الاعتدال السياسي.. بوابة طالبان إلى المحافل الدولية
موسكو تراقب وسط رصد أمريكي وغربي لأداء كابول
الجمعة / 03 / صفر / 1443 هـ الجمعة 10 سبتمبر 2021 00:47
رياض منصور (بغداد) riyadmansour@
بحلول ذكرى هجمات 11 سبتمبر أعادت الولايات المتحدة بعد 20 عاما من السيطرة العسكرية على أفغانستان خلط الأوراق من جديد بانسحابها من هذا البلد، بعد أن دفعت كلفة باهظة بشريا وماديا، إذ قتل -وفقا للأرقام الرسمية الأمريكية- أكثر من 2300 جندي أمريكي وأصيب نحو 20 ألف جندي، فيما تشير الأرقام الأفغانية غير الرسمية إلى مقتل أكثر من 100 ألف أفغاني. المفارقة اللافتة في هذه المعادلة تكمن في أن دخول القوات الأمريكية إلى أفغانستان قبل 20 عاما أدى إلى خروج طالبان من السلطة وفرار تنظيم «القاعدة» إلى باكستان، وبخروج هذه القوات تعود طالبان إلى السلطة، لكن لا أثر للقاعدة في هذه العودة وهو ما بات محيرا بعض الشيء، غير أن تقارير عسكرية بريطانية أكدت أن المجتمع الدولي بنى مجتمعا مدنيا غير الحسابات بشأن نوعية الشرعية الشعبية التي تريدها طالبان، فالبلاد في وضع أفضل مما كانت عليه في عام 2001 وقد أصبحت طالبان أكثر انفتاحا.
وترى الدوائر الأمنية الغربية أنه بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان فإن الواقع هناك بات يعتمد على عاملين؛ الأول هو ما إذا كانت طالبان ستسمح بأنشطة القاعدة والثاني هو مدى استعداد المجتمع الدولي للتعامل مع الحركة.
المؤشرات الأولية منذ عودة طالبان إلى الحكم تشير حتى الآن إلى تغييرات جذرية في السياسة التي تنتهجها الحركة في الحكم، ما يؤكد أن هذه الحركة استوعبت درست الـ20 عاما الماضية من التواجد الأمريكي والغربي، وبالنسبة للولايات المتحدة فإن خروجها من أفغانستان سببه أن كلفة وجودها أصبحت عالية جدا كما أنها لم تعد تهتم بهذا الوجود لأنها تنظر إلى أهداف استراتيجية جديدة ومختلفة.
والواضح أن واشنطن رضيت بعودة بحكم طالبان في أفغانستان طالما أن هذا الوجود لا يهدد مصالحها وليس للولايات المتحدة مصالح كبرى في أفغانستان، وطالما أن هذا الحكم يسبب القلق لإيران ويشكل عامل ضغط إضافيا على طهران التي أعربت وزارة خارجيتها عن قلقها العميق مما يجري في أفغانستان.
مع عودة طالبان إلى الحكم تقف أفغانستان أمام مرحلة تظهر فيها الحركة اهتماما بتهدئة المخاوف المحلية والدولية حيال إمكانية تبنيها نهجا متشددا في الحكم والحصول على اعتراف دولي، فإن الكثير سوف يعتمد على ما تفعله بعد استعادتها السلطة. ومن الواضح أن تركيز الحركة منصب في هذه المرحلة على تجنب تكرار ما حصل معها خلال فترة حكمها الأولى بين عامي 1996 و2001 عندما أدى خطابها وسياساتها إلى عزلها وعدم الاعتراف بها. وتتبنى طالبان منذ سيطرتها على كابول خطابا سياسيا معتدلا تأمل أن تنجح من خلاله في إقناع المجتمع الدولي بقبولها، وربما حتى تقديم مساعدات اقتصادية لتحقيق الاستقرار في بلاد دمرتها الحرب.
ولعل اعتراف باكستان والصين وترحيب روسيا بحكم طالبان يؤكد أن معادلة سياسية جديدة بدأت بالفعل مع مراقبة الولايات المتحدة، وحلفائها في الاتحاد الأوروبي والناتو لتصرفات الحركة فما زال في إمكانهم عزلها ومنع حصول قبول واسع لها على الساحة الدولية وربما هذا ما دعا طالبان إلى تبني خطاب معتدل حتى الآن يشمل احترام التعددية السياسية والحريات الأساسية للأفغان وهذا ما سيكون محل اختبار ومراقبة خلال الفترة المقبلة لتبيان كيفية التعامل الدولي مع الواقع الجديد في أفغانستان.
وترى الدوائر الأمنية الغربية أنه بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان فإن الواقع هناك بات يعتمد على عاملين؛ الأول هو ما إذا كانت طالبان ستسمح بأنشطة القاعدة والثاني هو مدى استعداد المجتمع الدولي للتعامل مع الحركة.
المؤشرات الأولية منذ عودة طالبان إلى الحكم تشير حتى الآن إلى تغييرات جذرية في السياسة التي تنتهجها الحركة في الحكم، ما يؤكد أن هذه الحركة استوعبت درست الـ20 عاما الماضية من التواجد الأمريكي والغربي، وبالنسبة للولايات المتحدة فإن خروجها من أفغانستان سببه أن كلفة وجودها أصبحت عالية جدا كما أنها لم تعد تهتم بهذا الوجود لأنها تنظر إلى أهداف استراتيجية جديدة ومختلفة.
والواضح أن واشنطن رضيت بعودة بحكم طالبان في أفغانستان طالما أن هذا الوجود لا يهدد مصالحها وليس للولايات المتحدة مصالح كبرى في أفغانستان، وطالما أن هذا الحكم يسبب القلق لإيران ويشكل عامل ضغط إضافيا على طهران التي أعربت وزارة خارجيتها عن قلقها العميق مما يجري في أفغانستان.
مع عودة طالبان إلى الحكم تقف أفغانستان أمام مرحلة تظهر فيها الحركة اهتماما بتهدئة المخاوف المحلية والدولية حيال إمكانية تبنيها نهجا متشددا في الحكم والحصول على اعتراف دولي، فإن الكثير سوف يعتمد على ما تفعله بعد استعادتها السلطة. ومن الواضح أن تركيز الحركة منصب في هذه المرحلة على تجنب تكرار ما حصل معها خلال فترة حكمها الأولى بين عامي 1996 و2001 عندما أدى خطابها وسياساتها إلى عزلها وعدم الاعتراف بها. وتتبنى طالبان منذ سيطرتها على كابول خطابا سياسيا معتدلا تأمل أن تنجح من خلاله في إقناع المجتمع الدولي بقبولها، وربما حتى تقديم مساعدات اقتصادية لتحقيق الاستقرار في بلاد دمرتها الحرب.
ولعل اعتراف باكستان والصين وترحيب روسيا بحكم طالبان يؤكد أن معادلة سياسية جديدة بدأت بالفعل مع مراقبة الولايات المتحدة، وحلفائها في الاتحاد الأوروبي والناتو لتصرفات الحركة فما زال في إمكانهم عزلها ومنع حصول قبول واسع لها على الساحة الدولية وربما هذا ما دعا طالبان إلى تبني خطاب معتدل حتى الآن يشمل احترام التعددية السياسية والحريات الأساسية للأفغان وهذا ما سيكون محل اختبار ومراقبة خلال الفترة المقبلة لتبيان كيفية التعامل الدولي مع الواقع الجديد في أفغانستان.