بريطانيا أمام «الأمر الواقع»
تطعيم المراهقين ليس «طلقة سحرية».. لكن «كوفيد» ليس رحيماً إذا أصابهم
الأربعاء / 08 / صفر / 1443 هـ الأربعاء 15 سبتمبر 2021 00:51
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
شغل رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، الذي أعلن أمس وفاة والدته الفنانة التشكيلية تشارلوت جونسون، الشارع البريطاني، وربما العالم، بقرار أطباء حكومته السماح بتطعيم الأطفال المراهقين من سن 12 إلى 15 عاماً. والأشد إثارة للغضب والاهتمام أن القرار أعطى الأطفال حق ترجيح موافقتهم على التطعيم على قرار والدِيهم!، وتلقى المعلمون تهديدات أمس من عدد من المنظمات المعنية بحقوق الأطفال بمقاضاتهم إذا قدموا النصح إلى طلابهم بالخضوع للقاحات كوفيد-19، خصوصاً أن الطلاب سيتم تطعيمهم في مدارسهم، باعتبارها «مرافق عمومية». وأقر نائب رئيس اللجنة الحكومية المشتركة للتطعيم والتحصين البرفيسور أنطوني هارندن أمس، بأن الآراء المتضاربة للعلماء، في شأن تطعيم المراهقين، ستتسبب بتردد كثيرين حيال الإقدام على التطعيم. وقالت رئيسة كرسي الصحة العامة العالمية في جامعة أدنبرة البروفيسور ديفي سريدار، في برنامج «صباح الخير بريطانيا» التلفزيوني أمس، إن الأزمة تفاقمت بسبب تأخر السلطات البريطانية في اتخاذ قرار بشأن تطعيم المراهقين. وأضافت «أي عالم فايروسات أعرفه في ألمانيا، وفرنسا، وأمريكا، وكندا حرص على تطعيم ابنه المراهق». وزادت أن الأدلة على إمكان تطعيم المراهقين ظهرت منذ مايو الماضي. لكن بريطانيا تأخرت حتى أمس الأول. وأوضح وزير التطعيم البريطاني ناظم زهاوي- في مقابلة بثتها شبكة «سكاي نيوز» البريطانية أمس- أنه لن يكون مسموحاً للطفل بمخالفة رأي والده، أو ولي أمره، بشأن التطعيم إلا بعد مقابلة طبيب مختص. وزاد أن الحكومة سترسل لجميع أولياء الأمور نموذجاً إلكترونياً للموافقة على تطعيم أطفالهم. وقال إنه في حال رفض ولي الأمر التطعيم، ورغبة المراهق في تحصين نفسه، يقوم طبيب المدرسة باستدعاء الأب والطفل لمحاولة التوفيق بينهما. وإذا فشل الأمر، واعتبر الطبيب أن الطفل واع بما يكفي، فسيتم تلقيحه بموجب رغبته وقراره.
وكان كبير أطباء إنجلترا البروفيسور كريس ويتي، عقد مؤتمراً صحفياً بمقر رئيس الوزراء في لندن مساء الإثنين، أعلن فيه موافقة كبار أطباء كل من مقاطعات إنجلترا وأسكتلندا، وويلز، وآيرلندا الشمالية على تطعيم ثلاثة ملايين مراهق تراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً. وأعربت تجمعات حاشدة لأولياء الأمور عن غضبهم من قرار الحكومة البريطانية، خصوصاً إعطاءها حق الموافقة للطفل ضد رغبة والده. وأشاروا إلى أن مخاوفهم تنبع مما تردد عن احتمال تعرض المراهقين لمضاعفات جانبية، كالإصابة بالتهاب العضلة القلبية إذا تم تطعيمهم بلقاح فايزر-بيونتك. لكن الحكومة قالت إن عدد تلك الحالات ضئيل جداً بالمقارنة إلى ملايين المطعّمين الذين لم يبلغوا عن أي تأثيرات جانبية لتطعيمهم. وقال البروفيسور ويتي في مؤتمره الصحفي إن كبار الأطباء الأربعة توصلوا إلى أن منافع تطعيم المراهقين، وبالتالي تقليص تفشي عدوى فايروس كورونا الجديد تفوق المخاوف من حدوث تأثيرات جانبية. وأعلن جونسون أمس (الثلاثاء)، في مؤتمر صحفي شارك فيه كبير علماء