زوايا متخصصة

البريطانيون يدفعون ثمن «سخاء جونسون»!

المحافظون يزيدون الضرائب لتمويل الصحة.. وسط تذمر شعبي

صورة تاتشر تهيمن على مكتب وزير الصحة البريطاني. (وكالات)

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

لم ينعم البريطانيون بنوم هادئ منذ الليلة قبل الماضية، بعدما أعلن رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون، ووزير خزانته ريشي سوناك، ووزير صحته ساجد جاويد- في مؤتمر صحفي- أنه ليس ثمة حلٌّ لمواجهة الأزمة المالية الناجمة عن الإنفاق على كبح فايروس كورونا الجديد إلا من خلال فرض زيادات جديدة في الضرائب، قضّت مضاجع البريطانيين. وكان أمس يوماً مشهوداً في تاريخ مجلس العموم البريطاني، إذ حشد جونسون نواب حزبه لإقرار الزيادات الجديدة في الضرائب، من خلال رفع الاشتراك الشهري للتأمينات الاجتماعية لتوفير 12 مليار جنيه استرليني لتمويل الخدمة الصحية الوطنية، ودور الرعاية الاجتماعية. ووصفت صحف لندن الزيادات التي أعلنها جونسون بأنها الأكبر في بريطانيا خلال عهود السلم. وقال وزير الصحة جاويد في لقاء تلفزيوني أمس، رداً على اتهام بأن حزب المحافظين انتهك بهذه الزيادات الضريبية تعهده في ميثاقه للشعب بعدم رفع الضرائب، إن القيام بهذا الإجراء يعتبر «عملاً مسؤولاً غداة اندلاع نازلة كورونا». وسئل جاويد عما كانت رئيسة وزراء المحافظين الراحلة مارغريت تاتشر ستقوله لو سمعت قرار الحكومة الحالية؛ فرد بأنه لا يزال يعلق في مكتبه صورة لتاتشر. وتمسك بأن حزب المحافظين سيظل حزب الضرائب المتدنية. لكنه أقر بأن تلك المبالغ الضخمة التي ستجمع من زيادة مساهمات التأمينات الاجتماعية، التي سيتم تخصيص 30 ملياراً منها للخدمة الصحية الوطنية على مدى ثلاث سنوات، لن تكون كافية لتمكينها من تصفية قوائم الانتظار الكبيرة من المرضى الذين تم تأجيل جراحاتهم جراء الوباء. ويعتقد أن نحو 5 ملايين بريطاني بحاجة إلى جراحات ينتظرون إخضاعهم لتلك الجراحات التي اعتبرتها الخدمة الصحية «باردة»، أي غير عاجلة. وكان متوقعاً أن يواجه جونسون تمرداً من نواب حزبه ضد قرار زيادة ضريبة التأمينات الاجتماعية. غير أن احتمالات التمرد تلاشت نهائياً بعدما هدد جونسون بأنه سيضطر إلى إجراء تعديلات في حكومته وفي المناصب البرلمانية التي يتولاها النواب في حال حدوث أي تمرد. وفي مقابل تلك الزيادات الضريبية، التي قد تصل إلى أكثر من ألف جنيه استرليني (5 آلاف ريال) لبعض ذوي المداخيل العالية، وعد جونسون بألا تدفع الأسر أكثر من 86 ألف جنيه لتوفير الراعية الاجتماعية لمسنيها بعد أكتوبر 2023. وسيكون نصيب الرعاية الاجتماعية من الضريبة الجديدة 5.3 مليار جنيه استرليني. وحذر قياديون في الخدمة الصحية من أن هذه الزيادة الضريبية لن تحل مشكلة ملايين البريطانيين الذين تأجل علاجهم بسبب الجائحة. واكتفى وزير الصحة جاويد حين حوصر بالأسئلة عما إذا كانت 36 ملياراً كافية لتلبية حاجات الخدمة الصحية الوطنية بالقول إن الخدمة الصحية البريطانية هي أكبر خدمة صحية في العالم، «لذلك ستكون هناك دوماً تحديات». وحذر الوزير من أنه إذا التزمت حكومة المحافظين بتعهدات مانفستو حزب المحافظين بعدم زيادة الضرائب فسترتفع قائمة منتظري العلاج الى أكثر من 13 مليون نسمة.