كتاب ومقالات

أين السلام يا رعاة السلام ؟

حمود أبو طالب

مبعوث بعد مبعوث، وتصريح أممي بعد آخر، وكلام عن الحل السياسي والسلام في اليمن لا يتوقف، ومع ذلك ما تزال المليشيا الحوثية ترسل مئات الصواريخ الباليستية والمسيرات المفخخة باتجاه المملكة، ليس فقط باتجاه المناطق المتاخمة للحدود بل تتعمد المبالغة في الاستفزاز باستهداف مناطق بعيدة كالمنطقة الشرقية كما حدث قبل البارحة الأولى، ومكة المكرمة كما حدث سابقاً وغيرها من المناطق. وبالتأكيد فالأسلحة المتطورة التي تستخدمها المليشيا لم تُصنع في كهوفها ولا تعرف كيف تستخدمها، الكل يعرف من أين تأتي وكيف تصل إلى اليمن ومن الذين يشرفون على إطلاقها، وكيف يتم كل هذا العبث تحت عيون المراقبة في الأرض والماء والسماء للدول الكبرى المنخرطة في الملف اليمني، التي تصرح بعد كل هجوم عن استنكارها، فقط الاستنكار ولا شيء أكثر من ذلك.

هل المملكة بأسلحتها المتطورة غير قادرة على دك كل معاقل ومخازن أسلحة الحوثيين؟. قطعاً هي قادرة جداً، لكنها دولة تحترم التزاماتها تجاه الحلول السلمية، وقادرة على صد كل الهجمات، لكن ما يحدث من قبل الحوثيين هو تعمد خطير ومستمر لاستفزاز المملكة بتشجيع غير مباشر من رعاة السلام الدوليين الوهميين يمثله صمتهم وغض بصرهم وتسهيلهم لاستمرار الحوثيين في التصعيد، لقد ادعوا أن إزاحة المليشيا الحوثية من قائمة المنظمات الإرهابية هو تسهيل للعملية السياسية التي تتوخى إنهاء الأزمة، لكن هذا تزييف للحقائق، لأن مشروعها هو مشروع إرهابي خطير ضمن مخطط الفوضى ورعاية الإرهاب وتحويل المنطقة إلى ساحة ملتهبة متأزمة.

المخطط الخبيث تجاه المنطقة ما زال قائماً، والمليشيا الحوثية لا تزيد على كونها أداة من أدوات أخرى تشرف عليها أذرعة المخطط كالنظام الإيراني الذي زرعته استخبارات الغرب في المنطقة منذ عقود للوصول إلى هذا الحال، وأسوأ منه في المستقبل. ولم يعد خافياً أن هناك مؤامرة كبرى على المملكة لأنها الوحيدة التي تسعى إلى إجهاض المخطط الخبيث، لكنها سوف تبقى في سلام وأمن وقوة تستمدها من حكمة قيادتها وتلاحم شعبها ووعيه بالمخاطر التي تستهدفه.