الحكومة سير باتريك فالانس، والبروفيسور ويت، موافقته على قرار كبار الأطباء الأربعة، وأن برنامج تطعيم المراهقين سيبدأ فوراً. وتلقى وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد خطاباً من كبار الأطباء الأربعة يعلنون فيه قرارهم، مشفوعاً بتحذير من تطعيم الأطفال من سن 12 إلى 15 عاماً ينطوي على خطر عارض ونادر بالإصابة بمرض شديد، أو حتى الوفاة في حالات أقل شيوعاً. وأضاف الخطاب: إن مخاطر التطعيم، خصوصاً الإصابة بالتهاب العضلة القلبية، نادرة جداً. وأقر البروفيسور ويتي أمس بأن تطعيم المراهقين ليس «طلقة سحرية»، على حد تعبيره. لكنه قال إن من شأنه أن يقلص الانقطاع في المنظومة التعليمية. وأشارت نتيجة استطلاع للرأي أمس إلى أن 55% من الآباء الذين استُطلعت آراؤهم قالوا إنهم سيوافقون على تطعيم صبيانهم وصبياتهم. وذكر 37% من أولياء الأمور أنهم لن يوافقوا على تطعيم أبنائهم، فيما قال 9% من الآباء إنهم لم يحددوا رأياً قاطعاً بعد. وقال 77% ممن استطلعت آراؤهم إنهم حصلوا على اللقاحات المضادة لكوفيد-19. وقالت مديرة وكالة الأدوية البريطانية (معادل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية) الدكتورة جون راين، إن وكالتها راجعت بتوسع شديد التقارير من بريطانيا والعالم بشأن إصابة شبان بالتهاب عضلة القلب. وذكرت أن الإصابة تحدث غالباً لذكور، وبعد حصولهم على الجرعة الثانية من اللقاحين اللذين يستخدمان تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي (mRNA). وزادت: الخلاصة أن تلك الحالات ضئيلة جداً. ويتم شفاؤها في غضون فترة وجيزة جداً. وشدد البروفيسور ويتي على أنه لا توجد أي خطط لتطعيم الأطفال دون سن 12 عاماً. وأضاف: لن نلحَّ على الأطفال بأنه يجب عليهم التطعيم كما نلحُّ على البالغين، لأننا نعرف أن الفوائد الصحية من تطعيمهم هامشية. لكن العلماء يرجحون ضرورة خضوعهم للقاح. وزاد: لا بد من الالتفات إلى الحقيقة المتمثلة في أن كوفيد-19 ليس مرضاً حميداً ورفيقاً بالأطفال، بل يمكن أن تكون له تأثيرات طويلة المدى على من يصيبهم من الأطفال. وتمسك علماء الحكومة البريطانية بأن اللقاحات فعالة جداً وآمنة جداً لدى الأطفال. وقال البروفيسور ويتي: ليس هناك مجال في الطب يخلو من المخاطر.
«أكسفورد» تعكف على محاربة «طاعون مدغشقر»
عاد علماء جامعة أكسفورد إلى مختبراتهم ليعملوا ليل نهار، في سابق مع الزمن، لابتكار لقاح مضاد للطاعون، الذي اندلع أخيراً في جزيرة مدغشقر، وأودى بحياة 7 أشخاص هناك. وكانت مديرة الطب الوقائي في مدغشقر فيدينيانا راندريان، أبلغت الصحف المحلية أمس الأول، بأن 22 شخصاً يجري علاجهم في المشافي من الإصابة بالتهاب رئوي طاعوني. وهذا هو أكبر اندلاع للطاعون في هذه الجزيرة المقابلة للساحل الأفريقي. وكانت آخر مرة اندلع فيها وباء الطاعون هناك في عام 2017، حين أدى إلى مقتل 200 شخص، وإصابة 2400 من سكان مدغشقر. وقال علماء جامعة أكسفورد إنهم بدأوا المرحلة الأولى من تجارب سريرية على لقاح ابتكروه ضد هذا الوباء القاتل. وذكرت قائدة الفريق العلمي بالجامعة البريطانية العريقة البروفيسور كريستين روليير إن فريقها يستخدم الطريقة نفسها التي أسفرت عن ابتكار لقاح أسترازينيكا المضاد لوباء كوفيد-19، الذي يعرف علمياً بمصطلح ChAdOx.
