أخبار

جودة الحياة.. تنمية حضرية

أحياء منطقة جدة التاريخية.

كتب: فهيم الحامد falhamid2@

تتميز جدة التاريخية بالعديد من المعالم الأثرية، حيث كانت جدة من أهم المدن على طول التاريخ الإسلامي. وتتميز بالفن المعماري الجميل والمميز عن باقي المدن الساحلية على طول البحر الأحمر. ويوجد بها عدد من الحارات القديمة، والأسواق، والمساجد التاريخية، إضافة إلى البيوت والروشان القديم. وجاء إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بإطلاق مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية» ضمن برنامج تطوير جدة التاريخية الذي يهدف إلى تطوير المجال المعيشي في المنطقة لتكون مركزا جاذبا للأعمال وللمشاريع الثقافية، ومقصدا رئيسيا لرواد الأعمال الطموحين لإحياء جدة التاريخية ولاستثمار معالم التاريخ، وخلق بيئة حيوية ينشط فيها المجتمع، ويبدع الفنانون، ويتحقق من خلالها نمو الاقتصاد الوطني لتصبح جدة التاريخية نموذجا مثاليا للتنمية الحضرية ولجودة الحياة، يتألق فيها التاريخ بقالب عصري يراعي احتياجات الإنسان واستدامة النمو التلقائي للإبداع. ومن الأهمية القول إن إعادة إحياء جدة التاريخية ستجعلها قلبا نابضا في المنطقة، وعنصرا مهما ومؤثرا في تحسين جودة الحياة للسكان ولأن تصبح جدة التاريخية مثالا للتنوع والشمولية، ومنصة لالتقاء الأجيال، وموقعا ثقافيا جاذبا للكبار والصغار، خصوصا أن جدة التاريخية تمتلك مقومات حضارية تؤهلها لأن تكون واجهة عالمية للمملكة؛ بمواقعها التراثية، وعناصرها الثقافية الفريدة. تنبع استثنائية جدة التاريخية في غناها بالمباني التراثية التي يمتلك كل واحد منها قصة تاريخية خاصة به، ما يجعل من المنطقة منارة إشعاع ثقافي لا مثيل لها في العالم. ويعكس الاهتمام بتطوير جدة التاريخية جانبا من توجه المملكة نحو تحقيق التنمية المستدامة في جميع المناطق والمدن السعودية، عبر مشاريع حضرية تنموية صديقة للبيئة، تتوفر فيها حواضن طبيعية للإبداع.وكان الأمير محمد بن سلمان قد وجه بدعم مشروع ترميم 56 مبنى من المباني الآيلة للسقوط في جدة التاريخية التي تحمل عناصر معمارية ثرية لتراث جدة التاريخية، بـ50 مليون ريال (مرحلة أولى)، مساهمة منه في مساندة المشاريع التي من شأنها المحافظة على المكتسبات التاريخية والحضارية للمملكة. وجاء هذا الدعم من ولي العهد للحفاظ على مباني جدة التاريخية وإحيائها وتأهيلها ومنع انهيارها حسب متطلبات «اليونسكو» لتسجيل جدة في سجل التراث العالمي المتوافقة مع «رؤية المملكة 2030»، ضمن مشروع شامل لإنقاذ المواقع ذات القيمة الثقافية من أي مهددات قد تؤدي إلى زوالها.