انتهى جزء كبير من مشكلة انقطاع بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي حدثت يوم الإثنين، بينما كنت أكتب هذه المقالة وأتابع الشائعات، حول سبب انقطاع تطبيقات الواتساب وفيسبوك وإنستغرام عن العمل.

أعتقد أننا نمر بواحدة من تلك اللحظات «التاريخية» في الوقت الحالي وبالأخص صناعة الإنترنت -إن جاز التعبير- فبعد سنوات من الآن سوف ننظر إلى الوراء ونتذكر هذه الليلة بإعجاب، بينما نتواصل بالتخاطر مثلاً عبر تطبيق جديد من تطبيقات التواصل الاجتماعي غير القابل للانقطاع مهما حدث. نتذكر هذه الليلة بحنين وإعجاب بسبب ما سيلحقها من تطور كبير سيغير وسائل التواصل الاجتماعي واقتصاديات الإنترنت للأجيال القادمة.

لقد شكّلت الابتكارات التكنولوجية الهامة تاريخ البشرية. فاستبدل المحرك البخاري بالعضلات الآلات. وتجاوزت الاتصالات سرعة الحمام الزاجل. وباستخدام الإنترنت تم إنشاء مجتمعات عالمية في قرية صغيرة كما يقال.

وراء عمل هذه الشبكات فكرة عظيمة، هي أن جميع البشر يتشاركون بعض الخبرات والقيم والاهتمامات الأساسية، وأنه لا توجد مجموعة بشرية متفوقة بطبيعتها على الآخرين. لذلك فإن التعاون أكثر منطقية من الصراع. يجب على جميع البشر العمل معاً لحماية قيمهم المشتركة وتعزيز مصالحهم المشتركة. وأفضل طريقة لتعزيز هذا التعاون هي تسهيل حركة الأفكار والسلع والأموال والأشخاص في جميع أنحاء العالم عبر الشبكة العنكبوتية التي وإن قاد الصراع الشركات المتنافسة إلى تدمير بعض البنى التحتية للشركات الأخرى أو الانتفاع بتعطلها فإن المستقبل مع التعاون البشري الذي ستقوده إحدى هذه الشركات أو ربما شركة جديدة أو اتحاد الشركات القديمة.