وكان كبير أطباء إنجلترا البروفيسور كريس ويتي، عقد مؤتمراً صحفياً بمقر رئيس الوزراء في لندن مساء الإثنين، أعلن فيه موافقة كبار أطباء كل من مقاطعات إنجلترا وأسكتلندا، وويلز، وآيرلندا الشمالية على تطعيم ثلاثة ملايين مراهق تراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً. وأعربت تجمعات حاشدة لأولياء الأمور عن غضبهم من قرار الحكومة البريطانية، خصوصاً إعطاءها حق الموافقة للطفل ضد رغبة والده. وأشاروا إلى أن مخاوفهم تنبع مما تردد عن احتمال تعرض المراهقين لمضاعفات جانبية، كالإصابة بالتهاب العضلة القلبية إذا تم تطعيمهم بلقاح فايزر-بيونتك. لكن الحكومة قالت إن عدد تلك الحالات ضئيل جداً بالمقارنة إلى ملايين المطعّمين الذين لم يبلغوا عن أي تأثيرات جانبية لتطعيمهم. وقال البروفيسور ويتي في مؤتمره الصحفي إن كبار الأطباء الأربعة توصلوا إلى أن منافع تطعيم المراهقين، وبالتالي تقليص تفشي عدوى فايروس كورونا الجديد تفوق المخاوف من حدوث تأثيرات جانبية. وأعلن جونسون أمس (الثلاثاء)، في مؤتمر صحفي شارك فيه كبير علماء الحكومة سير باتريك فالانس، والبروفيسور ويت، موافقته على قرار كبار الأطباء الأربعة، وأن برنامج تطعيم المراهقين سيبدأ فوراً. وتلقى وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد خطاباً من كبار الأطباء الأربعة يعلنون فيه قرارهم، مشفوعاً بتحذير من تطعيم الأطفال من سن 12 إلى 15 عاماً ينطوي على خطر عارض ونادر بالإصابة بمرض شديد، أو حتى الوفاة في حالات أقل شيوعاً. وأضاف الخطاب: إن مخاطر التطعيم، خصوصاً الإصابة بالتهاب العضلة القلبية، نادرة جداً. وأقر البروفيسور ويتي أمس بأن تطعيم المراهقين ليس «طلقة سحرية»، على حد تعبيره. لكنه قال إن من شأنه أن يقلص الانقطاع في المنظومة التعليمية. وأشارت نتيجة استطلاع للرأي أمس إلى أن 55% من الآباء الذين استُطلعت آراؤهم قالوا إنهم سيوافقون على تطعيم صبيانهم وصبياتهم. وذكر 37% من أولياء الأمور أنهم لن يوافقوا على تطعيم أبنائهم، فيما قال 9% من الآباء إنهم لم يحددوا رأياً قاطعاً بعد. وقال 77% ممن استطلعت آراؤهم إنهم حصلوا على اللقاحات المضادة لكوفيد-19. وقالت مديرة وكالة الأدوية البريطانية (معادل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية) الدكتورة جون راين، إن وكالتها راجعت بتوسع شديد التقارير من بريطانيا والعالم بشأن إصابة شبان بالتهاب عضلة القلب. وذكرت أن الإصابة تحدث غالباً لذكور، وبعد حصولهم على الجرعة الثانية من اللقاحين اللذين يستخدمان تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي (mRNA). وزادت: الخلاصة أن تلك الحالات ضئيلة جداً. ويتم شفاؤها في غضون فترة وجيزة جداً. وشدد البروفيسور ويتي على أنه لا توجد أي خطط لتطعيم الأطفال دون سن 12 عاماً. وأضاف: لن نلحَّ على الأطفال بأنه يجب عليهم التطعيم كما نلحُّ على البالغين، لأننا نعرف أن الفوائد الصحية من تطعيمهم هامشية. لكن العلماء يرجحون ضرورة خضوعهم للقاح. وزاد: لا بد من الالتفات إلى الحقيقة المتمثلة في أن كوفيد-19 ليس مرضاً حميداً ورفيقاً بالأطفال، بل يمكن أن تكون له تأثيرات طويلة المدى على من يصيبهم من الأطفال. وتمسك علماء الحكومة البريطانية بأن اللقاحات فعالة جداً وآمنة جداً لدى الأطفال. وقال البروفيسور ويتي: ليس هناك مجال في الطب يخلو من المخاطر.
«أكسفورد» تعكف على محاربة «طاعون مدغشقر»
عاد علماء جامعة أكسفورد إلى مختبراتهم ليعملوا ليل نهار، في سابق مع الزمن، لابتكار لقاح مضاد للطاعون، الذي اندلع أخيراً في جزيرة مدغشقر، وأودى بحياة 7 أشخاص هناك. وكانت مديرة الطب الوقائي في مدغشقر فيدينيانا راندريان، أبلغت الصحف المحلية أمس الأول، بأن 22 شخصاً يجري علاجهم في المشافي من الإصابة بالتهاب رئوي طاعوني. وهذا هو أكبر اندلاع للطاعون في هذه الجزيرة المقابلة للساحل الأفريقي. وكانت آخر مرة اندلع فيها وباء الطاعون هناك في عام 2017، حين أدى إلى مقتل 200 شخص، وإصابة 2400 من سكان مدغشقر. وقال علماء جامعة أكسفورد إنهم بدأوا المرحلة الأولى من تجارب سريرية على لقاح ابتكروه ضد هذا الوباء القاتل. وذكرت قائدة الفريق العلمي بالجامعة البريطانية العريقة البروفيسور كريستين روليير إن فريقها يستخدم الطريقة نفسها التي أسفرت عن ابتكار لقاح أسترازينيكا المضاد لوباء كوفيد-19، الذي يعرف علمياً بمصطلح ChAdOx.