أخبار

236.000.000 تخلي الدول عن «صفر كوفيد» يترك الصين وحدها في حرب «الاجتثاث»

آردن أقرت بلا جدوى محاولة استئصال تفشي الفايروس. (وكالات)

«عكاظ» (واشنطن، سيدني) OKAZ_online@

استمر التراجع الملحوظ في إصابات كوفيد-19 ووفياته على مستوى العالم أمس، إلى ما دون نصف المليون إصابة (440108 إصابات الإثنين)، رافقتها 7411 وفاة على مستوى دول العالم. وارتفع تبعاً لذلك العدد التراكمي لإصابات العالم أمس إلى 236.23 مليون إصابة منذ اندلاع جائحة فايروس كورونا الجديد في نهاية 2019. وقفز عدد وفيات العالم ليصل أمس إلى 4.82 مليون وفاة. وكالمعتاد منذ أكثر من أسبوعين، تقدم الولايات المتحدة المساهمة الكبرى في عدد الحالات الجديدة يوميا. فقد سجلت الإثنين 169202 إصابة جديدة بحسب مرصد بلومبيرغ. وواكب ذلك قيدُ 1829 وفاة إضافية. ولذلك كان طبيعياً أن يقفز العدد التراكمي لإصابات أمريكا أمس إلى 44.68 مليون إصابة؛ نجم عنها أكثر من 700 ألف وفاة.

كان الخبر الأشد إثارة للاهتمام على المستوى العالمي أمس هو اعتراف رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آردن أمس الأول، بأن من الصعب جداً متابعة تحقيق سياسة اجتثاث كوفيد-19 إلى مستوى الصفر. وترددت أصداء تصريحها في أستراليا بوجه الخصوص، حيث تتبع أستراليا إستراتيجية مماثلة، تتطلب تطبيق تدابير غايةً في التشدد والصرامة، لمنع تفشي الوباء؛ بل إن الحدود الدولية لأستراليا لا تزال مغلقة منذ اندلاع نازلة كورونا؛ حتى أن مواطني أستراليا الذين تصادف وجودهم في الخارج لا يستطيعون منذ أشهر العودة لبلادهم! وأعلنت الحكومة النيوزيلندية أمس أنها سجلت 24 حالة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية. وقالت رئيسة الحكومة النيوزيلندية إن تركيز حكومتها سينصب من الآن فصاعداً على الارتقاء بعدد من سيخضعون للقاحات كوفيد-19. وأضافت أن الحكومة ستسعى إلى السيطرة على تفشي الفايروس، بدلاً من محاولة اجتثاثه نهائياً. غير أن مواطنيها لا يزالون في حيرة من أمرهم؛ إذ لا يعرفون متى وكيف سيكون خروجهم من تدبير الإغلاق الذي ترزح تحته ثانية كبرى مدن البلاد- أوكلاند- منذ 48 يوماً. وقالت مديرة هيئة الصحة آشلي بلومفيلد أمس إن الإغلاق قد يستمر في مدينة أوكلاند لما يراوح بين 4 و8 أسابيع قادمة؛ أي حتى نهاية نوفمبر القادم. ويقول الخبراء إن وصول نيوزيلندا إلى مستويات مقبولة من التطعيم الجماعي سيستغرق وقتاً. ما قد يعني احتمال استمرار التدابير المشددة وقتاً أطول. وقالت بلومفيلد إنها كبقية أفراد شعبها تتطلع إلى صيف تنعم فيه البلاد بحريات أكبر. وأضافت أن وسيلة العبور لتلك المرحلة تتمثل في التطعيم باللقاحات المضادة لكوفيد-19. وزادت أن الفترة المقبلة من 4 إلى 8 أسابيع، حتى مطلع ديسمبر 2021 ستكون حاسمة للارتقاء بنسبة التلقيح.

وكانت نيوزيلندا أغلقت حدودها منذ عام ونصف العام، في سياق اتباع إستراتيجية «صفر كوفيد». وهي سياسة تمسكت بها آردن على رغم أن دول آسيا والمحيط الهادي الأخرى قررت التعايش مع الفايروس، بدلاً من مطاردة تفشيه. واعترفت آردن (الإثنين) بأن عمليات الإغلاق الصارم التي أنتجتها حكومتها لم تصل بها إلى «صفر كوفيد». وعزت إخفاق هذه الإستراتيجية إلى التفشي المتسارع لسلالة دلتا المتحورة وراثياً. بيد أن تلك الإستراتيجية أتاحت لنيوزيلندا أن تتخلص من الفايروس في بداية الجائحة، حتى أنها حققت أقل عدد من الإصابات والوفيات خلال السنة الأولى من النازلة. كما أتاح ذلك لسكانها العيش بحرية خالية من معظم القيود الصحية التي شهدتها دول العالم الأخرى. لكن البقاء في المنازل كل هذه الفترة الطويلة أثار حنق كثيرين هناك. وقد اندلعت السبت الماضي مظاهرات عارمة في أوكلاند ضد التدابير الوقائية. ويؤخذ على آردن وحكومتها الإبطاء في نشر حملة التطعيم، التي لم تبدأ بشكل سليم إلا خلال الشهر الماضي. ولم يتم حتى الآن سوى تحصين أقل من نصف عدد من تزيد أعمارهم على 12 عاماً. وهكذا فإن نيوزيلندا تأتي في ذيل قائمة الدول المتقدمة من حيث تلقيح الشعب. ويرى الخبراء أن المشكلة تتمثل في سماح الحكومة النيوزيلندية في وقت سابق هذا العام بإطلاق حرية التجمعات، وحضور الحفلات الحاشدة، ما جعل السيطرة على التفشي الوبائي أمراً متزايد الصعوبة. وحذر هؤلاء الخبراء من أن أي تخفيف للقيود الصحية المشددة قد يؤدي إلى ارتفاع مريع في عدد الإصابات الجديدة، ما سيجعل السيطرة على الوباء مستحيلةً. ولذلك نصحوا آردن بضرورة استمرار إغلاق مدينة أوكلاند شهرين إضافيين. لكن أستراليا المجاورة كانت قد فرضت الإغلاق في مدينتي سيدني وملبورن أسابيع عدة؛ من دون أن يكون له تأثيرٌ على عدد الحالات الجديدة. وبالمثل فإن سنغافورة أعلنت تخليها عن إستراتيجية «صفر كوفيد»، ليكون تركيزها على عدد المنومين والمتوفين بالوباء، بدلاً من عدد الإصابات الجديدة، خصوصاً بعدما نجحت سنغافورة في تطعيم أكثر من 80% من سكانها. وهكذا فإن تخلي معظم دول آسيا والمحيط الهادي عن إستراتيجية «صفر كوفيد» يجعل الصين تقف منفردة بين الأمم والشعوب، باستمرارها في محاولة «تصفير» عدد الإصابات، التي تتضاءل هنا لتتزايد في مكان آخر.

فرنسا تنضم لدول الـ 7 ملايين إصابة

(«عكاظ»/‏ نيويورك تايمز/‏ بلومبيرغ/‏ ويرلدأوميتر- 5 /‏ 10 /‏ 2021)