كتاب ومقالات

آسيا في قبضة النصر

بعد السلام

سلطان الزايدي

في المعسكر النصراوي والهلالي حالة من التوتر والترقب لأسبوع هو الأكثر سخونةً من أي أسبوع مضى في تاريخ الناديين، والسبب في ذلك ليس في مواجهة السبت الآسيوية، بل فيما بعد هذه المواجهة متى ما حقق الفريقان الانتصار، وهما فنيًّا الأقرب إلى مسألة التأهل من الفريقين الآخرين، فالنصر يتفوق على الوحدة الإماراتي في كل شيء، والهلال كذلك يتفوق على الفريق الإيراني «بيرسبوليس» في كل شيء، والنتيجة المتوقعة هي وجود النصر والهلال في نصف نهائي القارة وجهًا لوجه، هذا الشعور السائد في معسكر الفريقين قد يفسد هذا التوقع، ويستفيد منه الفريقان المنافسان وقت المباراة، أو على أقل تقدير أحد الفريقين قد يكون طرفًا في نصف نهائي القارة، إما أمام النصر أو أمام الهلال؛ لذلك لو لم يتفطن القائمون على العمل الفني والإداري في النصر والهلال لمسألة كهذه قد تكون النتائج مخيبة للآمال؛ لأن اللاعب النصراوي يفكر في مباراة الهلال في نصف نهائي القارة قبل أن ينتصر على الفريق الإماراتي في دور الربع النهائي، وهذا أمر قد يؤدي إلى خروج النصر وعلى أرضه من البطولة الآسيوية التي سيغيب عنها في الموسم القادم، وبالتالي سيكلفهم الأمر غضبًا جماهيريًّا غير مسبوق، فالدافع الجماهيري عند المدرج النصراوي هو الأقوى، وكذلك في الفريق الهلالي الذي يعتبر هو الأقل ضغطًا من جاره النصر، فهو مشارك في النسخة الآسيوية القادمة عكس منافسه النصر، وفي تصوري قد يستفيد الفريق الإيراني والإماراتي من هذا الهاجس المسيطر على المعسكرين النصراوي والهلالي ويدخلان المباراة بهدوء أكثر وتركيز عالٍ، ويستفيدون من كل لحظة ضعف أو اهتزاز لفريقي النصر والهلال؛ لذلك لا يبدو الأمر مريحًا لا في النصر ولا في الهلال، وهاتان المباراتان لن تحظيا بتركيز كبير طالما أن تركيز الفريقين مع مدرجاتهما وتفكيرهما في لقاء نصف النهائي قبل أن يصلوا له، حتى على الصعيد الإعلامي تكاد تجزم بعض البرامج الرياضية أن نصف النهائي سيكون بين قطبي السعودية النصر والهلال، من هذه الزاوية تحديدًا تظهر حالة الخوف والترقب، وإن حدث ذلك للفريقين أو أحدهما ستكون لحظة غضب عارمة من مدرجاتهما، وربما لن يصفو لهما المدرج في ما تبقى من الموسم، من هذا المنطلق ستتضح الفوارق الإدارية والفنية للنصر والهلال، فإن نجحا في الوصول إلى مباراة نصف نهائي القارة وتواجها، فهما قد تجاوزا المرحلة بكل خبرة واقتدار، وإن فشلا أو فشل أحدهما فيجب أن يكون التغيير عنوان المرحلة القادمة في الطرفين، فبمثل هذه المواقف تتضح حقيقة العمل، وهل من يتواجد في منظومة هذا العمل يستحق الاستمرار أم لا؟

بالتوفيق للنصر والهلال، وأتمنى أن تكون حالة الترقب تشمل كل القارة بلقاء الغريمين التقليديين في نصف نهائي القارة.

ودمتم بخير