أخبار

خبير صحي لـ«عكاظ»: مواجهة «السكري» مرهونة بالمشاركة الحقيقية للمجتمع

العالم يحتفل بذكرى يومه 14 نوفمبر

خبير صحي

«عكاظ» (جدة)

يحتفل العالم 14 نوفمبر الجاري بيوم السكر العالمي بهدف توعية أفراد المجتمعات بمخاطر داء السكري والمضاعفات المترتبة وكيفية الوقاية منه.

وقال لـ«عكاظ» الخبير الصحي أستاذ واستشاري طب الأسرة والمجتمع والصحة العامة البروفيسور توفيق أحمد خوجة، إن أهم الأمراض التي تصيب أفراد المجتمعات بسبب السلوكيات الصحية والغذائية الخاطئة هي السكري النمط الثاني، إذ زادت نسب المصابين بداء السكري حول العالم بنسب مفجعة، وفي حال عدم إدراك الفرد لمخاطر السكري فإن زحف المرض سيكون مستمرًا.

وأضاف أن السكري النوع الثاني هو أحد أنواع مرض السكري الذي يؤدي إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، ويحدث نتيجة حدوث مقاومة في خلايا الجسم لهرمون الأنسولين أو عدم كفاية كمية الأنسولين المنتجة في البنكرياس، وذلك نتيجة لعدة عوامل أهمها زيادة الوزن وقلة النشاط الرياضي، ويطلق عليه أيضا اسم السكري غير المعتمد على الأنسولين وسكري البالغين، وفي هذا النوع من السكري، ينتج البنكرياس كمية طبيعية من الأنسولين، وربما أيضا أكثر من المعتاد، ولكنها لا تكون كافية للجسم، أو تكون هناك مقاومة من قبل الخلايا للأنسولين فلا يعود قادرا على التأثير فيها وبالتالي إدخال الجلوكوز من الدم لها، ويؤدي هذا إلى تجمع الجلوكوز في الدم وارتفاع مستوياته.

وتابع أن هناك العديد من الأمراض المزمنة الناتجة عن تأثيرات السكري على أجهزة الجسم المختلفة، وتلك تحدث ببطء شديد لا ينتبه المريض لها، لذا سمي مرض السكري بالسارق، ومنها: أمراض القلب، أمراض الكلى، والفشل الكلوي، أمراض العيون وتلف الشبكية، الاعتلال العصبي السكري، والقدم السكرية.

وأبرز مضاعفات مرض السكري ما يعرف بالأقدام السكرية وهي عبارة عن ظهور بعض الأعراض المرضية والعلامات في قدم الشخص المصاب بالسكري، مثل التورم والجروح والقروح، نتيجة لحدوث اعتلال الأعصاب، قصور الدورة الدموية، الالتهابات الجرثومية، وغيرها، والقدم السكرية مشكلة كبرى نتيجة عدم وعي مريض السكري بها، فنصف مرضى السكري لا يعرفون أنهم مصابون بالقدم السكرية، التي يستخدمونها بشكل مستمر، مما يعرضها للإصابة المتكررة، وتلف الأعصاب يؤدي إلى قلة الشعور بالقدم، كما عدم الشعور بالألم عند الإصابة.

واستدرك «دور الفرد كبير في الوقائية من المرض، فالقطاعات الصحية أخذت على عاتقها إعداد برامج وقائية من الأمراض المزمنة وخصوصا السكري بهدف تغيير النمط السلوكي وتوعية الناس لتغيير أساليب معيشتهم من خلال التغذية السليمة، الرياضة، الإقلاع عن التدخين، الكشف الدوري لأمراض ضغط الدم والداء السكري وزيادة الكولسترول، ولكن أية محاولات لإصحاح الوضع للسيطرة على السكري لن يكتب لها النجاح دون مشاركة حقيقية من المجتمع».

وخلص البروفيسور خوجة إلى القول إن هناك 7 نصائح مهمة لتفادي التعرض للسكري وهي:

- تجنب القلق والاكتئاب، فالذين يعانون من الاكتئاب يأكلون بكميات كبيرة غالبًا، ولا يمارسون الرياضة، وبالتالي يزيد وزنهم، لذلك فهم عرضة لخطر الإصابة بالسكري.

- تناول وجبة الإفطار، إذ أثبت الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة إفطار متوازنة، أقل عرضة لزيادة الوزن وكذلك مشاكل مقاومة الأنسولين (الهرمون المسؤول عن ضبط مستوى السكر بالدم)، أما الذين لا يتناولون وجبة الإفطار يعرضون أنفسهم للإصابة بالسكري.

- ممارسة رياضة المشي، فالرياضة تحمي الجسم من مرض السكري، وذلك عن طريق نقل السكر في الدم إلى خلايا العضلات لاستخدامه كوقود وحرقه، والرياضة تجعل الجسم ينظم مستوى الأنسولين في الدم، فرياضة 30 دقيقة يوميًا من المشي السريع يقلل مخاطر الإصابة بالسكري وفقًا للدراسات بنسبة 43%.

- الحد من المشروبات السكرية والحلوى، فالإكثار من شرب الماء والعصائر الطازجة أفضل من المشروبات الغازية وعصير الفواكه المحفوظة والقهوة المحلاة والمشروبات السكرية والحلوى.

- الحد من الأطعمة الدهنية، فالوجبات السريعة والهمبرجر والزبدة والزيوت المهدرجة كلها مليئة بالدهون المشبعة، وهذه الدهون كفيلة بالإصابة بانسداد الشرايين، وضغط الدم وتزيد من مقاومة الأنسولين وتؤدي للإصابة بمرض السكري.

- خفض الوزن، فالوزن الزائد سبب رئيسي للإصابة بمرض السكري من النوع 2 عند البالغين والأطفال، وللتخلص من الوزن الزائد يجب ممارسة الرياضة 3 مرات أسبوعيًا على الأقل، أو المشي يوميا لمدة نصف ساعة، مع اتباع نظام غذائي أو حمية.

- تناول الفاكهة والخضراوات، إذ أثبتت الدراسات أن تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة يجدد الخلايا ويساعد على الهضم.