«كوفيد المزمن».. مزيد من الجدل
العلم لا يزال يجهل كوفيد نفسه.. فهل سيحل لغز «الطويل»؟
الخميس / 01 / ربيع الأول / 1443 هـ الخميس 07 أكتوبر 2021 04:50
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
«الجلطات الدقيقة.. هل هي السبب؟
اكتشفت عالمة في جنوب أفريقيا أن كوفيد المزمن قد يكون ناجماً عن عدد من «الجلطات الصغيرة جداً» التي تسبب كوفيد-19 بحدوثها في الدورة الدموية للمصابين به، قبل تلاشيه من أجسامهم. واعتبرت البروفسور ريسيا بريتوريوس، الأستاذة بشعبة العلوم الفيزيولوجية بجامعة ستيللينبوش في جنوب أفريقيا، أن تلك الجلطات الدقيقة قد تكونت بسبب الإخلال بقدرة الجسم على توزيع الأكسجين والمواد المغذية الحيوية على أعضائه. وقالت إن تلك الخثرات تفسر سبب شيوع أعراض بعينها لدى المصابين بكوفيد المزمن، وهي التعب، والصداع، وضيق التنفس. وجاء اكتشاف العالمة الجنوب أفريقية بعد مقارنتها صوراً للدورة الدموية لدى 11 مصاباً بكوفيد المزمن و13 شخصاً من الأصحّاء.
ظلت الأعراض التي يطلق عليها «كوفيد المزمن» (Long Covid) تثير قدراً كبيراً من الجدل والغموض في الأوساط العلمية، والطبية، والصحية. وبسبب ذلك الغموض في معرفة طبيعة المرض، ولماذا يصيب المتعافي من الإصابة بفايروس كورونا الجديد؛ ولماذا تتباين الفترة التي تستمر فيها أعراضه لدى المصاب بعد تعافيه... اختلف العلماء في تفسيرهم لظاهرة كوفيد المزمن. وتحدث خبراء صحيون عن أن كوفيد المزمن سيؤدي مستقبلاً الى استنزاف طاقات الخدمة الصحية في البلدان الغنية، من حيث تزايد عدد المصابين به، وحاجتهم الى رعاية صحية، قد تكون متخصصة أحياناً. وأقدم بعض الجامعات والهيئات الصحية المقتدرة على إنشاء أقسام تخصصية للعناية بضحاياه، وتكثيف تدوين الملاحظات، ونتائج الفحوص والتحليلات، لمعرفة مدى الضرر الحقيقي الذي نجم عن الإصابة الأصلية بالفايروس، وأدى بدوره الى إصابة المتعافي بهذا المرض الجديد، الذي لم يكن له وجود على سطح كوكب الأرض قبل اندلاع نازلة كورونا.
وبلغ الجدل في شأن كوفيد المزمن حداً بصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية لتتساءل في عنوان أحد تحليلاتها المتخصصة: هل تم تضخيم «كوفيد المزمن» وتهويل أمره؟ واعتبرت أن كوفيد المزمن بات شأناً مثيراً للقلق، حتى بالنسبة إلى بلد مثل بريطانيا التي اعتادت الأمراض المتفشية بحجم الأوبئة. وكان علماء جامعة أكسفورد البريطانية العريقة أشاروا في دراسة حديثة إلى أن ما لا يقل عن ثلث عدد الأشخاص الذين أصيبوا بمرض كوفيد-19، وتعافوا منه، سيصابون بعد شفائهم بما يقل عن واحد من أعراض الوباء، التي ستستمر لديهم لمدة ثلاثة أشهر، وربما أطول؛ كالإجهاد، والاكتئاب، وضيق التنفس، وسوء الهضم. وقارن علماء أكسفورد وباء كوفيد بفايروس قاتل آخر، هو فايروس الإنفلونزا، وتوصلوا إلى أن كوفيد-19 له قدرة على التسبب بأعراض تستمر أطول بنسبة تزيد على 50% من وباء فايروس الإنفلونزا.
