كتاب ومقالات

هل المرور شريك في الحوادث ؟!

خالد السليمان

في كل مرة أقرأ فيها عن حادث مروري مروع أو أشاهد سائقا متهورا يتسبب في وقوع الضحايا أو يرتكب المخالفات، ويبث الرعب في الطرقات ويعرض السلامة المرورية للخطر، أتساءل مع نفسي: كيف حصل مثل هذا السائق على رخصة القيادة من إدارة المرور ؟!

في الحقيقة بدأت أضع بعض اللوم على إدارات المرور المتلاحقة التي لم تضع المعايير الكافية والإجراءات الصارمة لضمان حصول السائقين المؤهلين على رخص قيادة المركبات، ولم تتخذ العقوبات الصارمة التي تمنع استمرارهم في الطرقات مع تراكم وتعاظم مخالفاتهم !

وفي الدول المتقدمة تضع سلطات المرور والطرق أنظمة صارمة لضمان أهلية السائقين تتطلب اجتياز اختبارات دقيقة تؤكد حصولهم على التدريب اللازم، بينما يواجه المخالفون أنظمة صارمة ترصد أداءهم، وعقوبات حازمة تصل إلى الحرمان من السياقة لفترات متصاعدة تنتهي بالحرمان من الرخصة حسب تراكم المخالفات أو نوعها، لذلك يفكر السائقون جيدا قبل ارتكاب المخالفات أو القيادة باستخفاف ورعونة !

واليوم يشهد قطاع المرور تطورا ملحوظا مع التحولات التي تشهدها المملكة، فالحصول على رخصة القيادة بات يتطلب الالتحاق بمدارس التدريب واجتياز اختبارها، وقد يذكرني أحدهم بأن وجود مدرسة دلة للقيادة قديم ولم يمنع المتهورين من الحصول على رخصهم، فأجيبهم بأن ذلك صحيح، لكن الفارق اليوم أن الجدية التي استرخت مع الزمن استرجعت، كما أن الطرق المختصرة والخلفية للحصول على الرخصة قد سدت ولم تعد مدرسة القيادة تدريبا شكليا !

باختصار.. بالنسبة لي أي رخصة يصدرها «المرور» لشخص غير مؤهل يتحمل المرور مسؤوليته !