كتاب ومقالات

تجربتي مع بلاد اجتاحتها كورونا!

خالد السليمان

سافرت هذا الأسبوع للخارج للمرة الأولى منذ اجتياح جائحة كورونا للعالم، عدت لإسبانيا لنفس البلد الذي كنت فيه عند بدء الجائحة، أتذكر يومها أنني كنت أجد صعوبة كبيرة في العثور على معقم أو كمامة لعدم أهميتها في المتاجر والصيدليات، كما أن الناس كانوا يعيشون بإهمال شديد كما لو أن أخبار الجائحة لا تعنيهم!

قبل عودتي للرياض بيومين توقفت في مدريد العاصمة وشاركت في مهرجان السردين حيث تجمع الآلاف في مدينة مدريد للاحتفال بمناسبة تاريخيه جماهيرية، وبعد أسبوع من مغادرتي انفجرت فقاعة مدريد وأعلنت السلطات إغلاقها بينما منعت السلطات السعودية السفر لها بعد يومين من عودتي!

باشرت يومها حجرا منزليا طوعيا، لكنني لم أستغرب تدهور الوضع لديهم مع الإهمال الذي لمسته على المستويين الرسمي والشعبي، بينما في السعودية كنت في اليوم التالي أزور المركز الوطني للكوارث والأزمات وأستمع إلى خطط استباقية للتعامل مع الجائحة، وفي ذلك الوقت لم تكن أعلنت أي حالة في السعودية!

اليوم أعود إلى إسبانيا لأجد مجتمعا مختلفا، فالثقافة الوقائية المكتسبة من الجائحة عالية جدا، فهناك التزام تام بالكمامات حتى في الأماكن العامة رغم أن إلزاميتها قاصرة على الأماكن المغلقة، بينما تتوفر المعقمات عند كل زاوية وفي كل مكان بالمجان، لقد دفع الإسبان ثمنا باهظا للشفاء من الجائحة، لكنهم في النهاية كانوا أكثر صلابة من دول أوروبية أخرى تعاني اليوم من الموجات المتتالية وبعض المقاومة المجتمعية للإجراءات الاحترازية!

أما بلادي، فهي مصدر فخري واعتزازي وأنا الذي عايشت تعاملها المسؤول مع الجائحة وآثارها، وكل نقاش خضته مع أحد الإسبان عن الجائحة هنا كنت أتكلم بإلهام عن وطني من واقع ثقة مطلقة مثبتة بالأرقام والوقائع!

باختصار.. خرجت السعودية من جائحة كورونا متقدمة على دول من العالم الأول!