لبنان.. إعادة تدوير النفايات السياسية !
الأحد / 25 / ربيع الأول / 1443 هـ الاحد 31 أكتوبر 2021 23:42
محمد الساعد
هناك من يدفع بضراوة لتحويل لبنان إلى إسرائيل أخرى في المنطقة، فالشكل الجديد للإقليم كما يريد صانعوه يجب أن يكون إقليماً مختلطاً وشعوبياً بامتياز، أي أن الإقليم العربي الذي لطالما تغنى بنفوذ العرب من البحرين إلى تطوان سيختفي تماماً، وستكون هناك دولة عبرية ومارونية وكثير من الأقليات التي لديها الدعم والدافع للانفصال، المثير أن قوام تلك الدويلات هو الهوية الدينية أو المذهبية، أي أن العقد السياسي والاجتماعي يبدأ وينتهي من الفئوية الدينية المنغلقة.
التيار «العوني الماروني» في الطريق لإنشاء دولة مسيحية تطل على البحر الأبيض المتوسط، ذات هوية فرنكوفونية، وفي شمال سوريا هناك دويلة تركمانية تتشكل في رحم سوريا، إضافة لدويلة علوية في عمق الشام.
الملفت في ملف قضية وزير إعلام لبنان جورج قرداحي أن تصريحاته سيئة السمعة وضعت مزيداً من البارود في بندقية حزب الله الموجهة ضد المملكة ودول الخليج، فالحزب وحلفاؤه يتبنون خطاباً معادياً للسعودية يصب في صالح مشروع الدويلات المختلطة منذ عقود، وللتذكير هذا المشروع ليس مشروع حزب الله فقط، فقد ورثه الحزب عن تيارات لبنانية سابقة وسيورثه لآخرين من بعده لاحقاً، فقد كان البعثيون والناصريون والقوميون السوريون، يضعون السعودية على رأس قائمة الاستهداف منذ الخمسينات الميلادية، وكانت الصحف والمجلات والمؤلفات الصادرة من بيروت تنشر أعنف الهجمات، والشعراء ينشدون أقبح القصائد.
أما لماذا السعودية فلأنها الدولة الوحيدة التي شكّلت وحدة ناجحة وصامدة منذ أكثر من 300 عام في هذا الشرق المليء بالتضاد والخصومات، ولأن مشروعها العروبي يرفض أي تدخل أو هيمنة من دول التخوم الأعجمية.
بدأ ذلك متزامناً مع ظهور البترول في الصحراء العربية، البترول أعطى «البدو» القادمين من الجزيرة العربية أفضلية وتفوقاً رسخاً هوية أجدادهم الأمويين والعباسيين الذين شكلوا حضارة تفوقت على حضارة وثقافة الرومان والفرس في العراق والشام.
انفتح السعوديون وبقية دول الخليج على لبنان التي قدّر لها أن تكون محطة «ترانزيت» لخطوط الطيران بين الخليج وأوروبا وأمريكا، ولولا ذلك لبقيت بيروت عاصمة مهملة لا تزيد أهمية على القرداحة السورية، ذلك الانفتاح حمل عشرات الآلاف من أبناء السعودية والخليج إلى بيروت في طريقهم لأوروبا، وهناك بدأوا بالتعرف على بيروت المليئة بالأضواء، وبالعكس أيضاً جاء مهاجراً وباحثاً عن العمل في الجزيرة العربية مئات آلاف من اللبنانيين.
كان ظهور البترول قدر السعودية ودول الخليج، وفي الوقت نفسه غصة وقفت في حلوق الكارهين المنتشرين في بعض العواصم منذ أكثر من ستة عقود حتى اليوم وغير قادرين على تجاوزها، جورج قرداحي هو نفسه غسان كنفاني، ونزار قباني وكثير ممن أعياهم الحسد وأضناهم التعالي، ففي بيروت ومقاهي الضاحية تشربوا الكراهية ضد السعوديين وأنتجوها.
قرداحي هو مثال صارخ لثقافة الاستعلاء والتنمر الثقافي التي يحملها البعض ممن التحقوا بوظائف في الخليج أو عملوا لصالح شركات ومؤسسات سعودية في الداخل والخارج، المتنكرون للمعروف يعتقدون أن لديهم السلطة الثقافية لتحديد ما هو الصح والخطأ في حياة السعوديين، ولديهم الجرأة لنقد القرارات والحياة الاجتماعية والتراث والمكونات.
بالتأكيد أننا وهم ننتمي لثقافتين مختلفتين تماماً - ثقافة عربية خالصة، وثقافة مستعربة لم تهضم عروبتها وقيمها-، لكن ذلك لا يخولهم إفراز القبح علينا، فجورج وأمثاله من الطارئين على العروبة، لا إشكال لديهم في التحالف مع الشياطين وأدواتهم في المنطقة، ما دام ذلك التحالف يحقق لجورج ونزار وغسان وكل أعداء المشروع العربي في الشرق أمنيات إسقاط أبناء الجزيرة والاستيلاء على ثرواتهم وإنهاكهم.
