كتاب ومقالات

الصور والرسائل

منى العتيبي

مرّتني وأنا أتصفح تطبيق الواتس آب صور تجمع بين أمير تبوك صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز وعدد من الشباب والمتنزهين بالكورنيش الشمالي بمحافظة حقل. وفي الصور يجلس أمير المنطقة مع الشباب بشكل مبتسم بسيط وعفوي ودون رسمية «البشت».

الصور تستنطق أموراً عدة مهمة تخص الشباب ومستقبلهم وطريقة توجيههم نحو ما يريده الوطن منهم، أولها الاندماج مع مظاهر الشباب والجلوس معهم وتبادل الأحاديث والاستماع لهم بعيداً عن إطار الرسمية، هذا الأمر يعطيهم صفة المصاحبة التي بدورها تعزز لديهم الحس بالمسؤولية؛ لأنهم سيستشعرون المكانة التي نالوها عندما جلس معهم المسؤول الأول عنهم مختصراً المسافات بينهم، سائلاً عن أحوالهم ومستمعاً إلى هوامش حكاياتهم التي قد يعتقدون أنها غير مهمة.

الأمر الثاني الذي استنطقته الصور المتداولة هو الرسالة التي يقدمها سمو الأمير إلى البيوت والمؤسسات ومقار دراسة وأعمال الشباب في رعايتهم واحتوائهم واحترامهم والذكاء في نصحهم، فيجب أن يكون المسؤول عنهم ذكيّاً في تمرير رسائله ونصائحه إليهم وإعطائهم مساحة من الحرية التي تسهم في تحقيق أحلامهم وإنجاز إبداعهم وبث روح الحماس لديهم. هذا الأسلوب يدعم بناء جسور الثقة بين الأب والأبناء وبين المدير وموظفيه الشباب وبين أي مسؤول عنهم أينما كان موقعه، فجسور الثقة إذا بُنيت كسبنا بناء مستقبل الوطن في ظل ثقة الشباب بقدراتهم وإمكاناتهم.

وقد استطاع سمو أمير منطقة تبوك أن يفعل ذلك ويمرر رسائله النابعة من ثقته بأن الشباب هم ركيزة تحقيقها، حيث أخبرهم حينها بأن الإنسان السعودي هو كنز هذا الوطن العظيم لما يتمتع به من تميز وحماس وإبداع ودقة في عمله، وهنا عظّم مكانة الشباب الوطنية، وألقى عليهم المسؤولية في مجلسه البسيط معهم. كما لفت انتباههم إلى حاجة المنطقة لسواعدهم والاعتزاز بما يتحقق في المحافظة من نموٍّ ورخاءٍ مؤكداً أن محافظة حقل مقبلة على نقلة نوعية وكبيرة شأنها شأن كل مدن ومحافظات المنطقة الساحلية، لما تضمه من مشاريع رؤية 2030 العملاقة فيها، وهنا يقدم لهم رسالة استثمارية تدعو الشباب إلى رفع سقف همتهم والاستفادة الذكية من تلك المشاريع وفرصها الاستثمارية والوظيفية والتدريبية وبرامج الابتعاث فيها.

كما قدم في مجلسه البسيط والترفيهي مع الشباب رسالة تربوية تأخذ طابع الحرص والخوف عليهم في سياق الحوار اللطيف ومرر لهم رسائله في هذا الشأن، ودعاهم إلى التمسك بديننا الحنيف وعادات المملكة القيمة والحرص على هذه البلاد العظيمة.