ملتقى الأدباء بعد التحديث
الثلاثاء / 23 / محرم / 1443 هـ الثلاثاء 31 أغسطس 2021 00:10
منى المالكي
عند بناء إستراتيجية أيا كانت الجهة المستفيدة منها، نحتاج أولا أن نعرف أين نقف الآن، وما الذي نسعى أن نصل إليه، في المفاهيم والقيم والمنظومات المعرفية، وفي كيفية الاستجابة للتحديات، وتحويلها إلى فرص.
إن في المشهد الثقافي الكثير من السلبيات، منها على سبيل المثال جمود الخطاب الثقافي والفكري، في مضمونه ومشاغله، فضلا عن ضعف دوره كأداة للإنتاج النظري، وعجزه عن بلورة منظومة معرفية تتفاعل مع العصر، وتتعامل مع التحولات، وتُولد أسئلة جديدة، تتعلق بقضايا الإنسان المعاصر، وعلاقته بالآخر المغاير والكون، فالاستهلاك للنظرية الغربية القائم على الترجمة هو الواقع السائد، بل وحتى عند الترجمة تحصل تلك الأخطاء التي تحول من مسار النظرية إلى جهة مغايرة تماما!
استبشرت خيرا الأسبوع الفائت عند عرض إستراتيجية هيئة الأدب والنشر والترجمة من خلال تلك الأفكار والمشاريع الهائلة التي سمعنا واستمتعنا بها، هذه الإستراتيجية التي سنعبر بها ومن خلالها إلى الضفة الأخرى، ونحن مدججون بتلك الآمال العريضة بتحقيقها، أو تحقيق جزء منها لنطمئن إلى غد ثقافي أكثر إشراقا.
الفعل الثقافي فعل تراكمي، وهذه نقطة مهمة جدا عند البدء في التنفيذ، ففكرة أن نبدأ من جديد وأن نتجاوز عملا ثقافيا لعشرات السنين، فكرة تبدو مستحيلة خاصة في الحقل الثقافي الفكري لسبب هو أن الثقافة تشمل هوية وسلوكيات تميز حضورنا عن الآخر، وبالتالي العمل على تقويتها يقوي حضورنا الذي يجعل من يريد معرفتنا يجدها في أدبنا وفنوننا ورقصاتنا وطعامنا وملابسنا.
ملتقى الأدباء في نسخته الأولى بعد إنشاء وزارة الثقافة بداية مبشرة بالخيرة ومبهجة في هذا الحضور الزاهي، واختيار أبها اختيار ذكي، فهو يرفد الثقافة بالسياحة في تعريف متكامل لماهية الحضور الأدبي الذي لا ينفصل عن المكان الشامخ الساحر، وإن كنت أتمنى أن يوازن ذلك تنفيذ بعض الأفكار التي ترفد الأدب السعودي واسطة العقد الذي عليه نعمل ليصل للآخر، وقد عرفناه نحن قبل الآخر! فالمناهج الدراسية عملت بجهد مميز على ترسيخ تاريخ وأدب بلادنا في مناهجنا، ولكن سجلنا غيابا كاملا لأعلام ورموز الأدب السعودي في الملتقى من خلال نشرات تعريفية أو أوراق علمية أو حتى لوحات لصورهم وتعريف بسيط عنهم! فلا يمكن لمبدع شاب أن يكتب بمعزل عن قراءة منتج لمثل هؤلاء الأعلام. كذلك كنا نتمنى لو كان هناك قنوات مباشرة للمداخلات والتعليقات مع ذلك العرض القوي للإستراتيجية وتلك الأوراق الجميلة أسوة بما يحدث في التواصل الحكومي مع الوزراء في مؤتمراتهم الصحفية!
لن نحمّل ملتقى الأدباء ما لا يحتمل في تجربته الأولى، ولكن العمل على مراجعة الملتقى وتلافي ما حدث من هفوات -وأعلم أن هذا ما سيحدث- هو الفعل الإستراتيجي الصحيح لما سيكون بعد ذلك من ملتقيات قادمة.
إن في المشهد الثقافي الكثير من السلبيات، منها على سبيل المثال جمود الخطاب الثقافي والفكري، في مضمونه ومشاغله، فضلا عن ضعف دوره كأداة للإنتاج النظري، وعجزه عن بلورة منظومة معرفية تتفاعل مع العصر، وتتعامل مع التحولات، وتُولد أسئلة جديدة، تتعلق بقضايا الإنسان المعاصر، وعلاقته بالآخر المغاير والكون، فالاستهلاك للنظرية الغربية القائم على الترجمة هو الواقع السائد، بل وحتى عند الترجمة تحصل تلك الأخطاء التي تحول من مسار النظرية إلى جهة مغايرة تماما!
استبشرت خيرا الأسبوع الفائت عند عرض إستراتيجية هيئة الأدب والنشر والترجمة من خلال تلك الأفكار والمشاريع الهائلة التي سمعنا واستمتعنا بها، هذه الإستراتيجية التي سنعبر بها ومن خلالها إلى الضفة الأخرى، ونحن مدججون بتلك الآمال العريضة بتحقيقها، أو تحقيق جزء منها لنطمئن إلى غد ثقافي أكثر إشراقا.
الفعل الثقافي فعل تراكمي، وهذه نقطة مهمة جدا عند البدء في التنفيذ، ففكرة أن نبدأ من جديد وأن نتجاوز عملا ثقافيا لعشرات السنين، فكرة تبدو مستحيلة خاصة في الحقل الثقافي الفكري لسبب هو أن الثقافة تشمل هوية وسلوكيات تميز حضورنا عن الآخر، وبالتالي العمل على تقويتها يقوي حضورنا الذي يجعل من يريد معرفتنا يجدها في أدبنا وفنوننا ورقصاتنا وطعامنا وملابسنا.
ملتقى الأدباء في نسخته الأولى بعد إنشاء وزارة الثقافة بداية مبشرة بالخيرة ومبهجة في هذا الحضور الزاهي، واختيار أبها اختيار ذكي، فهو يرفد الثقافة بالسياحة في تعريف متكامل لماهية الحضور الأدبي الذي لا ينفصل عن المكان الشامخ الساحر، وإن كنت أتمنى أن يوازن ذلك تنفيذ بعض الأفكار التي ترفد الأدب السعودي واسطة العقد الذي عليه نعمل ليصل للآخر، وقد عرفناه نحن قبل الآخر! فالمناهج الدراسية عملت بجهد مميز على ترسيخ تاريخ وأدب بلادنا في مناهجنا، ولكن سجلنا غيابا كاملا لأعلام ورموز الأدب السعودي في الملتقى من خلال نشرات تعريفية أو أوراق علمية أو حتى لوحات لصورهم وتعريف بسيط عنهم! فلا يمكن لمبدع شاب أن يكتب بمعزل عن قراءة منتج لمثل هؤلاء الأعلام. كذلك كنا نتمنى لو كان هناك قنوات مباشرة للمداخلات والتعليقات مع ذلك العرض القوي للإستراتيجية وتلك الأوراق الجميلة أسوة بما يحدث في التواصل الحكومي مع الوزراء في مؤتمراتهم الصحفية!
لن نحمّل ملتقى الأدباء ما لا يحتمل في تجربته الأولى، ولكن العمل على مراجعة الملتقى وتلافي ما حدث من هفوات -وأعلم أن هذا ما سيحدث- هو الفعل الإستراتيجي الصحيح لما سيكون بعد ذلك من ملتقيات قادمة.