كتاب ومقالات

أخلاق و(خلاقين) !

ريهام زامكه

عزيزي القارئ/‏‏ عزيزتي القارئة:

هل تبحثون عن الشهرة والظهور على الساحة والسيطرة على المشهد؟

إذا كان الجواب: نعم، فاسمحوا لي أن أعطيكم الخُطة !

بدايةً؛ تجرد من جميع أخلاقياتك ثم امشي على قاعدة:

(حتى تكون في المقدمة عليك أن تقف بالمؤخرة).

بمعنى إذا أردت الشهرة والترند والمشاهدات العالية لتحصد الأموال، فتفصخ من أخلاقك و(خلاقينك) بقدر المستطاع سواءً كنت رجلاً أم امرأة، وحينها صدقني سوف تتربع على القمة في أدنى مستوياتها.

وأنت يا عزيزي المتابع؛ حرفياً إذا أردت أن تبحث عن (القرف) وحومة الكبد والانحطاط الأخلاقي سوف تجده فوراً في حسابات بعض (فقاعات) السوشال ميديا وتحديداً عبر تطبيق (سناب شات وتيك توك).

فحين تتابع هُناك بعض المحسوبين على الذكور سوف تجدهم (يتفصخون) في أغلب الأحيان، ويستعرضون بأجسامهم وبعضلاتهم (المنفوخة عالفاضي) في مناظر مثيرة بالفعل للقرف، ولا أعتقد أن رجلاً منكم يتمنى لو تشاهد مثل هذه الأشكال المبتذلة زوجته أو ابنته أو أخته.

وحين تتابع امرأة تقول عن نفسها (فاشينيستا) وبالمناسبة (Fashionista) هي كلمة إنجليزية وتطلق على الشخص المهتم بالموضة، سوف تجد (فاشينيستاتنا) المُفخخات بالبوتكس والفيلر بعيدات تمام البُعد عن الموضة والأزياء الجميلة والراقية.

في مجتمعاتنا العربية، تُركز المرأة التي تبحث عن الشهرة وتريد كسب المشاهدات ولفت الانتباه على (جسدها).

فتعرضه أمام الملأ بطريقة مثيرة للاشمئزاز وكأنها سلعة رخيصة في سوق شعبي مكتظ بالناس، أو (الخرفان) الباحثين عن مثل هذه النماذج من النساء (الرخيصات) المُتصنعات وهُن في الواقع (لا وجه في مقعد ولا حضن في مرقد).

ومنهن من هي على استعداد لأن تفقد كرامتها، وقيمتها، وأخلاقها، وحياءها، وخصوصيتها، بعرضها لجسدها فقط من أجل الشهرة وكسب أكبر عدد من المشاهدات، وجني الأموال!

والله الحال زاد عن حده؛ لذا أرجو أن يلتفت المسؤولون لهذه الفئة من الناس التفاتة جادة وحاسمة، وأن يضعوا رقابة مشددة وحداً للسفاهة والتجاوزات الأخلاقية والتشوه البصري الذي نشاهده وأصبح يعم في جميع أرجاء مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات.

لا أدري لماذا تذكرت قصة (اللي اختشوا ماتوا).

ولكن وعلى كل حال قالوها في الأمثال:

«قالوا للقردة اتبرقعي، قالت: وجهي متعود على الفضايح».