لماذا عادت الانقلابات العسكرية إلى أفريقيا ؟
الاثنين / 06 / صفر / 1443 هـ الاثنين 13 سبتمبر 2021 15:50
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
شهد غرب أفريقيا 3 انقلابات خلال عام، اثنان في مالي وآخرها هذا الأسبوع في غينيا، ومحاولة انقلاب فاشلة في النيجر، ونقل عسكري تعسفي للسلطة في تشاد بعد اغتيال رئيسها، ما يهدد القارة بالعودة إلى حقبة الاضطرابات بعدما عاشت عهودا من الديموقراطية بشكل نسبي في العقدين الأخيرين.
وذكرت إحدى الدراسات أن أفريقيا وجنوب الصحراء شهدا 80 انقلاباً ناجحاً و108 محاولات انقلاب فاشلة بين عامي 1956 و2001، بمتوسط 4 محاولات في السنة، ولكن ذلك المعدل انخفض إلى النصف من ذلك الحين وحتى عام 2019، إذ اتجهت معظم الدول الأفريقية إلى التحول الديموقراطي، مما يطرح الكثير من الأسئلة بشأن عودة تعطش العسكر إلى السلطة.
وكان القادة العسكريون الأفارقة في العقود الأولى لما بعد حقبة الاستعمار يتذرعون بثلاثية الفساد وسوء الإدارة والفقر للقيام بالانقلابات العسكرية، وهذا ما حصل في الحالة الأخيرة التي حدثت في غينيا، عندما استخدم العقيد مامادي دومبويا تلك التبريرات نفسها، مشيرا إلى أن الفقر والفساد المستشري كانا سبب الإطاحة بالرئيس ألفا كوندي، البالغ من العمر 83 عاماً.
وعلى المنوال نفسه، ادعى العسكريون الذين نفذوا انقلابا في مالي المجاورة العام الماضي أن السرقة وسوء الإدارة وراء استيلائهم على السلطة، وهي الحجج نفسها التي تذرع بها الجنرالات في السودان وزيمبابوي الذين أطاحوا بالرئيس عمر البشير في العام 2019، والرئيس روبرت موغابي في العام 2017 على التوالي.
ويبدو أن تلك التبريرات لا تزال تلقى صدى لدى العديد من الشعوب الأفريقية لأنها تصيب كبد الحقيقة ولأنهم يشعرون أن مشكلات بعض بلدانهم تتفاقم وتزداد سوءا رغم وجود أجواء ديموقراطية وعمليات انتخاب.
وأجرت شبكة الأبحاث «Afrobarometer» دراسات استقصائية في 19 دولة أفريقية أظهرت أن 6 من كل 10 مشاركين يقولون إن الفساد يتزايد في بلادهم ووصل الرقم إلى 63٪ في غينيا، بينما قال 2 من كل 3 إن حكوماتهم لا تتعامل مع تلك القضايا بكفاءة وجدية.
ويعتقد 72٪ أن المواطنين العاديين سيكونون عرضة لعمليات انتقام أو عواقب سلبية أخرى إذا أبلغوا السلطات عن الفساد ما يدل على أن الأفارقة يعتقدون أن مؤسساتهم العامة ليست مجرد مشارك في الأنظمة الفاسدة، بل وتدافع عنها بشكل مستميت.
وتفاقم الوضع المأساوي بالفعل بسبب الاقتصادات الهشة في أفريقيا التي أثرت عليها جائحة فايروس كورونا، فهناك واحد من كل 3 أشخاص عاطل عن العمل الآن في نيجيريا، رغم أنها تشكل أكبر اقتصاد في غرب أفريقيا.
وينطبق الشيء نفسه على جنوب أفريقيا، الدولة الأكثر تصنيعاً في القارة، فيما يقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من الفقر المدقع جنوب الصحراء الكبرى بأكثر من 500 مليون نسمة، أي نصف عدد السكان.
وما يزيد من المشكلات الاقتصادية أن متوسط العمر في القارة يبلغ 20 عاماً، ويوافق ذلك تزايد سريع جدا في أعداد السكان مقارنة ببقية أنحاء العالم، ما يؤدي إلى زيادة حدة المنافسة الشرسة بالفعل على الموارد.
