أخبار

في زمن طالبان.. هل ينسى العالم 11 سبتمبر؟

أفغانيون يساهمون في تنظيف الشوارع. (وكالات)

محمد حفني (القاهرة) okaz_online@

تتزامن الذكرى الـ20 لاعتداءات 11 سبتمبر هذا العام مع عودة طالبان إلى المشهد السياسي وإدارة زمام الحكم فى أفغانستان، عقب الانسحاب الأمريكي المفاجئ والمتسارع. وفي هذا السياق، قال المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور حسن أبو طالب، إن ذكرى 11 سبتمبر الـ20 تختلف كلياً عن السنوات السابقة فهي تأتي لأول مرة بالتزامن مع خروج القوات الأمريكية من أفغانستان لمجابهة تحديات أخرى منها المنافسة المستعرة مع الصين وروسيا، المستفيدتين من بقاء واشنطن. وأضاف: في المقابل يوجد شعار لدى الإدارة الأمريكية الجديدة هو «أمريكا أولاً» وعدم وجود بؤر استنزاف أخرى لها في العالم على غرار أفغانستان، مبيناً أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان لم يكن بين ليلة وضحاها، بل حاول أغلب الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين اتخاذ القرار، حتى أعلن الرئيس جو بايدن موعداً للانسحاب بنهاية أغسطس الماضي. وأوضح أبو طالب لـ«عكاظ»، أن واشنطن حققت أهدافها في أفغانستان، بالقضاء على تنظيم «القاعدة» وقتل زعيمه أسامة بن لادن في مايو عام 2011، وبالتالي أصبح من غير الممكن أن تظل القوات الأمريكية إلى أجل غير مسمى، مرجحاً أن تعمل طالبان التي تحكم أفغانستان حالياً بسياسات معتدلة لكسب ود الشعب من ناحية، والحصول على الاعتراف الدولي بها من ناحية أخرى.

من جانبه، اعتبر مدير منتدى دراسات التنمية السياسية والاجتماعية عبدالله حشيش، أن ظهور طالبان في الوقت الحالي أحدث هزة سياسية وحالة من الترقب في العالم تماثل الهزة التي انتابت العالم عقب 11 سبتمبر 2001، وبالتالي من الصعب التكهن بمسارات الأحداث بعد وصول الحركة للسلطة في أفغانستان. وتساءل: هل من الممكن أن تستطيع طالبان أن تغير من سلوكها كما وعدت؟ وأكد أن طالبان لن تتحالف لا مع القاعدة ولا التنظيمات الأخرى، وأنها سوف تكون خصماً قوياً للقاعدة وتتجه نحو تحقيق طموحات الشعب الأفغاني في الأمن والاستقرار. وعزا خروج القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق إلى التكلفة المالية الباهظة التي تقدر بـ5 تريليونات دولار، فضلاً عن الخسائر البشرية التي منيت بها، لافتاً إلى أن الرئيس بايدن يرى أن تكاليف الحرب كبيرة ولا عائد منها، ويفضل التوجه إلى مهددات الأمن القومي، والاستفادة من تلك الأموال في تحقيق أهدافه الانتخابية ومواجهة البطالة والتوظيف خاصة في ظل تحديات كورونا، كما أن المواطن الأمريكي نفسه بدأ يتململ من وجود قواته بالخارج.