حذرت المجلة الطبية الأسترالية، في عددها الصادر أمس (الإثنين)، من أنه إذا تم فتح الحدود الدولية الأسترالية، في أتون استمرار تفشي سلالات فايروس كوفيد-19 المتحورة وراثياً، السريعة الانتشار، فسيكون محتملاً وقوع حالات تفشٍّ كبيرة حتى لو تم تحصين 80% من سكان البلاد الذين تزيد أعمارهم على 16 عاماً. وكان رئيس وزراء مقاطعة نيو ساوث ويلز دومينيك بيروتيت أعلن (الجمعة) أنه اعتباراً من أول نوفمبر القادم سيكون بمستطاع الأستراليين والسياح القدوم إلى سيدني من دون حاجة إلى قضاء فترة عزل صحي في فنادق المدينة. لكن رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون قال في وقت لاحق من اليوم نفسه إن الحدود الدولية لأستراليا لن تُفتح إلا للمواطنين الأستراليين المحصّنين بالكامل، وأسرهم المباشرة، ولكن ليس للسياح الأجانب. وزاد: لن نستعجل. وحذرت المجلة الطبية من أن فتح الحدود الدولية في حال تفشي سلالة متحورة وراثياً تتسم بسرعة التفشي، بشكل مماثل لسلالة دلتا، سيؤدي إلى زيادة عدد الحالات الجديدة، إذا اقتصرت التدابير الوقائية على ارتداء الكمامات، ومراعاة مسافة التباعد الجسدي. وفي حال ظهور سلالة بذات سرعة تفشي دلتا، وفي حال تطعيم 80% ممن تجاوزت أعمارهم 16 عاماً (أي نحو 64% من جملة سكان البلاد)، سيؤدي فتح الحدود الدولية إلى عدد متزايد من الإصابات، والحالات التي سيتم تنويمها في المستشفيات، في حال السماح بدخول 2500-13 ألف قادم جواً كل يوم. وقال مسؤولو حكومة مقاطعة فكتوريا الأسترالية، التي لا تزال عاصمتها ملبورن قيد الإغلاق مدة أطول من إغلاق أية مدينة أخرى في العالم، إنهم سيرفعون قيد البقاء في المنازل خلال الأسبوع الحالي. وبحلول الجمعة القادمة، حين يبدأ رفع بعض تلك القيود، سيكون سكان ملبورن، البالغ عددهم 5 ملايين نسمة، قد خضعوا للإغلاق 6 مرات، خلال 262 يوماً، أي قرابة 9 شهور منذ مارس 2020. وهي فترة تفوق الإغلاق الذي خضعت له العاصمة الأرجنتينية بيونس آيريس، الذي امتد 234 يوماً. ويتوقع أن تصل نسبة المطعّمين بلقاحات كوفيد-19 في ملبورن هذا الأسبوع إلى 70%. وعلى رغم ذلك فإن عدد الإصابات الجديدة ماضٍ في الارتفاع. وقال رئيس وزراء فكتوريا أندرو دانيالز إنه على رغم قرار معاودة فتح مرافق الضيافة، وعدد من القطاعات الاقتصادية، إلا أن طاقاتها الاستيعابية ستخضع لقيود مشددة. وأضاف أنه لن تتم معاودة فتح محلات تجارة التجزئة والأسواق إلا بعد أن تصل نسبة التحصين إلى 80%، بحلول 5 نوفمبر المقبل، بحسب تقديراته. وأعلنت فكتوريا (الأحد) أنها سجلت 1838 إصابة جديدة، و7 وفيات بالوباء؛ فيما ذكرت سلطات مقاطعة نيو ساوث ويلز المجاورة أنها سجلت 301 إصابة جديدة، و10 وفيات خلال الساعات الـ24 الماضية. وكانت عاصمتها سيدني ظلت خاضعة لإغلاق مشدد نحو 100 يوم. وكانت أستراليا تباهت خلال السنة الأولى من الوباء العالمي بنجاح إستراتيجيتها لتحقيق «صفر كوفيد». غير أن ذلك لم يدم طويلاً. واضطرت أخيراً إلى التسليم بضرورة التعايش مع كوفيد-19، في أتون تفشي سلالة دلتا المتحورة وراثياً.