وبحسب بعض الخبراء فإن العوامل تخلق مناخا خصبا للانقلابات التي تلقى دعما من الشباب اليائسين الذين فقدوا صبرهم تجاه وعود «قادتهم الفاسدين»، وهذا ما كان واضحا في شوارع غينيا بعد الاستيلاء على السلطة، إذ إن بعض الغينيين المبتهجين عمدوا إلى تقبيل الجنود تعبيرا عن فرحتهم بالانقلاب.
وذكرت إحدى الدراسات أن أفريقيا وجنوب الصحراء شهدا 80 انقلاباً ناجحاً و108 محاولات انقلاب فاشلة بين عامي 1956 و2001، بمتوسط 4 محاولات في السنة، ولكن ذلك المعدل انخفض إلى النصف من ذلك الحين وحتى عام 2019، إذ اتجهت معظم الدول الأفريقية إلى التحول الديموقراطي، مما يطرح الكثير من الأسئلة بشأن عودة تعطش العسكر إلى السلطة.
وكان القادة العسكريون الأفارقة في العقود الأولى لما بعد حقبة الاستعمار يتذرعون بثلاثية الفساد وسوء الإدارة والفقر للقيام بالانقلابات العسكرية، وهذا ما حصل في الحالة الأخيرة التي حدثت في غينيا، عندما استخدم العقيد مامادي دومبويا تلك التبريرات نفسها، مشيرا إلى أن الفقر والفساد المستشري كانا سبب الإطاحة بالرئيس ألفا كوندي، البالغ من العمر 83 عاماً.
وعلى المنوال نفسه، ادعى العسكريون الذين نفذوا انقلابا في مالي المجاورة العام الماضي أن السرقة وسوء الإدارة وراء استيلائهم على السلطة، وهي الحجج نفسها التي تذرع بها الجنرالات في السودان وزيمبابوي الذين أطاحوا بالرئيس عمر البشير في العام 2019، والرئيس روبرت موغابي في العام 2017 على التوالي.
ويبدو أن تلك التبريرات لا تزال تلقى صدى لدى العديد من الشعوب الأفريقية لأنها تصيب كبد الحقيقة ولأنهم يشعرون أن مشكلات بعض بلدانهم تتفاقم وتزداد سوءا رغم وجود أجواء ديموقراطية وعمليات انتخاب.
وأجرت شبكة الأبحاث «Afrobarometer» دراسات استقصائية في 19 دولة أفريقية أظهرت أن 6 من كل 10 مشاركين يقولون إن الفساد يتزايد في بلادهم ووصل الرقم إلى 63٪ في غينيا، بينما قال 2 من كل 3 إن حكوماتهم لا تتعامل مع تلك القضايا بكفاءة وجدية.
ويعتقد 72٪ أن المواطنين العاديين سيكونون عرضة لعمليات انتقام أو عواقب سلبية أخرى إذا أبلغوا السلطات عن الفساد ما يدل على أن الأفارقة يعتقدون أن مؤسساتهم العامة ليست مجرد مشارك في الأنظمة الفاسدة، بل وتدافع عنها بشكل مستميت.
وتفاقم الوضع المأساوي بالفعل بسبب الاقتصادات الهشة في أفريقيا التي أثرت عليها جائحة فايروس كورونا، فهناك واحد من كل 3 أشخاص عاطل عن العمل الآن في نيجيريا، رغم أنها تشكل أكبر اقتصاد في غرب أفريقيا.
وينطبق الشيء نفسه على جنوب أفريقيا، الدولة الأكثر تصنيعاً في القارة، فيما يقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من الفقر المدقع جنوب الصحراء الكبرى بأكثر من 500 مليون نسمة، أي نصف عدد السكان.
وما يزيد من المشكلات الاقتصادية أن متوسط العمر في القارة يبلغ 20 عاماً، ويوافق ذلك تزايد سريع جدا في أعداد السكان مقارنة ببقية أنحاء العالم، ما يؤدي إلى زيادة حدة المنافسة الشرسة بالفعل على الموارد.
وبحسب بعض الخبراء فإن العوامل تخلق مناخا خصبا للانقلابات التي تلقى دعما من الشباب اليائسين الذين فقدوا صبرهم تجاه وعود «قادتهم الفاسدين»، وهذا ما كان واضحا في شوارع غينيا بعد الاستيلاء على السلطة، إذ إن بعض الغينيين المبتهجين عمدوا إلى تقبيل الجنود تعبيرا عن فرحتهم بالانقلاب.