كتاب ومقالات

اليوم الوطني والاقتصاد

منى العتيبي

بينما كنت أستعد للاحتفاء باليوم الوطني في عامه الـ٩١ كعادتي كل سنة، لفت انتباهي بأن كل ما اشتريته من أدوات للحفل هو صناعة سعودية محلية على عكس السنوات الماضية التي كانت صناعتها مستوردة (غالبًا تأتي جودتها ناقصة)، وفي هذا الأمر مؤشر جيد إلى استثمار المواسم في انتعاش الاقتصاد المحلي، وفي المقابل دعم الشركات الصغيرة في الإنتاج.

وقد ساهم الإعلان عن شعار مناسبة الاحتفاء باليوم الوطني قبل الموعد بشهر على استعداد الشركات المحلية في صناعة كل ما يحتاجه السوق لهذه المناسبة من أعلام وشعارات وأدوات الزينة ولم يدع فرصة للاستعانة بالصناعات الخارجية من الدول المصنعة كالصين وغيرها.

أيضًا لم يكن تأثير اليوم الوطني السعودي محصورًا على الشركات المحلية؛ بل تخطى ذلك إلى الشركات العالمية وانتعشت شركات مواقع التواصل الاجتماعي والتجارة الإلكترونية وتفاعلت بالدعاية والإعلان والتركيز على إنتاج «اللون الأخضر» من ملابس وغيرها؛ من أجل هذا ينبغي أن تكون هناك خطة اقتصادية تقوم على دعم الشركات المحلية في استثمار مواسم المناسبات المحلية لتقديم الصناعات المحلية الخالصة دون الاستعانة بشركات خارجية، ولا بد أن تراعي هذه الخطة الفترة الزمنية المناسبة لإطلاق هوية برنامج المناسبة حتى تتمكن الشركات من الاستعداد الجيد والمنافس مثلما حدث مع اليوم الوطني لهذا العام.

يقودني الحديث إلى مواصلة استثمار موسم الرياض في تقديم المزيد من الفرص للشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة وتخصيص مساحات لها لعرض منتجاتها دعمًا للصناعة المحلية وتسويقًا لها واستهدافًا للأجيال؛ بحيث نتمكن من صناعة علاقة جيدة يسودها الثقة بين المنتج المحلي والمستهلك المحلي الذي تعوّد لسنوات على الصناعات الخارجية والعالمية.

ختامًا.. كل عام ووطني يعلو بخير، كل عام ومليكي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده أميرنا صانع الإبداع محمد بن سلمان بخير وصحة وعافية.