نهاية القوة!
الثلاثاء / 23 / محرم / 1443 هـ الثلاثاء 31 أغسطس 2021 00:10
طلال صالح بنان
المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية تركز على متغير القوة في مسرح السياسة الدولية، بالنظر لعدم وجود سلطة أممية قادرة وتتمتع بالإرادة الكافية، لفرض النظام والانضباط على سلوك الدول الخارجي. حتى المدارس التالية للمدرسة الواقعية، لا تهمل عنصر القوة، وإن كانت أقل تحفظاً في اعتباره المتغير الأول لفهم العلاقات بين الدول. مع ذلك ما زال متغير القوة يسيطر على أدبيات العلاقات الدولية، وحتى صناع القرار، خاصةً عند الدول العظمى.
لكن تجربة أفغانستان، تضع نهاية لمتغير القوة، ببعديها المادي والاستراتيجي، وحتى أحياناً الناعم، في فهم سلوك الدول وتصرفها على الساحة الدولية. في عصرنا الحاضر، يمكن الزعم بثقة أن الولايات المتحدة قوة ضاربة مهيمنة على النظام الدولي، وتمتلك من أدوات القوة الصلبة، وكذا من إمكانات القوة الناعمة (العلمية والتكنولوجية الثقافية والعصرية والإعلامية)، ما لا تجاريها فيها دولة أخرى في عالم اليوم.
مع ذلك تنهزم الولايات المتحدة من أضعف وأفقر دول العالم، معلناً رئيسها أن أفغانستان مقبرة الإمبراطوريات.. وأن الولايات المتحدة لم تعد تقوى على البقاء في أفغانستان، ولم يعد في مقدورها أن تدفع تكلفة بقائها هناك، كما تعلن عن فشلها في تحقيق إحدى صور زعامتها المعنوية للعالم، بتسويق نموذجها السياسي والاجتماعي والثقافي، على أفقر وأكثر مجتمعات العالم «تخلفاً»!
تجربة أفغانستان، لا تجري تداعياتها وتجربتها، على ما يسمى بالدول الديمقراطية، بل أيضاً تلك التي تحكمها قوى عظمى فاشية، طالما أن عنصر القوة، الصلبة بالذات، هو القاسم المشترك الأول للصراع على الهيمنة الكونية، بين القوى العظمى. سبق للاتحاد السوفيتي، أيام ما كان القوة العظمى الثانية، في نظام الحرب الباردة، أن انهزم هزيمة مهينة، بعد أن أمضى في أفغانستان غازياً، عشر سنوات (١٩٧٩ – ١٩٨٩)، في تسويق تجربته الاشتراكية وعقيدته الشيوعية. الولايات المتحدة لحقت بنفس المصير المذل، بعد أن مكثت في أفغانستان، عقدين من الزمان (٢٠٠٢ – ٢٠٢١)، ولم تنجح في إبقاء النظام الذي أنشأته في كابل، حتى لبعد رحيلها، حيث سقط قبل خروج آخر جنودها، من كابل... ومعها حلفاؤها، في أكبر حلف عسكري في العالم (الناتو).
للقوة محدوديتها وتعقيداتها، بالإضافة إلى التكلفة الباهظة لاستعمالها أو التهديد باستعمالها، خاصةً إذا ما أفرغت من عدالة القضية التي تحملها وإرادة خوض خيارها بعزيمة ومضاء وشجاعة. في المقابل عدالة القضية التي يؤمن بها الطرف الآخر، وإرادته الماضية للانتصار لها، وشجاعته القتالية في خوض الحرب من أجل حريته وسيادته على أرضه، دفاعاً عن الطريقة التي يختارها لعيشه، جميعها عوامل حاسمة في تحقيق النصر، ومواجهة القوة (المادية) الضاربة المتفوقة للخصم.
تجربة أفغانستان التاريخية، مع القوى العظمى، منذ الإسكندر الأكبر وحتى الغزو الأمريكي، مروراً بالاستعمار البريطاني والغزو السوفيتي، تظهر القصور المادي والأخلاقي لمتغير (القوة)، بعيداً عن توفر الإرادة في القتال وعدالة القضية، التي تبرر قرار اللجوء لخيار القوة، بدايةً.
لكن تجربة أفغانستان، تضع نهاية لمتغير القوة، ببعديها المادي والاستراتيجي، وحتى أحياناً الناعم، في فهم سلوك الدول وتصرفها على الساحة الدولية. في عصرنا الحاضر، يمكن الزعم بثقة أن الولايات المتحدة قوة ضاربة مهيمنة على النظام الدولي، وتمتلك من أدوات القوة الصلبة، وكذا من إمكانات القوة الناعمة (العلمية والتكنولوجية الثقافية والعصرية والإعلامية)، ما لا تجاريها فيها دولة أخرى في عالم اليوم.
مع ذلك تنهزم الولايات المتحدة من أضعف وأفقر دول العالم، معلناً رئيسها أن أفغانستان مقبرة الإمبراطوريات.. وأن الولايات المتحدة لم تعد تقوى على البقاء في أفغانستان، ولم يعد في مقدورها أن تدفع تكلفة بقائها هناك، كما تعلن عن فشلها في تحقيق إحدى صور زعامتها المعنوية للعالم، بتسويق نموذجها السياسي والاجتماعي والثقافي، على أفقر وأكثر مجتمعات العالم «تخلفاً»!
تجربة أفغانستان، لا تجري تداعياتها وتجربتها، على ما يسمى بالدول الديمقراطية، بل أيضاً تلك التي تحكمها قوى عظمى فاشية، طالما أن عنصر القوة، الصلبة بالذات، هو القاسم المشترك الأول للصراع على الهيمنة الكونية، بين القوى العظمى. سبق للاتحاد السوفيتي، أيام ما كان القوة العظمى الثانية، في نظام الحرب الباردة، أن انهزم هزيمة مهينة، بعد أن أمضى في أفغانستان غازياً، عشر سنوات (١٩٧٩ – ١٩٨٩)، في تسويق تجربته الاشتراكية وعقيدته الشيوعية. الولايات المتحدة لحقت بنفس المصير المذل، بعد أن مكثت في أفغانستان، عقدين من الزمان (٢٠٠٢ – ٢٠٢١)، ولم تنجح في إبقاء النظام الذي أنشأته في كابل، حتى لبعد رحيلها، حيث سقط قبل خروج آخر جنودها، من كابل... ومعها حلفاؤها، في أكبر حلف عسكري في العالم (الناتو).
للقوة محدوديتها وتعقيداتها، بالإضافة إلى التكلفة الباهظة لاستعمالها أو التهديد باستعمالها، خاصةً إذا ما أفرغت من عدالة القضية التي تحملها وإرادة خوض خيارها بعزيمة ومضاء وشجاعة. في المقابل عدالة القضية التي يؤمن بها الطرف الآخر، وإرادته الماضية للانتصار لها، وشجاعته القتالية في خوض الحرب من أجل حريته وسيادته على أرضه، دفاعاً عن الطريقة التي يختارها لعيشه، جميعها عوامل حاسمة في تحقيق النصر، ومواجهة القوة (المادية) الضاربة المتفوقة للخصم.
تجربة أفغانستان التاريخية، مع القوى العظمى، منذ الإسكندر الأكبر وحتى الغزو الأمريكي، مروراً بالاستعمار البريطاني والغزو السوفيتي، تظهر القصور المادي والأخلاقي لمتغير (القوة)، بعيداً عن توفر الإرادة في القتال وعدالة القضية، التي تبرر قرار اللجوء لخيار القوة، بدايةً.