شعراء المناسبات.. هل ما يكتبونه شعر أم شعير ؟!
الجمعة / 12 / محرم / 1443 هـ الجمعة 20 أغسطس 2021 01:45
علي فايع (أبها) alma3e@
كثيراً ما يُدخل الشاعر نفسه في متاهات كثيرة حينما يقحم قصيدته الشعرية في كل مجال، فتارة يكتب في السياسة، وتارة في الحب، وأخرى في الفنّ، ويكتب في مناسبات المجتمع المختلفة سواء كانت صغيرة أم كبيرة، فهل ما يكتبه هؤلاء الشعراء شعر أم شعير؟!
وهل على الشاعر واجب المشاركة في مثل هذه المناسبات؟ وهل يحق لنا -إن تفاعل الشعراء مع هذه المناسبات - أن نسأل عن هذا الشعر أو أن نحاكمه؟!
شعراء ومهتمون تفاعلوا مع هذه التساؤلات، وكانت لهم آراؤهم التي اختلفت بحسب رؤية كلّ شخص للشعر ومنظوره إن كان منتجاً للشعر أو قارئاً له.
إذ يرى الشاعر عصام فقيري ابتداء أنّ الشاعر هنا ليس مكلفاً بالكتابة في كل مناسبة، وإن فعل فهو لا يعرف الشعر، ولا يقدر قيمته. ويضيف: إن شارك فهذا شعير لا شعر!
فيما يُرجع الكاتب علي القاسمي هذا التسابق المحموم إلى حبّ الظهور، وإغراء الضوء دون التدقيق في المحتوى المقدم، ويؤكد أنّ جلّ ما يُكتب شعير بلا طعم!
أما الشاعر أحمد السيد عطيف فيرى أنّ التفاعل مع كل مناسبة كما ورد في التساؤلات مبالغة، لكنه يظنّ أنّ الشاعر لو تفاعل مع مناسبةٍ ما بإحساسه هو ونقله بأكبر قدر ممكن من الصدق فسيكون شعرا بقدر إمكاناته وموهبته وحسب السقف المتاح له، وذوق المتلقي، وضرب بالمتنبي وشوقي الأمثلة. وأضاف: الشعر تتحكم به عوامل كثيرة، سواء في مناسبة عامة أو بدونها، والأهم هو أن تكون المناسبة موجودة أصلا في أعماق الشاعر.
أما الدكتور معيض عطية القرني فقد نفى أن يكون الشعر ما يطلبه المستمعون؛ لأنّ العاطفة هي الركن الركين فيه، وعلى هذا فالشعر ردة فعل وليس ابتداء فعل. وأضاف: أظن أنّ الشعراء أنفسهم يعون ذلك وقليلاً ما يعتدّون بتلك القصائد التي تغلب عليها المجاملة.
فيما أكد الروائي والقاص عمرو العامري أنّ الشعر لدى بعض الشعراء مستخدم يُدعى في كل مناسبة، فهو للحزن وللفرح وللمدن وللاحتفالات والزيارات، وغالباً يكتب بالعمودي ويكون شعراً متواضعاً. وأضاف: الشعر حدس إنساني عال لا يأتي إلاّ حين يقرر الشاعر الصادق استدعاءه.
ويتفق الشاعر علي الثوابي مع العامري في هذا الجانب، لكنه يرى أنّ اختلاف الأحداث والمناسبات يحكم هذا؛ لأنّ في بعض هذه المناسبات ما يستحق التفاعل ويحرّك المشاعر ويكون مصدر إلهام للشاعر. ويضيف: بعض الشعراء جبلوا على حب الظهور والأضواء والمدح الممجوج والوصولية فتجدهم يركبون كلّ موجة، ويستغلون كلّ حدث أو مناسبة لإثبات وجودهم (خاصة في زمن تكاثر فيه شعراء المدح إلى درجة التشبّع)، صحيح أنّ من أغراض الشعر المدح، ولكن عندما يكون بقناعة الشاعر لا بهدف الشهرة والأضواء والنفاق الاجتماعي وتحقيق الوصولية المهينة.
ويؤكد الثوابي أنّ الشعر إن لم يكن بقناعات وإحساس الشاعر ومن دوافع إلهامه فهو ليس شعراً حتى وإن توفرت فيه اشتراطات البناء الشعري كما يظنّها بعض الشعراء كالوزن والقافية وغيرها إلّا أنه خال من الإحساس والشعور والصورة والمصداقية والوصول إلى حسّ المتلقي وذائقته. ويشترط عبدالرحمن الأسلمي في هذا الحضور موهبة الشاعر وقدرته، ويستشهد بالشاعر أحمد شوقي الذي دُعي من نقابة المعلمين في مصر فألقى في تلك المناسبة قصيدته الشهيرة «قم للمعلّم» حيث بقيت هذه القصيدة خالدة ترددها الأجيال.
