى الموت أو التقاعد، وما زالت تدير العمل بطريقة تقليدية، وحرمت الكثير من الطاقات والكفاءات البشرية الشابة والمؤهلة المملوءة بالشغف للعمل برؤية مختلفة ومتطورة في قطاع التعليم.

أخيراً:

منصة «قادة المستقبل» سوف تعنى بأهم المفاصل الحيوية في قطاع التعليم، وهو «العنصر البشري» المؤهل للقيادة، ومنصة عادلة ومنصفة للمميزين لاستثمار قدراتهم لمواقع المسؤولية التي يستحقونها، وهي بالتأكيد لبنة جديدة وطموحة في كيان وزارة التعليم المتجدد دوماً.