وكان علماء جامعة لندن والخدمة الصحية الإنجليزية خلصوا في دراسة لم تنشر بعد إلى أن طفلاً من بين كل 7 أطفال يصابون بكوفيد-19 يعاني أعراضاً تستمر معه ثلاثة أشهر أو أكثر بعد شفائه من الفايروس. وأكثر الأعراض شيوعاً لدى الأطفال المصابين بكوفيد المزمن هما التعب غير العادي، والصداع المتكرر. وتشير إحصاءات مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني إلى أن عدد الأطفال المصابين بكوفيد المزمن يصل إلى 31 ألفاً، تراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً. وثمة مخاوف من أن يكون عدد الكبار المصابين بكوفيد المزمن يقدر بعشرات الآلاف، الذين أصيبوا بأعراض مُقْعِدةٍ، قد تستمر معهم أشهراً، أو سنوات، أو بقية حياتهم! غير أن أستاذ كرسي الطب بجامعة أكسفورد الذي ساعد في تطوير لقاح أسترازينيكا الإنجليزي المضاد لكوفيد-19 البروفسور جون بيل رجّح أن يكون أمر كوفيد المزمن ضحية التهويل والمبالغة. وتمسك بأن المصابين به عدد قليل. وزاد: كثير من الناس الذين يعتقدون أنهم مصابون بكوفيد المزمن هم في الحقيقة مصابون بحالات أخرى تتشارك مع كوفيد المزمن الأعراض نفسها. ورأت «التلغراف» أن الاختلاف بين العلماء بهذا الخصوص يُعزى إلى ما سمته «طبيعة العِلم»، «إذ إن كثيراً جداً من المعلومات عن كوفيد-19 لا تزال مجهولة. وإذا كان العلماء قد نجحوا في ابتكار لقاح في زمن قياسي وجيز، فإن الأبحاث المتعلقة بكوفيد المزمن تسير بخطى وئيدة، تمثل دأب الأطباء في درس طبيعة الأمراض». وقالت أستاذة مكافحة الأمراض المُعدية بمجلس الأبحاث الطبية التابع لجامعة غلاسغو الأسكتلندية الدكتورة جانيت سكوت إن عدد المصابين بكوفيد المزمن سينخفض كثيراً فور انتهاء دراسة شاملة تجري بهذا الشأن، توقعت ظهور نتائجها خلال فترة تراوح بين 6 و12 شهراً. وأشارت إلى أن معظم البيانات المتعلقة بعدد ضحايا كوفيد المزمن تأتي من استطلاعات تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي لا يمكن لعالِم أن يركن إلى نتائج استطلاعاتها. وأضافت أن البقاء تحت وطأة الإغلاق فترة طويلة قد يؤدي بالآخرين إلى شعور بالتعب الشديد، والاكتئاب، بغض النظر عما إذا كان قد أصيب بكوفيد-19 أصلاً. لكن الدكتورة سكوت أقرت بأن هناك عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يعانون من أعراض غامضة شبيهة بأعراض كوفيد-19، قد تستمر لديهم سنوات عدة. وأشارت إلى أنها بحكم تخصصها تستطيع أن تجد فوارق كبيرة بين ذلك الفايروس وكوفيد-19.
اكتشفت عالمة في جنوب أفريقيا أن كوفيد المزمن قد يكون ناجماً عن عدد من «الجلطات الصغيرة جداً» التي تسبب كوفيد-19 بحدوثها في الدورة الدموية للمصابين به، قبل تلاشيه من أجسامهم. واعتبرت البروفسور ريسيا بريتوريوس، الأستاذة بشعبة العلوم الفيزيولوجية بجامعة ستيللينبوش في جنوب أفريقيا، أن تلك الجلطات الدقيقة قد تكونت بسبب الإخلال بقدرة الجسم على توزيع الأكسجين والمواد المغذية الحيوية على أعضائه. وقالت إن تلك الخثرات تفسر سبب شيوع أعراض بعينها لدى المصابين بكوفيد المزمن، وهي التعب، والصداع، وضيق التنفس. وجاء اكتشاف العالمة الجنوب أفريقية بعد مقارنتها صوراً للدورة الدموية لدى 11 مصاباً بكوفيد المزمن و13 شخصاً من الأصحّاء.
ظلت الأعراض التي يطلق عليها «كوفيد المزمن» (Long Covid) تثير قدراً كبيراً من الجدل والغموض في الأوساط العلمية، والطبية، والصحية. وبسبب ذلك الغموض في معرفة طبيعة المرض، ولماذا يصيب المتعافي من الإصابة بفايروس كورونا الجديد؛ ولماذا تتباين الفترة التي تستمر فيها أعراضه لدى المصاب بعد تعافيه... اختلف العلماء في تفسيرهم لظاهرة كوفيد المزمن. وتحدث خبراء صحيون عن أن كوفيد المزمن سيؤدي مستقبلاً الى استنزاف طاقات الخدمة الصحية في البلدان الغنية، من حيث تزايد عدد المصابين به، وحاجتهم الى رعاية صحية، قد تكون متخصصة أحياناً. وأقدم بعض الجامعات والهيئات الصحية المقتدرة على إنشاء أقسام تخصصية للعناية بضحاياه، وتكثيف تدوين الملاحظات، ونتائج الفحوص والتحليلات، لمعرفة مدى الضرر الحقيقي الذي نجم عن الإصابة الأصلية بالفايروس، وأدى بدوره الى إصابة المتعافي بهذا المرض الجديد، الذي لم يكن له وجود على سطح كوكب الأرض قبل اندلاع نازلة كورونا.