فيما اشترط الشاعر حسن المتعب على هؤلاء الشعراء في الكتابة الاقتداء بالمتنبي في كتابته عن العيد، وبأبي تمام في معركة عمورية. وأضاف: لو كتب هؤلاء الشعراء كما كتب السابقون لخرج لنا أجمل الشعر، لكنهم قاموا بتشويه سمعة شعر المناسبات وأصبحنا نتهرب من سماعه بسببهم!
وهل على الشاعر واجب المشاركة في مثل هذه المناسبات؟ وهل يحق لنا -إن تفاعل الشعراء مع هذه المناسبات - أن نسأل عن هذا الشعر أو أن نحاكمه؟!
شعراء ومهتمون تفاعلوا مع هذه التساؤلات، وكانت لهم آراؤهم التي اختلفت بحسب رؤية كلّ شخص للشعر ومنظوره إن كان منتجاً للشعر أو قارئاً له.
إذ يرى الشاعر عصام فقيري ابتداء أنّ الشاعر هنا ليس مكلفاً بالكتابة في كل مناسبة، وإن فعل فهو لا يعرف الشعر، ولا يقدر قيمته. ويضيف: إن شارك فهذا شعير لا شعر!
فيما يُرجع الكاتب علي القاسمي هذا التسابق المحموم إلى حبّ الظهور، وإغراء الضوء دون التدقيق في المحتوى المقدم، ويؤكد أنّ جلّ ما يُكتب شعير بلا طعم!
أما الشاعر أحمد السيد عطيف فيرى أنّ التفاعل مع كل مناسبة كما ورد في التساؤلات مبالغة، لكنه يظنّ أنّ الشاعر لو تفاعل مع مناسبةٍ ما بإحساسه هو ونقله بأكبر قدر ممكن من الصدق فسيكون شعرا بقدر إمكاناته وموهبته وحسب السقف المتاح له، وذوق المتلقي، وضرب بالمتنبي وشوقي الأمثلة. وأضاف: الشعر تتحكم به عوامل كثيرة، سواء في مناسبة عامة أو بدونها، والأهم هو أن تكون المناسبة موجودة أصلا في أعماق الشاعر.
أما الدكتور معيض عطية القرني فقد نفى أن يكون الشعر ما يطلبه المستمعون؛ لأنّ العاطفة هي الركن الركين فيه، وعلى هذا فالشعر ردة فعل وليس ابتداء فعل. وأضاف: أظن أنّ الشعراء أنفسهم يعون ذلك وقليلاً ما يعتدّون بتلك القصائد التي تغلب عليها المجاملة.
فيما أكد الروائي والقاص عمرو العامري أنّ الشعر لدى بعض الشعراء مستخدم يُدعى في كل مناسبة، فهو للحزن وللفرح وللمدن وللاحتفالات والزيارات، وغالباً يكتب بالعمودي ويكون شعراً متواضعاً. وأضاف: الشعر حدس إنساني عال لا يأتي إلاّ حين يقرر الشاعر الصادق استدعاءه.
ويتفق الشاعر علي الثوابي مع العامري في هذا الجانب، لكنه يرى أنّ اختلاف الأحداث والمناسبات يحكم هذا؛ لأنّ في بعض هذه المناسبات ما يستحق التفاعل ويحرّك المشاعر ويكون مصدر إلهام للشاعر. ويضيف: بعض الشعراء جبلوا على حب الظهور والأضواء والمدح الممجوج والوصولية فتجدهم يركبون كلّ موجة، ويستغلون كلّ حدث أو مناسبة لإثبات وجودهم (خاصة في زمن تكاثر فيه شعراء المدح إلى درجة التشبّع)، صحيح أنّ من أغراض الشعر المدح، ولكن عندما يكون بقناعة الشاعر لا بهدف الشهرة والأضواء والنفاق الاجتماعي وتحقيق الوصولية المهينة.
ويؤكد الثوابي أنّ الشعر إن لم يكن بقناعات وإحساس الشاعر ومن دوافع إلهامه فهو ليس شعراً حتى وإن توفرت فيه اشتراطات البناء الشعري كما يظنّها بعض الشعراء كالوزن والقافية وغيرها إلّا أنه خال من الإحساس والشعور والصورة والمصداقية والوصول إلى حسّ المتلقي وذائقته. ويشترط عبدالرحمن الأسلمي في هذا الحضور موهبة الشاعر وقدرته، ويستشهد بالشاعر أحمد شوقي الذي دُعي من نقابة المعلمين في مصر فألقى في تلك المناسبة قصيدته الشهيرة «قم للمعلّم» حيث بقيت هذه القصيدة خالدة ترددها الأجيال.
فيما اشترط الشاعر حسن المتعب على هؤلاء الشعراء في الكتابة الاقتداء بالمتنبي في كتابته عن العيد، وبأبي تمام في معركة عمورية. وأضاف: لو كتب هؤلاء الشعراء كما كتب السابقون لخرج لنا أجمل الشعر، لكنهم قاموا بتشويه سمعة شعر المناسبات وأصبحنا نتهرب من سماعه بسببهم!