كتاب ومقالات

قَضْمُ الوظيفة

خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@

•• لقَّنتني سنون الوظيفة التي بدأتها مبكراً أعظم دروس الحياة.. كنت وقتئذ شديد الخجل وشديد الحساسية، لدرجة أنني كنت أخشى الفشل الوظيفي.. وفي الوقت الذي تصنَّعت البهجة والسرور، آمنت أيضاً بقدراتي وتسلَّحت بالأمل، فمنحني رؤسائي فرصة التوقُّد، ووفقني الله لانطلاقة وظيفية متأججة.. ذلك حوَّل مجرى حياتي كلها من خشية الفشل إلى سجِيَّة غير السجية التي كنت عليها، فانقلبت مراحلي المهنية للأجمل.

•• هذه المقدمة ليست بطولة يرويها بطلها، ولا نجومية يسردها من فُتح له شباك الوظيفة الرحِبة.. إنما مسيرة عناء أفادتني فأنقلها لشاب متَّقد مُقبِل على الوظيفة.. وتجربة أضعها أمام القطاع الخاص المدرك للغاية من استقطاب أبناء الوطن لوظائف داخل كيانه التجاري.. تلك المبادرات الوطنية لأرباب العمل تزيد خبرة الشباب وتطِّور مؤهلاته الوظيفية.. وذلك الذي يلعب دوراً مهما في نمو الاقتصاد الوطني.

•• إذا كنا متفقين على أن توظيف الشاب السعودي درجة مهمة في قمة التنمية الاجتماعية.. فإننا متفقون أن شبابنا الجامعي وحتى ما دون، قادرون على تحقيق «معادلة الاستغناء» عن العامل الوافد.. المعادلة تقول: «كلما ازداد أبناؤنا المتخصصون قَلَّت أعداد الوافدين العاملين بتلك التخصصات».. تلك المعادلة النهضوية بالشباب ليست تنقُّصاً للقادمين للعمل من خارج البلاد، إنما نتيجة طبيعية لتوفير الفرص الوظيفية للمواطن.

•• «البطالة» عالمية ولها جوانب مختلفة في الوقت الراهن.. والأزمات المالية عالمية وشديدة الأثر على الشباب.. والداخلون سوق العمل حالة عالمية يواجه فيها الشباب مهمة شاقة لإيجاد فرص عمل لائقة بتخصصاتهم.. ولكن المهارات الشبابية حاسمة للتكيف مع المتغيرات السريعة للحفاظ على التماسك الاجتماعي بقدرة تنافسية عالية .. فلننتظر «2030» لنخرج من عنق الزجاجة إلى حصاد «الرؤية» ثم نحتفل بنجاح اقتصادنا الكلي.