أخبار

«الثالثة».. مأمونة.. وفعالة

«تنشيطية» موديرنا ستكون نصف حجم جرعته الحالية

مخترعة تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الدكتورة كاريكو حصلت على جائزة رفيعة. (وكالات)

«عكاظ» (لندن، واشنطن) OKAZ_online@

تَواصَل الاهتمام عالمياً أمس بمنح السكان جرعة ثالثة من لقاحات كوفيد-19، لتعزيز مناعتهم ضد الفايروس ومتحوراته الوراثية المتفشية والمحتملة الظهور. وكالعادة مع كل إبرة تطعيم تظهر المخاوف من التأثيرات الجانبية المحتملة. وذكرت دراسة أجراها باحثو المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها (CDC) أمس أن 79% ممن حصلوا على الجرعة التنشيطية الثالثة من لقاح فايزر-بيونتك أبلغوا عن تعرضهم للأعراض المتوقعة بعد كل إبرة تطعيم: ألم، احمرار في محل الإبرة، أو تورُّم مكان الطعنة. وقال 74% منهم إن المضاعفات التي شعروا بها تشمل الحمى، والصداع، والقشعريرة، أو آلام المفاصل. وذكرت المراكز الأمريكية المشار إليها أن هذه النتيجة مماثلة لما قاله الناس بعد حصولهم على الجرعة الثانية من اللقاح؛ إذ قال 77% منهم آنذاك إنهم شعروا بألم في محل طعنة الإبرة، أو احمراره، أو تورمه؛ فيما قال 76% إنهم شعروا بأعراض أخرى. وخلصت إلى أن لا يوجد شيء يدل على أن من المحتمل حدوث مضاعفات غير متوقعة، وأنه يبدو إجمالاً أن الجرعة الثالثة بذات مأمونية وفعالية الجرعتين الأولى والثانية.

وكانت الولايات المتحدة أقرت منح الجرعة التنشيطية الثالثة للأشخاص المصابين بمشكلات في المناعة، ومنهم الذين خضعوا لجراحات زرع أعضاء؛ ومن تجاوزت أعمارهم 65 عاماً، والأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً الذين يعانون أمراضاً مزمنة. ومن بين 2.21 مليون شخص حصلوا على الجرعة الثالثة، 401 شخص اضطروا إلى طلب المساعدة الطبية بعد خضوعهم للجرعة الثالثة، وهي نسبة لا تعدو 1.8%؛ فيما تم تنويم 13 شخصاً فقط، لا تعدو نسبتهم 0.1% من العدد الكلي المشار إليه. وقال 84.7% ممن حصلوا على جرعتهم الثالثة من لقاح موديرنا إنهم شعروا بأعراض؛ في مقابل 83.5% هم الذين اشتكوا من أعراض مماثلة بعد الجرعة الثانية من اللقاح نفسه. وقال 93.3% إن الألم الذي شعروا به في مكان طعنة الإبرة الثالثة إما خفيف أو متوسط.

من ناحية ثانية؛ نسبت بلومبيرغ أمس إلى مصادر مطلعة لم تسمّها قولها إن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية تتجه إلى إقرار إعطاء نصف جرعة من لقاح موديرنا لتكون جرعة تعزيزية ثالثة. وأضافت أن الهيئة على اقتناع بأن تلك الكمية كافية وفعالة لتعزيز الحماية المناعية لدى الشخص. ونجحت الولايات المتحدة حتى الآن في تطعيم 170 مليوناً من سكانها؛ الذين حصل 92% منهم إما على لقاح فايزر-بيونتك، أو موديرنا.

وفيما أعلنت شركة أيميونتيبيو، التي يسيطر عليها الملياردير بارتريك سون شيونغ أنها تعتزم تجربة لقاح جديد مضاد لكوفيد-19، في جنوب أفريقيا؛ قالت شركة فايزر الدوائية الأمريكية أمس الأول إنها رفعت إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بيانات التجارب السريرية التي أجرتها لمعرفة مأمونية وفعالية لقاحها المضاد لكوفيد-19 لدى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 5 سنوات و11 سنة. وأضافت أنها ستتقدم بطلب لفسح لقاحها لهذه الفئة العمرية إلى وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي. وكشفت أن المرحلة الثالثة والأخيرة من تجاربها السريرية على تلك الفئة شملت 2200 طفل. ويعتقد أن عدد الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 5 و11 سنة في الولايات المتحدة يصل إلى 28 مليوناً. وكان نحو 17 مليوناً من المراهقين من عمر 12 إلى 15 عاماً قد تمت الموافقة على تلقيحهم ضد كوفيد-19 في مايو 2021. وتشير الأرقام الرسمية الأمريكية إلى تباطؤ تطعيم الصغار؛ إذ إن نحو 42% فقط ممن هم في سن 12-15 عاماً تم تحصينهم بجرعتي اللقاحات المتاحة، في مقابل 60% من البالغين الذين حصلوا على الجرعتين الأولى والثانية.

«حبة كوفيد»... ليست «كعكة»

فايزر وميرك وحدهما!

دفع إعلان شركتي فايزر وميرك وشركاه الدوائيتين الأمريكيتين أمس الأول عن عكوفهما على إجراء تجارب لابتكار قرص يتناول بالفم لعلاج فايروس كورونا الجديد؛ عدداً من الشركات الدوائية حول العالم لإعلان تقدم تجارب مماثلة تجريها لتحقيق الغاية نفسها. وقالت شركات «إنتا فارماسوتيكالز»، و«بارديس بيوساينس»، وشيونغي وشركاه اليابانية، ونوفارتيس إنها طورت أقراصاً تستهدف منع الفايروس من استنساخ نفسه داخل الخلايا التي يصيبها. وأضافت أنها حرصت في تجاربها على تفادي الحاجة إلى تناول عدد من الأقراص خلال اليوم، والتركيز على مأمونية هذه الأدوية. ويقول الخبراء إن اللقاحات هي أفضل وسيلة لكبح تفشي الفايروس، الذي يبدو أنه باقٍ مع الإنسانية إلى الأبد. لكن لا بد من إيجاد سبل أفضل لمعالجة المرض الذي يتسبب فيه. وأشارت رويترز أمس الأول الى أن منافسي فايزر وميرك وشركاه متأخرين عنهما بما لا يقل عن سنة. فقد بدأت بارديس المرحلة الأولى من تجاربها السريرية على القرص الجديد الشهر الماضي، فيما تقول شركة شيونوغي اليابانية إن تجاربها ستبدأ بحلول نهاية السنة الحالية. ورجح خبراء أن يصل حجم مبيعات أي أقراص جديدة لعلاج كوفيد-19 إلى أكثر من 10 مليارات دولار. ووقعت ميرك وشركاه اتفاقاً مع الحكومة الأمريكية لشراء الوصفة العلاجية من قرصها المحتمل بـ700 دولار للفرد الواحد.