كتاب ومقالات

طنّي ورور !

ريهام زامكه

دعوني أخبركم بأمور لا تعنيكم في شيء، فأنا لم أنم ليلة البارحة نومة (أهل الكهف) التي تستهويني، وكان الأرق صديقي الذي ظل ملازمني لساعة متأخرة من الليل.

تقلبت على فراشي بالضبط مثلما تقلبت (سوما) وهي تقول: «اتقلب على جمر النار، وأتشرد ويّا الأفكار»، وأخرجت قدمي من اللحاف ولم أخفْ أن يسحبها (الجنّي) !

وفوق كل هذا؛ استيقظت في الصباح الباكر على زقزقة العصافير، التي (زقزقت) في الواقع جويّ ومزاجي طوال اليوم.

وها أنا الآن، وفي تمام الساعة الثامنة أكتب لكم هذا المقال بنصف عين وربع عقل، لذا أنا لستُ مسؤولة عن أي (شطحة) أو تخبيص، ولستُ مسؤولة أيضاً عن كلماتي ولا تصرفاتي، اعتبروني (مسحورة) يا جماعة الخير ولا تأخذوا بحديثي.

فاليوم هذا غريب، وحتى الأخبار التي تظهر (في وجهي) غريبة ولكنها مثيرة للاهتمام، فبيني وبينكم لقد زهقت وقررت أن أنتقل للعيش في كوكب آخر غير كوكب الأرض، وبعد ما قرأت هذا الخبر الذي سأقوله لكم، لا أخفيكم بدأت في جمع (خلاقيني) لأستعد للسفر، ولا تقلقوا، إن كان لديهم «إنترنت» فسوف أكتب لكم وأتواصل معكم.

يقول الخبر على ذمة العلماء والفلكيين؛ إن هناك مؤشرات لوجود حياة على كوكب الزهرة القريب من الأرض، وإن الإنسان سوف يستطيع العيش هناك.

فزادني الخبر حماساً و(نبشت) في المواقع أكثر وبحثت عن إجابة واضحة لتساؤلي؛ هل يستطيع البشر حالياً العيش على كوكب الزهرة؟

فوجدت الإجابة بأنه يمكن للبشر الحياة في مُدن على كوكب الزهرة إذا امتلكوا التقنية والرغبة في ذلك، ولكن في الوقت الراهن لا يمكن أو على الأقل ليس بعد.

فظروف كوكب الزهرة قاسية للغاية، ودرجة حرارة تسطحه قادرة على إذابة الرصاص، لذا تعوذت بالله من الشيطان الرجيم و(قضبت أرضي)، فأنا بصراحة (بسكوته) ولا أقوى على هيّك حياة (مولعة)!

وبما أن (درب التبانة) قد أغلق الأبواب في وجهي حالياً، وإلى حين ميسره، أردت فقط أن أشارككم هذا الخبر من باب العلم بالشيء لا أكثر ولا أقل.

ومن فضلكم لحين أن يعطيني خبراء الفلك الضوء الأخضر لأحجز تذكرة (First Class) على أول رحلة مُقلعة إلى كوكب الزهرة، لا أريد أن أرى (خِشة) أي واحد منكم هُناك.

وبما أنني سوف أستمر بالعيش معكم على كوكب الأرض مضطرة، سأغير الموجة، فلقد بحثت عن كتبٍ لتطوير الذات والتنمية البشرية لأطور من ذاتي واستفيد منها، ولكن مع الأسف وجدت أن أغلبها (خِرطي) وكلام فاضي لا يودي ولا يجيب.

بصراحة (بلشت) ولا أدري ماذا سأفعل بذاتي؟!

لكني قررت أن أمشي على خُطى الفنان العظيم الذي قال:

طنّي طنّي طنّي طنّي

طنّي ورور، طنّي احكيلك ما عندي

هيلا هيه، هيلي يالله..