أخبار

ريفي لـ«عكاظ»: على ميقاتي أن يستقيل.. ونصر الله «عدو لبنان»

هل تلبي الحكومة نداء الراعي ؟

سمير جعجع

راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@

منذ أن خرج مسؤول وحدة الارتباط في «حزب الله» وفيق صفا من قصر العدل مختالا بتسليمه رسالة تهديد إلى المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، مرورا بتعليق جلسات مجلس الوزراء وانهماك الجميع في البحث عن مخرج لبقائها على قيد الحياة، بعدما ربطت من عنقها بصاعق قضية التحقيق في جريمة المرفأ، ثم التهديد المباشر لبيطار من قبل حسن نصرالله (اعتبارا منه أن تهديد صفا لم يكن كافيا) وصولا إلى معركة الطيونة، والحكومة اللبنانية تتخذ موضع «النعامة» التي تدفن رأسها في التراب.

الحكومة وبعد أحداث الطيونة يبدو أنها تصوبت، وباتت غير قادرة على تلقف الأصوات التي خرجت عن صرحي دار الفتوى ثم بكركي التي دعا راعيها في الساعات القليلة الماضية إلى ضرورة تحرير القضاء من التدخل السياسي والطائفي والحزبي واحترام استقلاليته وفقا لمبدأ الفصل بين السلطات. ومطالبته الحكومة بالاجتماع واتخاذ القرارات اللازمة، وعلى كل وزير احترام السلطة وممارسة سلطته باسم الشعب لا باسم النافذين.

هذه الحكومة التي ولدت على أيدي «حزب الله» لا يمكنها أن تلبي نداء البطريرك الماروني بشارة الراعي بأن ما من أحد أعلى من القضاء والقانون، وأنهما وحدهما كفيلان بتأمين حقوق جميع المواطنين، فالقانون شامل والقضاء شامل. والثقة في القضاء هي معيار ثقة العالم بدولة لبنان.

الواقع يؤكد أن حكومة ميقاتي ووزراءها وأجهزتها يتصرفون كشرطي السير أو كعنصر في الدفاع المدني يرفعون الضحايا ويحصون الأضرار، وينتظرون التعليمات من مرشد الجمهورية وصبيانه كالنائب حسن فضل الله الذي سولت له نفسه بفعل غياب الدولة تهديد شركاء له في الوطن (القوات اللبنانية دون أن يسميها) بالقول: «نحن لم نعتد أن نترك دمنا على الأرض، ونعرف كيف نحمله وندافع عنه، وكيف نحول مظلومية قضيتنا إلى قضية منتصرة».

«عكاظ» تساءلت عما يخبئ حسن نصر الله في جعبته بعد؟ وعن خارطة الطريق التي رسمها للبنان بعد (الميني حرب) في الطيونة، وبعد تعليق جلسات الحكومة وتهديد البيطار؟ فيجيب وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي بأن «ما يقوم به نصر الله هو استعراض الخائف والمضطرب وليس استعراض القوي، لأن أجواء المنطقة لا تصب في مصلحته».

ولفت إلى أن «نصر الله يعيش اليوم حالة عداء بينه وبين كل المكونات اللبنانية، عداء بينه وبين السنة والدروز والمسيحيين، والأحداث التي تتوالى من خلدة مرورا بمنطقة شويا وأخيرا الطيونة تجعلنا نطمئن لوضعه المزري هو ما سمعناه اليوم من بعض الأصوات الحرة العربية اللبنانية، وكأننا أمام المشهد العراقي بالأمس حين انتفضوا على جلاديهم». وأكد ريفي أن صوت نصر الله العالي النبرة الذي سيخرج به على اللبنانيين ليس مقبولا لا إسلاميا ولا مسيحيا.

وعما إذا كان على اللبنانيين أن يخشوا اضطراب نصر الله وفقا لما وصفه من أن تتحول لعبة الدم إلى حرب أهلية، قال ريفي: «الحرب الأهلية تحتاج إلى فريقين يرغبان بالحرب، والفريق الثاني غير متوفر»، لافتا إلى أنه في مرحلة معينة استطاع نصرالله ترهيب بعض القوى السياسية وأذعنت لتهديداته لذلك اعتقد أن بإمكانه مخاطبة الجميع باللغة نفسها.

وعن الوضع الحكومي، أفاد بأنه وجه نداء للرئيس نجيب ميقاتي وسيجدده اليوم: «عجّل باستقالتك، فلا يستوي عمل (الدويلة) مع الدولة نهائيا، فحكومتكم دفنت في الطيونة، ربما باستقالتك تحفظ ما تبقى لديك».

وحول مسار ومصير التحقيق في جريمة مرفأ بيروت في ظل تهديدات نصر الله، قال: «إن حزب الله يريد قاضيا حسب الطلب، متوقعا كل شيء من حزب الله، لكن هذه جريمة ضد الإنسانية وستلاحق لعنة ضحايا المرفأ نصر الله إلى يوم الدين».