كتاب ومقالات

المملكة ليست مشاعة للآخرين

حمود أبوطالب

لا نعرف لماذا ما هو حلال لكل دولة ذات سيادة من دول العالم يعتبره البعض حراماً على المملكة عندما تتخذ إجراءات وتسن قوانين وتضع أنظمة تحقق مصالحها وتحفظ أمنها وتحافظ على استقرارها. لماذا تبرز بعض الأصوات في وسائل التواصل تستنكر إجراءات الضبط والربط والحزم التي تتخذها الدولة، بينما لو اتخذت دول أخرى أشد من تلك الإجراءات، ولو وصلت حد التعسف لم يستنكروا ذلك ولم يعلقوا بكلمة واحدة.

عندما قررت الدولة تحقيق السعودة وتوطين الوظائف كهدف استراتيجي في مقدمة أولويات مشروعها الوطني التأريخي المتمثل في رؤية 2030 قيل إنها تقطع أرزاق الأجانب العاملين فيها، وعندما قررت ضبط الأعداد الكبيرة من مخالفي أنظمة الإقامة الذين يشكلون خطراً أمنياً جسيماً قيل إنها تستهدف جنسيات بعينها، وعندما أعلنت عن مكافحة التستر وتغليظ العقوبات على المتسترين ومن يأوونهم قيل إنها تبالغ في التشديد عليهم، بل إنها عندما أوقفت مؤقتا قدوم العاملين الأجانب من بعض الدول لأسباب صحية متعلقة بمرض كورونا قيل إنها تريد استغلال هذا الظرف للتخلص منهم بشكل غير مباشر.

كل ذلك قيل وأكثر منه لأن البعض تولدت لديهم فكرة أن المملكة دولة مشاعة للآخرين من عرب ومسلمين بسبب التسامح الكبير الذي حدث في الماضي وجعلهم لا يعبأون بأنظمة أو قوانين، والبعض وصل حداً كبيراً من الجرأة بحيث اعتبر نفسه شريكاً للمواطن السعودي في كل شيء حتى لو لم يلتزم بقوانين البلد. الآن تغيرت الظروف، وأصبحت المملكة ترحب بكل قادم إليها ومقيم فيها طالما التزم باحترام أنظمتها، ومن أعجبه ذلك وتقيد به فأهلاً وسهلاً، ومن لم يعجبه فذلك شأنه ولا يهمنا ما يروجه من أكاذيب.