وبلغ الجدل في شأن كوفيد المزمن حداً بصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية لتتساءل في عنوان أحد تحليلاتها المتخصصة: هل تم تضخيم «كوفيد المزمن» وتهويل أمره؟ واعتبرت أن كوفيد المزمن بات شأناً مثيراً للقلق، حتى بالنسبة إلى بلد مثل بريطانيا التي اعتادت الأمراض المتفشية بحجم الأوبئة. وكان علماء جامعة أكسفورد البريطانية العريقة أشاروا في دراسة حديثة إلى أن ما لا يقل عن ثلث عدد الأشخاص الذين أصيبوا بمرض كوفيد-19، وتعافوا منه، سيصابون بعد شفائهم بما يقل عن واحد من أعراض الوباء، التي ستستمر لديهم لمدة ثلاثة أشهر، وربما أطول؛ كالإجهاد، والاكتئاب، وضيق التنفس، وسوء الهضم. وقارن علماء أكسفورد وباء كوفيد بفايروس قاتل آخر، هو فايروس الإنفلونزا، وتوصلوا إلى أن كوفيد-19 له قدرة على التسبب بأعراض تستمر أطول بنسبة تزيد على 50% من وباء فايروس الإنفلونزا.
وكان علماء جامعة لندن والخدمة الصحية الإنجليزية خلصوا في دراسة لم تنشر بعد إلى أن طفلاً من بين كل 7 أطفال يصابون بكوفيد-19 يعاني أعراضاً تستمر معه ثلاثة أشهر أو أكثر بعد شفائه من الفايروس. وأكثر الأعراض شيوعاً لدى الأطفال المصابين بكوفيد المزمن هما التعب غير العادي، والصداع المتكرر. وتشير إحصاءات مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني إلى أن عدد الأطفال المصابين بكوفيد المزمن يصل إلى 31 ألفاً، تراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً. وثمة مخاوف من أن يكون عدد الكبار المصابين بكوفيد المزمن يقدر بعشرات الآلاف، الذين أصيبوا بأعراض مُقْعِدةٍ، قد تستمر معهم أشهراً، أو سنوات، أو بقية حياتهم! غير أن أستاذ كرسي الطب بجامعة أكسفورد الذي ساعد في تطوير لقاح أسترازينيكا الإنجليزي المضاد لكوفيد-19 البروفسور جون بيل رجّح أن يكون أمر كوفيد المزمن ضحية التهويل والمبالغة. وتمسك بأن المصابين به عدد قليل. وزاد: كثير من الناس الذين يعتقدون أنهم مصابون بكوفيد المزمن هم في الحقيقة مصابون بحالات أخرى تتشارك مع كوفيد المزمن الأعراض نفسها. ورأت «التلغراف» أن الاختلاف بين العلماء بهذا الخصوص يُعزى إلى ما سمته «طبيعة العِلم»، «إذ إن كثيراً جداً من المعلومات عن كوفيد-19 لا تزال مجهولة. وإذا كان العلماء قد نجحوا في ابتكار لقاح في زمن قياسي وجيز، فإن الأبحاث المتعلقة بكوفيد المزمن تسير بخطى وئيدة، تمثل دأب الأطباء في درس طبيعة الأمراض». وقالت أستاذة مكافحة الأمراض المُعدية بمجلس الأبحاث الطبية التابع لجامعة غلاسغو الأسكتلندية الدكتورة جانيت سكوت إن عدد المصابين بكوفيد المزمن سينخفض كثيراً فور انتهاء دراسة شاملة تجري بهذا الشأن، توقعت ظهور نتائجها خلال فترة تراوح بين 6 و12 شهراً. وأشارت إلى أن معظم البيانات المتعلقة بعدد ضحايا كوفيد المزمن تأتي من استطلاعات تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي لا يمكن لعالِم أن يركن إلى نتائج استطلاعاتها. وأضافت أن البقاء تحت وطأة الإغلاق فترة طويلة قد يؤدي بالآخرين إلى شعور بالتعب الشديد، والاكتئاب، بغض النظر عما إذا كان قد أصيب بكوفيد-19 أصلاً. لكن الدكتورة سكوت أقرت بأن هناك عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يعانون من أعراض غامضة شبيهة بأعراض كوفيد-19، قد تستمر لديهم سنوات عدة. وأشارت إلى أنها بحكم تخصصها تستطيع أن تجد فوارق كبيرة بين ذلك الفايروس وكوفيد-19.