مخطئ تماماً من يظن ولو لوهلة أن هذه آخر الأخطاء، وأن جورج آخر الأعداء، بل إن الكثير الكثير سيتبعونه في الأيام والأشهر والسنوات القادمة، إنه صراع أزلي بين الرياض الواقفة ضد التفتيت والفئوية، وبين منخرطين في إعادة تدوير الرومان، وإنتاج إيوان كسرى أنو شروان من جديد.
التيار «العوني الماروني» في الطريق لإنشاء دولة مسيحية تطل على البحر الأبيض المتوسط، ذات هوية فرنكوفونية، وفي شمال سوريا هناك دويلة تركمانية تتشكل في رحم سوريا، إضافة لدويلة علوية في عمق الشام.
الملفت في ملف قضية وزير إعلام لبنان جورج قرداحي أن تصريحاته سيئة السمعة وضعت مزيداً من البارود في بندقية حزب الله الموجهة ضد المملكة ودول الخليج، فالحزب وحلفاؤه يتبنون خطاباً معادياً للسعودية يصب في صالح مشروع الدويلات المختلطة منذ عقود، وللتذكير هذا المشروع ليس مشروع حزب الله فقط، فقد ورثه الحزب عن تيارات لبنانية سابقة وسيورثه لآخرين من بعده لاحقاً، فقد كان البعثيون والناصريون والقوميون السوريون، يضعون السعودية على رأس قائمة الاستهداف منذ الخمسينات الميلادية، وكانت الصحف والمجلات والمؤلفات الصادرة من بيروت تنشر أعنف الهجمات، والشعراء ينشدون أقبح القصائد.
أما لماذا السعودية فلأنها الدولة الوحيدة التي شكّلت وحدة ناجحة وصامدة منذ أكثر من 300 عام في هذا الشرق المليء بالتضاد والخصومات، ولأن مشروعها العروبي يرفض أي تدخل أو هيمنة من دول التخوم الأعجمية.
بدأ ذلك متزامناً مع ظهور البترول في الصحراء العربية، البترول أعطى «البدو» القادمين من الجزيرة العربية أفضلية وتفوقاً رسخاً هوية أجدادهم الأمويين والعباسيين الذين شكلوا حضارة تفوقت على حضارة وثقافة الرومان والفرس في العراق والشام.
انفتح السعوديون وبقية دول الخليج على لبنان التي قدّر لها أن تكون محطة «ترانزيت» لخطوط الطيران بين الخليج وأوروبا وأمريكا، ولولا ذلك لبقيت بيروت عاصمة مهملة لا تزيد أهمية على القرداحة السورية، ذلك الانفتاح حمل عشرات الآلاف من أبناء السعودية والخليج إلى بيروت في طريقهم لأوروبا، وهناك بدأوا بالتعرف على بيروت المليئة بالأضواء، وبالعكس أيضاً جاء مهاجراً وباحثاً عن العمل في الجزيرة العربية مئات آلاف من اللبنانيين.
كان ظهور البترول قدر السعودية ودول الخليج، وفي الوقت نفسه غصة وقفت في حلوق الكارهين المنتشرين في بعض العواصم منذ أكثر من ستة عقود حتى اليوم وغير قادرين على تجاوزها، جورج قرداحي هو نفسه غسان كنفاني، ونزار قباني وكثير ممن أعياهم الحسد وأضناهم التعالي، ففي بيروت ومقاهي الضاحية تشربوا الكراهية ضد السعوديين وأنتجوها.
قرداحي هو مثال صارخ لثقافة الاستعلاء والتنمر الثقافي التي يحملها البعض ممن التحقوا بوظائف في الخليج أو عملوا لصالح شركات ومؤسسات سعودية في الداخل والخارج، المتنكرون للمعروف يعتقدون أن لديهم السلطة الثقافية لتحديد ما هو الصح والخطأ في حياة السعوديين، ولديهم الجرأة لنقد القرارات والحياة الاجتماعية والتراث والمكونات.
بالتأكيد أننا وهم ننتمي لثقافتين مختلفتين تماماً - ثقافة عربية خالصة، وثقافة مستعربة لم تهضم عروبتها وقيمها-، لكن ذلك لا يخولهم إفراز القبح علينا، فجورج وأمثاله من الطارئين على العروبة، لا إشكال لديهم في التحالف مع الشياطين وأدواتهم في المنطقة، ما دام ذلك التحالف يحقق لجورج ونزار وغسان وكل أعداء المشروع العربي في الشرق أمنيات إسقاط أبناء الجزيرة والاستيلاء على ثرواتهم وإنهاكهم.
مخطئ تماماً من يظن ولو لوهلة أن هذه آخر الأخطاء، وأن جورج آخر الأعداء، بل إن الكثير الكثير سيتبعونه في الأيام والأشهر والسنوات القادمة، إنه صراع أزلي بين الرياض الواقفة ضد التفتيت والفئوية، وبين منخرطين في إعادة تدوير الرومان، وإنتاج إيوان كسرى أنو شروان من جديد.