ما هو المطلوب من لبنان ؟
الثلاثاء / 27 / ربيع الأول / 1443 هـ الثلاثاء 02 نوفمبر 2021 23:47
رامي الخليفة العلي
يخطئ من يعتقد أن استدعاء السفير السعودي من بيروت هو نتيجة لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، فهو أهون على المملكة من جناح بعوضة، وإنما تلك التصريحات هي القشة التي قصمت ظهر البعير، على ما في تلك التصريحات من تدنٍ أخلاقي وانتهازية ونكران للجميل. لكن الكأس قد امتلأت بالنسبة للمملكة وباقي الدول الخليجية. المملكة لا تريد تصريحات معسولة وإنما تريد أقوالاً تعمد إلى الفعل، وهذا الفعل يجب أن يكون كفيلا بأن يضع حدا للتهديدات الأمنية التي تتعرض لها دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، فلبنان حولته قوى خارجية إلى منبع للشر. على أي مسؤول لبناني يريد عودة المياه إلى مجاريها أن يضع نفسه في مكان المملكة، فلبنان هو الذي يدرب عناصر ميليشيات الحوثي، ولبنان جعل من بيروت عاصمة الإعلام المعادي للمملكة وأصبح كل من يريد شتم المملكة يذهب إلى بيروت، ولنا في قنوات المسيرة وأخواتها أكبر الأدلة، لبنان هو الذي يزرع ويصنع ويصدر إلى المملكة ودول الخليج المخدرات، لبنان هو من يشن حرباً معلنة ضد المملكة وأصبح يفتح الجبهات في عديد الدول العربية. ورب قائل يقول، ليس لبنان بل ميليشيات حزب الله الإرهابية، وربما متحذلق آخر يقول الحكومة اللبنانية ليست مسؤولة عن أفعال حزب الله، وبالتالي على الدول العربية أن تتعامل مع الحكم اللبناني بمعزل عن وجود حزب الله فيها. هذا الأمر يمكن أن يكون عندما يكون الحزب الإرهابي خارج الدولة وخارج الحكومة، أما وأن الدولة بقضها وقضيضها خاضعة لدويلة حزب الله، وإذا كانت مؤسسة الرئاسة اللبنانية أصبحت على صعيد السياسة الخارجية منبرا لحزب الله، وإذا كانت الحكومة لا تستطيع الاجتماع لأن الميليشيات الإرهابية ترفض ذلك، وإذا كانت أجهزة الأمن لا تخرج قيد أنملة عما يريده حزب الله، وإذا كان القضاء لا يستطيع أن يحقق في قضية تفجير مرفأ بيروت، حيث قتل فيه العشرات وتدمر شطر من العاصمة المنكوبة بميليشياتها، فإنه في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ بلاد الأرز لا يوجد في هذا البلد سوى حزب الله وإرهابه. دول الخليج العربي ليست معنية بالاختباء خلف غربال، إنها على دراية أن من يحكم في لبنان هو التنظيم الإرهابي وبالتالي لن تقوم بدعم هذا التنظيم حتى يعود عليها ذلك عمليات إرهابية تستهدف المدنيين عبر ميليشيات الحوثي الإرهابية. دول الخليج تحمل الحكومة اللبنانية مسؤولياتها. لا تريد المملكة العربية السعودية أن يتحول لبنان إلى تابع وذيل لها، ولا تريد المملكة أن تحمل لبنان ما لا يحتمل، تريد أن يبسط لبنان سيطرته على كامل أراضيه. أن يكون في لبنان جهة واحدة يمكن الحديث والتفاهم معها، ألا يكون لبنان دويلة داخل دولة الميليشيات التي أسستها الدولة المارقة. المملكة تريد شيئا واحدا وهو أن يكون لبنان دولة.