رياضة

الإبل.. أيقونة التراث والحياة والاقتصاد

IMG-20210902-WA0006

سمير السيالي sameeralsayali@

مثَّلت الإبل رمزاً أصيلاً لإنسان الجزيرة العربية الذي ارتبطت به ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً على مر العصور، فحضرت بكامل تفاصيلها في حياته اليومية، منذ اعتماده على معطيات الطبيعة بشكل أكبر وحتى دخوله في دائرة دول العالم الكبرى اقتصادياً وتطور المجتمع وتكيفه مع الحياة العصرية مع محافظته على قيمه وعاداته وتقاليده.

ويحضر ذلك الموروث كمكون أصيل لثقافة المملكة، لذلك تدعم رؤية المملكة 2030 جهود إقامة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، والفعاليات المصاحبة له ليكون مركزاً ثقافياً اقتصادياً ترفيهياً رياضياً، يدعم صناعة واقع ثقافي يتميز بمستويات عالية من الجودة والتنوع لتحقيق التطلعات بصورة تواكب مكانة المملكة ووضعها الاقتصادي المزدهر، وبتوجيهات من قيادتنا الرشيدة تم تخصيص الأماكن المناسبة لاحتضانها، لتمكين المهتمين بهذا الجانب من إبراز ما لديهم من شغف، بالإضافة إلى تشجيع المستثمرين من الداخل والخارج للاستثمار في هذا الموروث العريق، الذي سيوفر العديد من فرص العمل، ويدعم إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوعة تناسب الأذواق والفئات المختلفة.

بموازاة تلك الجهود يبرز حدث تأسيس نادي الإبل ليكون من ضمن المحاور التي توليها الرؤية اهتمامها، كممثل ومؤصل للهوية الثقافية والعادات والتقاليد والقيم التي تستند إلى دين عظيم وذكر حكيم مثل ورود فيه الإبل وفي السنة النبوية، دليلاً على مكانتها، قال تعالى (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)، حيث خص المولى عز وجل الإبل من بين مخلوقاته الحية، فكان النظر إلى كيفية خلقها سابقاً للتأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، وإلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بالقدرة وبديع الصنع.

إن من المتوقع أن يحقق الاهتمام المتزايد بهذا الموروث إسهاماً كبيراً في تحريك عجلة الاقتصاديات في المملكة، وبالتالي الحصول على نتائج إيجابية في واقع مستقبل الأجيال، حيث يعطي إشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء المشرف العام على نادي الإبل بوصفه رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية؛ موروث الإبل قيمة كبيرة ضمن رؤية المملكة 2030، وأفقاً أرحب للنجاح وتحقيق الطموحات للنهوض بمملكتنا الحبيبة وتبوؤها المكانة التي تستحقها في طليعة دول العالم.

ومما يصب في خانة تلك الجهود للارتقاء بقطاع الإبل والعمل على تطوير عناصره ومكوناته؛ تأسيس المنظمة الدولية للإبل بقيادة عرابها ورئيس مجلس إدارة نادي الإبل الشيخ فهد بن حثلين، الذي يبذل جهوداً كبيرة مع العديد من الجهات المحلية والدولية ذات العلاقة للتعريف بأنشطة الإبل كموروث ثقافي له أبعاد تاريخية عميقة، إلى جانب تحسين بيئتها ومواقعها ومعيشتها للحفاظ عليها ورعايتها الرعاية المناسبة؛ للاستفادة الكاملة من منتجاتها، وإبراز أهميتها الثقافية والحضارية والإنسانية والحياتية والترفيهية والرياضية، إلى جانب إسهامها في توفير فرص العمل المختلفة ضمن مفهوم الثقافة الوطنية وتعزيز وتنويع أدوارها في مجتمعنا بما يتناسب مع الأدوار القيادية المتميزة لمكانة المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات.

وفي هذا الصدد أود أن أشيد كذلك بجهود المدير التنفيذي لنادي الإبل المهندس بندر القحطاني، الذي عكف ومنذ تعيينه بهذا المنصب في العمل على كل ما من شأنه تطوير قطاع الإبل من توقيع اتفاقيات وإيجاد الأطر اللازمة التي تلبي رغبة نادي الإبل في تعزيز التعاون مع العديد من الجهات ذات العلاقة لتمكين الاستثمارات في القطاع وفق الأسس والمعايير الاقتصادية الصحيحة، وقد جاء في إطار ذلك وتحديداً في الاتفاقيات الموقعة مع نادي الإبل؛ التعاون مع بيت خبرة أو جهة استشارية لإعداد الدراسات السوقية لقطاع الإبل في شتى ربوع المملكة وتحديد دليل مهني من قبل هيئة المقيمين لتقييم الإبل كأصول بيولوجية وما يتضمن ذلك من الأصول غير الملموسة مثل الشهرة، فضلاً عن تعاون نادي الإبل مع وزارة البيئة والمياه والزراعة في الأبحاث والتحسين الوراثي والعلاج ومكافحة الأمراض الوبائية وتطبيق نظام الرفق بالحيوان ووضع سياسات ولوائح وأدلّة خاصة تتضمن بنوداً تنطلق من الحماية والتحفيز وتنمية وحفظ السلالات ذات الصفات الوراثية الجيدة، وتوفير إجراءات تحفز الاستثمار في المشاريع ذات العلاقة.